المنشورات
كناس الكوفة:
محمد بن إسحاق قال: قال سفيان بن عيينة: دخلت الكوفة في يوم فيه رذاذ من مطر، فإذا أنا بكنّاس فتح كنيفا ووقف على رأس البئر وهو يقول:
بلد طيّب ويوم مطير ... هذه روضة وهذا غدير
ثم قال لصاحبه: انزل فيها. فأبى عليه؛ فنزل وهو يقول:
لم يطيقوا أن ينزلوا ونزلنا ... وأخو الحرب من أطاق النّزولا
كناس آخر:
الأصمعي قال: بينا أنا سائر بالفيفاء، إذ سمعت صوتا يقول «1» :
جنّبوني ديار هند وسعدى ... ليس مثلي يحلّ دار الهوان
قال: فالتفتّ يمنة وشمالا، فإذا الصوت خارج من حشّ؛ فأقبلت حتى وقفت «2» عليه، فإذا بكناس وبيده فأس؛ فقلت: يا سبحان اللَّه! أنت تكنس عذرة وتقول:
ليس مثلي يحل دار الهوان
فأنّى ذلك؟ وأيّ هو ان أكثر مما أنت فيه؟ قال: فرفع رأسه إليّ وقال:
لا تلمني فإنني نشوان ... أنا في الملك ما سقتني الدّنان
فقلت: ما هو إلا كقول الآخر:
من قرّ عينا بعيشه نفعه ولعلي بن الجهم:
أعظم ذنبي عندكم ودّي ... فليت هذا ذنبكم عندي
يا حسرتا أهلك وجدا بمن ... لا يعرف الشكوى من الوجد
مصادر و المراجع :
١- العقد الفريد
المؤلف: أبو عمر،
شهاب الدين أحمد بن محمد بن عبد ربه ابن حبيب ابن حدير بن سالم المعروف بابن عبد
ربه الأندلسي (المتوفى: 328هـ)
الناشر: دار
الكتب العلمية - بيروت
الطبعة: الأولى،
1404 هـ
16 مايو 2024
تعليقات (0)