المنشورات

المقامة الياقوتية

لمولانا شيخ الحديث جلال الدين الأسيوطي رحمه الله تعالى ورضي عنه
مشتملة على ذكر سبعة معادن ومنافعها الياقوت واللؤلؤ والزمرد والمرجان والزبرجد والعقيق والفيروزج

بسم الله الرحمن الرحيم
قال مولانا شيخ الحديث جلال الدين الأسيوطي رحمه الله تعالى: اجتمع من اليواقيت لبضعة من المواقيت، وتصر للمفاخرة، لا للمفاخرة وللمكاثرة، لا للمكابرة، أيها في المرتبة أعلى، وفي الزينة أغلى، وفي المنظر أحلى، وفي المخبر أجلى، فعقدوا لكل منهم حلقة. وسبحوا الذي أحسن كل شيء خلفه، ونصب لكل منهم في حلقته منصبه، وأشاروا إليه بالأصابع حيث أضحى عين الخاتم وفصه.

فقال في الياقوت
الحمد لله الذي خلقني في أحسن تقويم، وجعلني أبهى في العين من الدر النظيم، وشرفني على كثير من الأقران، حيث ذكرني بصريح اسمي في القرآن، وفي قوله تعالى في سورة الرحمن (كأنهن الياقوت والمرجان) [الرحمن 58] وقد منى في الذكر وذلك يدل على كوني من المرجان أنبه، وأشرف منه مقاما وأقواما ورتبة، وكم ورد ذكري في الأحاديث الصحاح والحسان، وفي صفات ما أودعه الله تعالى من المحاسن في الجنان. ومن ذلك حديث عمن أفاض الله تعالى عليه المكارم فيضا (بنى الله جنة عدن لبنة من ياقوتة حمرا ولبنة من زبرجدة خضراء ولبنة من درة بيضاء) . وفي حديث مرفوع رواه حافظ ممجد (الدرجة الثالثة من الجنة دورها وبيوتها وسررها ومعاليقها من ياقوت ولؤلؤ وزبرجد) وفي حديث صحيح الثبوت [حصباؤها اللؤلؤ والياقوت] . وفي حديث من الحسان (درجها اللؤلؤ والياقوت ورضراضها اللؤلؤ وترابها الزعفران) وفي حديث رواه البيهقي وعد به المصلي أجرا (ليس عبد مؤمن يصلي في ليلة من رمضان إلا بنى الله له بيتا في الجنة من ياقوتة حمراء) . وفي أحاديث صحاح وحسان (في الجنة خيل من الياقوت لها من الذهب جناحان إذا ركبها صاحبها طارت به في الجنان) . فما ذكرت في معرض الترغيب والتنبيه، إلا وكان لي بذلك فخار ورفعة وتنويه وقد وردت في أحاديث تثبت الشرف والفخر، (تختموا بالياقوت فإنه ينفي الفقر) .
وأما الخواص الموضوعة فيّ فشريفة، والمنافع الموجودة لدي فمنيفة، من ذلك أن التختم بي والتعليق يمنع من إصابة الطاعون على التحقيق، ولي في التفريح وتقوية القلب الجريح، ومقاومة السموم ومدافعة الهموم والغموم ما هو مشهور معلوم، ومن خواصي أنه لا تعمل فيّ المبارد، وإذا صليت بالنار لم تؤثر فيّ في مورد من الموارد.
وحسبك بقول الشاعر من شاهد مفرد
وطالما أصلى الياقوت جمر غضا ... ثم انطفى الجمر والياقوت ياقوت 
وقال آخر
من باله يجفوا وقد زعم الورى ... أن الندى يختص بالوجه الندي
لا تخدعنك وجنة محمرة ... رقت ففي الياقوت طبع الجلمد
وقد شبه بي الشعراء ما له في الفخر علو، وفي القدر غلو فقال الشاعر
أما ترى الورد على غصنه ... في روضة البستان للمنظر
صحاف ياقوت وقد رصعت ... في وسطها بالذهب الأصفر
وقال آخر
ومن ملح الأيام يوم قضيته ... لدى روضة فيها لأحبابنا قوت
لبست به من أخضر الروض حلة ... وأزرارها من حمرة الورد ياقوت
وقال آخر
أرأيت أحسن من عيون النرجس ... أو تلاحظهن وسط المجلس
در تشفق عن يواقيت على ... قضب الزبرجد فوق بسط السندس
وقال آخر
انظر إلى نرجس في روضة انف ... غناء قد جمعت شتا من الزهر
كأن ياقوتة قد طبعت ... في غصنها حولها ست من البدور

