المنشورات

مقامة الديوان

يا أبا القاسم اللهُ خلعَ منْ رقبتِكَ رِبْقَةَ المطامِعْ، واقتحامِكَ عقَبَةً صَعْبَةَ المطالِعْ. إلا أنَّ خَلْعَ هذِهِ الرِّبْقَةِ منَ الرَّقَبَةْ هيَ العَقَبَةُ وأصْعَبُ مِنَ العَقَبةْ عَقَبَةٌ لا يقتحمُها إلا قَويٌ ضابِطْ. وَإلا مَنَ أمَدَّهُ اللهُ بجاشٍ رَابِطْ أبَيْتَ أنْ يَبْقَى لاسْمِكَ في الجريِدَةِ السّوداءِ إثباتْ وأنْ يُطلَقَ رِزْقُكَ إذا أطْلِقَتِ الأطماعُ والرَّزَقَاتْ. وقَطَعْتَ كُلَّ سَببٍ عَمّا هُوَ أوْلَى بِكَ يُخْرِجُكْ، أوْ إلى المُرَتّبيِنَ في الدِّيوانِ يُحْرِجُكْ فَقَعَدْتَ خِلي البالِ خَالِيَ الذَّرْعْ. لا فِكْرَ لَكَ في زَرْعِ ولا ضَرْعْ لا يُعْرَفُ شِقْصُكَ في الطّسَاسِيجْ. وَلا خَرَاجُكَ في العريضة وَالتأْريِجْ وَلا يَمُرُّ ذِكْرُكَ في القَانُونِ والأوَارجْ وَلا في الدُّسْتُورِ وَالرُّوزْنامَجْ. وَلا تَهْتَمُّ بالمُنْكَسِرِ وَالرائِجْ، وَالْكُرِّ المُعَدّلِ والفالِجْ، وَالحِسابِ والحُسّابْ وَالْقَصَبِ وَالبابْ، وَالحَشْرِيِّ وَالأخْلابْ، وَالمُثلّثِ وَالمُرَبّعْ، وَالقُبْضَةِ والإصْبَعْ، وَالْقَفَيزِ وَالأشْلْ، وَالتحويِلِ وَالنّقْلْ، وَالتّسوِيغِ والمُوَافَقَةْ، وَالتوْظيِفِ وَالمُوَاصَفَةْ، وَالتّلْميظِ وَالسّلَفْ، والسّاقِطِ وَالمُتْلَفْ، والتّكْسيرِ والخَتْمَهْ، وَضيَاعِ الحَوْزِ والطعْمَهْ، وَالرَّقْمِ وَالتّرْقينْ، وَالحَاصِلِ والتّخْمينْ، وَآثَرْتَ مُنَاقَلَةَ الأئّمةْ، على مُنَاقَرَةِ الأزِمّةْ، وَأعْفَيْتَ سَمْعَكَ عَنِ استماعِ الجِبَايَةِ وَالخَرَاجْ، والتسْبِيبِ والاستخراجْ، والتّحريِرِ والإزَارْ، وَالمُؤامَرةِ والاستقرارْ، وَالعِبْرَةِ والإيغارْ، والثَبْتِ وَالأسْكُرارْ. صَكّ اللهُ مَنْ يَرْقُمُ فيِ الصَّكْ. وَلا انْفَكَّ منَ الخزْي مَنْ يَصْدُرُ في الفَكْ. وَلا وَقَعتِ الرّحْمَةُ على المُوَقّعْ وَلا تَتَابَعَ الخَيْرُ للمُتَتَبِّعْ. وَلا شَكرَ اللهُ سَعْيَ الشّاكِرِي وَالفرانقْ، وَلا أسْعَدَ أبَا العَيْشِ الغُرَانِقْ، وَطَلا بفَحمةِ الغَسْقْ وُجوهَ أهلِ الطّسْقْ. وَأغلقَ بابَ الرَّحمةِ وَلا فَتَحْ على كلِّ منْ أغلَقَ الخرَاجَ وَافتتحْ، وَلا صفحَ عن المُتصفِّحْ وآثامهْ، ونسخَ عن الناسِخِ ظِلَّ إكرَامهْ. وَلا أنشأ على المُنْشِئ سَحابَ إنعامهْ، وَأشْرَطَ في الهَلَكَةِ نُفُوسَ الشرَطِ وَالجلاوِزَهْ، وضَرَبَهُمْ بالشِّدَّةِ المُتنَاهِيةِ والمُتجاوِزَةْ، وَلا اصْلَحَ اللهُ الموسومين بالمصالِحْ، فهُمْ من المفَاسِد لا المَصَالِح. ْ













مصادر و المراجع :

١- مقامات الزمخشري

المؤلف: أبو القاسم محمود بن عمرو بن أحمد، الزمخشري جار الله (المتوفى: 538هـ)

الناشر: المطبعة العباسية، شارع كلوت بك - مصر

الطبعة: الأولى، 1312 هـ

تعليقات (0)

الأكثر قراءة

ستبدي لك الأيام ما كنت جاهلا … ويأتيك بالأخبار من لم تزوّد

المزید

فصبرا في مجال الموت صبرا … فما نيل الخلود بمستطاع

المزید

حننت إلى ريّا ونفسك باعدت … مزارك من ريّا وشعباكما معا

المزید

أفاطم مهلا بعض هذا التدلل … وإن كنت قد أزمعت صرمي فأجملي

المزید

إنّ أباها وأبا أباها … قد بلغا في المجد غايتاها

المزید