المنشورات

خاطب يزكيه وسيط:

أبو الحسن المدائني قال: خطب رجل من بني كلاب امرأة، فقالت أمها: دعني حتى أسأل عنك. فانصرف الرجل فسأل عن أكرم الحيّ عليها؛ فدلّ على شيخ منهم كان يحسن التوسط في الأمر، فأتاه يسأله أن يحسن عليه الثناء، وانتسب له فعرفه؛ثم إن العجوز غدت عليه فسألته عن الرجل، فقال: أنا أعرف الناس به. قالت:
فكيف لسانه؟ قال: مدره «1» قومه وخطيبهم! قالت: فكيف شجاعته؟ قال: منيع الجار حامي الذمار! قالت: فكيف سماحته؟ قال: ثمال «2» قومه وربيعهم! وأقبل الفتى، فقال الشيخ: ما أحسن واللَّه ما أقبل! ما انثنى ولا انحنى. ودنا الفتى فسلّم، فقال: ما أحسن واللَّه ما سلّم! ما جأر ولا خار. ثم جلس، فقال: ما أحسن واللَّه ما جلس! ما دنا ولا نأى. وذهب الفتى ليتحرّك فضرط، فقال الشيخ: ما أحسن واللَّه ما ضرط! ما أظنّها ولا أغنّها، ولا بربرها ولا قرقرها. ونهض الفتى خجلا، فقال: ما أحسن واللَّه ما نهض! [ما انفتل ولا انخزل. وأسرع الفتى، فقال: ما أحسن واللَّه ما خطا] ! ما ازورّ ولا اقطوطى «3» فقالت العجوز: حسبك يا هذا! وجّه إليه من يردّه، فو اللَّه لو سلح في ثيابه لزوّجناه!











مصادر و المراجع :

١- العقد الفريد

المؤلف: أبو عمر، شهاب الدين أحمد بن محمد بن عبد ربه ابن حبيب ابن حدير بن سالم المعروف بابن عبد ربه الأندلسي (المتوفى: 328هـ)

الناشر: دار الكتب العلمية - بيروت

الطبعة: الأولى، 1404 هـ

تعليقات (0)

الأكثر قراءة

ستبدي لك الأيام ما كنت جاهلا … ويأتيك بالأخبار من لم تزوّد
المزید
فصبرا في مجال الموت صبرا … فما نيل الخلود بمستطاع
المزید
حننت إلى ريّا ونفسك باعدت … مزارك من ريّا وشعباكما معا
المزید
أفاطم مهلا بعض هذا التدلل … وإن كنت قد أزمعت صرمي فأجملي
المزید
إنّ أباها وأبا أباها … قد بلغا في المجد غايتاها
المزید