المنشورات

الياسمين

فقام الياسمين: وقال آمنت برب العالمين لقد تجبست يا جبس وأكثرك رجس نجس، وأنت قليل الحرمة، واسمك مشمول بالعجمة، وكيف تطلب الملك وأنت بعد قائم مشدود الوسط في الخدمة، رأسك لا يزال منكوس، وأنت المهيج للقيء المصدع من المحرورين للرؤوس، تسقط الجنين، ولا ترثي للحنين، أصفر من غير علة، مكسو أحقر حلة، ويكفيك بعض واصفيك.

أرى النرجس الغض الزكي مشمرا ... على ساقه في خدمة الورد قائم
وقد ذل حتى لف من فوق رأسه ... عمائم فيها لليهود علائم
ولكن أنا زين الرياض، والموسوم في الوجه بالبياض والبياض شطر الحسن كما ورد وأنا ألطف ورد جاء ورد.
وجاء ذكري في حديث فاح بنشره (أن قارئ القرآن يؤتى بياسمين الجنة في قبره) .
فحديثي أصح من حديثك سندا، ونشري أعبق من نشرك صباحا وندا، فأنا أحق بالملك منك منصورا ومؤيدا، وأنا النافع من أمراض العصب الباردة والملطف للرطوبات الجامدة، والصالح للمشايخ القاعدة، أنفع من اللوقة والشقيقة والزكام، ومن وجع الرأس البلغمي والسوداوي وأقطع نزف الأرحام، ودهني نافع من الفالج ووجع المفاصل، ويحلل الأعياء ويجلب العرق الفاضل، ويقول لي لسان الحال ليس الهزيل مقام السمين، ويشهد لسان الألثع بأني الدر الغالي إذا قال يا ثمين، وقول بعض البلغاء في
أنا الياسمين الذي لطفت فنلت المنا ... فريحي لمن قد نأى وعيني إلى من دنا
وقد شرفت حضرتي ... بصبري على من جنى














مصادر و المراجع :

١- مقامات السيوطي

المؤلف: عبد الرحمن بن أبي بكر، جلال الدين السيوطي (المتوفى: 911هـ)

الناشر: مطبعة الجوائب - قسطنطينية

الطبعة: الأولى، 1298 هـ

تعليقات (0)

الأكثر قراءة

ستبدي لك الأيام ما كنت جاهلا … ويأتيك بالأخبار من لم تزوّد

المزید

فصبرا في مجال الموت صبرا … فما نيل الخلود بمستطاع

المزید

حننت إلى ريّا ونفسك باعدت … مزارك من ريّا وشعباكما معا

المزید

أفاطم مهلا بعض هذا التدلل … وإن كنت قد أزمعت صرمي فأجملي

المزید

إنّ أباها وأبا أباها … قد بلغا في المجد غايتاها

المزید