المنشورات

أبو نواس في مجلس شراب

وذكروا أن أبا عيسى خرج إلى القفص متنزها ومعه الحسن بن هانىء، فحمله وخلع عليه، فأقام فيها أسبوعا، ثم قال له: بحياتي صف مجلسنا والأيام كلها. فقال في ذلك:
يا طيبنا بقصور القفص مشرفة ... بها الدّساكر والأنهار تطّرد
لمّا أخذنا بها الصّهباء صافية ... كأنّها النار وسط الكأس تتقد
جاءتك من بيت خمّار بطينتها ... صفراء مثل شعاع الشمس ترتعد
وقام كالبدر مشدودا قراطقهه ... ظبي يكاد من التّهييف ينعقد «3»
فصبّها من فم الإبريق، فانبعثت ... مثل اللسان جرى وآستمسك الجسد
فلم نزل في صباح السبت نأخذها ... والليل يأخذها حتى بدا الأحد
واستشرقت غرّة الإثنين واضحة ... والجدي معترض والطّالع الأسد «1»
وفي الثلاثاء أعملنا المطيّ بها ... صهباء ما قرعتها بالمزاج يد
والأربعاء صفا فيه النّعيم لنا ... والكأس تضحك في حافاتها الزّبد
ثمّ الخميس وصلناه بليلته ... وتمّ فيه لنا بالجمعة العدد
يا حسننا وبحار القصف تغمرنا ... في لجّة الليل والأوتار تجتلد
في مجلس حوله الأشجار محدقة ... وفي جوانبه الأطيار تغترد
لا نستخف بساقينا لعزّته ... ولا يردّ عليه حكمه أحد
عند الهمام أبي عيسى الذي كملت ... أخلاقه، فهي كالأوراق تنتقد










مصادر و المراجع :

١- العقد الفريد

المؤلف: أبو عمر، شهاب الدين أحمد بن محمد بن عبد ربه ابن حبيب ابن حدير بن سالم المعروف بابن عبد ربه الأندلسي (المتوفى: 328هـ)

الناشر: دار الكتب العلمية - بيروت

الطبعة: الأولى، 1404 هـ

تعليقات (0)

الأكثر قراءة

ستبدي لك الأيام ما كنت جاهلا … ويأتيك بالأخبار من لم تزوّد

المزید

فصبرا في مجال الموت صبرا … فما نيل الخلود بمستطاع

المزید

حننت إلى ريّا ونفسك باعدت … مزارك من ريّا وشعباكما معا

المزید

أفاطم مهلا بعض هذا التدلل … وإن كنت قد أزمعت صرمي فأجملي

المزید

إنّ أباها وأبا أباها … قد بلغا في المجد غايتاها

المزید