وقال اللؤلؤ
الحمد لله الذي ألبسني خلعة البياض وجعلني بين اليواقيت كالنور في الرياض، ومن عليّ بالتعجيل، وحباني بالتنويه والتنزيل، وكرر ذكرى في عدة مواضع في التنزيل، وقدمني في الذكر في القرآن، في قوله تعالى في سورة الرحمن: (يخرج منها اللؤلؤ والمرجان) وشبه بي الحور والولدان، قال تعالى في كتابه المصون: (وحور عين كأمثال اللؤلؤ المكنون) وقال تعالى مرغباً للمؤمنين ومحذراً آن يطيعوا أثماً أو كفوراً: (ويطوف عليهم ولدان مخلدون إذا رأيتهم حسبتهم لؤلؤاً منثوراً) وقال تعالى في الإخبار عن أهل الجنة وذلك الفضل الكبير: (يحلون فيها من أساور من ذهب ولؤلؤاً ولباسهم فيها حرير) وقد ذكرت في الأحاديث كثيراً، ونعت في صفة الجنة على لسان من أرسل بشيراً ونذيراً صلى الله عليه وسلم، وشرف وعظم وكرم، ففي حديث عن عمن خص بنهر الكوثر (إن في الجنة غرقا من أصناف الجوهر) .
وفي حديث رواه حافظ الأخبار وأربابها (إن أدنى أهل الجنة منزلاً من له دار من لؤلؤة واحدة منها غرفها وأبوابها) .
وفي حديث أخرجه أبو نعيم ذو الحفظ الأوفر (أنهار الجنة سائحة على الأرض وحافاتها خيام اللؤلؤ وطينها المسك الأذخر) .
وفي حديث عمن جاء بهدم الطاغوت (الكوثر شاطئاه اللؤلؤ والزبرجد والياقوت) . وفي حديث فسرت به آية النحيلة لمن يعرب (أن عليهم التيجان أعلى لؤلؤة منها تضيء ما بين المشرق والمغرب) .
وفيما روى البخاري ومسلم وكفى بما روياه دليلا (الخيمة درة مجوفة طولها في السماء ستون ميلا) .
وقال مجاهد أحد علماء اللاهوت: (الآرائك لؤلؤ وياقوت) .
وفي أثر إسناده يعد في الصحاح (سماع الجنة من آجام قصب اللؤلؤ الرطب يدخل فيها الرياح) .
وعن عكرمة: (ما أنزل الله من السماء إلا أنبت بها في الأرض عشبة أو في البحر لؤلؤة أو درة) .
وكم من منفعة أودعها الرحمن، أقوى قلب الإنسان، وأنفع من قرع السواد وخوفها من الخفقان، وأجلوا الأسنان، ,انفع من بياض العين، وأجلوا ما فيها من الظلمة والوسخ والغين، وأجفف وصبها، وأخفف رطوبتها، وأشد عصبها وأحبس الدم، وأنفس الغم، منافع صالحة لكل غادية ورائحة، وتجارة رابحة لمن أراد جلية ودفع جائحه، وتشبيهات الشعراء في كالبحر طافحة.
قال شاعر:
وعذبني قضيب في كثيب ... تشاوك فيه لين واندماج
أغار إذا أدنت من فيه كأسي ... على در يقبله زجاج
وقال آخر:
يا حسن أشجار لوز ... تسقى بصوت الغمائم
تناثر النور منها ... كالدر من كف ناظم
وقال آخر:
ألا حبذا القثاء أكلا وحبذا ... تكسيه لو كان يدخر من كسب
كأمثال قضبان الزبرجد أودعت ... لآليء لوزات من اللؤلؤ الرطب

وقال الزمرد
الحمد لله الذي رفع لي قدرا، وأسبغ علي الحلة الخضراء، وكساني من لون السماء، وجعلني أصفى من الماء، أبريء ألما، وأشقى سقما، وأجوز في الفضيلة قسما، وكم ورد لي تذكار، في عدة من الأحاديث والأخبار منها: ما رواه البيهقي في شعب الإيمان الجليل المقدار عن أنس بن مالك أحد الأنصار عن النبي صلى الله عليه وسلم المصطفى المختار (من صام الأربعاء والخميس والجمعة بنى الله له قصرا في الجنة من لؤلؤ وياقوت وزمرد وكتب له براءة من النار) .
وفي حديث مرفوع ذكرا في تفسير قوله تعالى ومساكن طيبة المعدة ذخرا.
قال: قصر من لؤلؤة فيه سبعون دارا من ياقوت في كل دار سبعون بيتاً من زمردة خضراء) .
وفي حديث عن ابن عباس رضي الله تعالى عنهما يشهر (نخل الجنة جذعها زمرد أخضر) .
وفي منافع جلية، وخواص غير قليلة، أنفع من السمام، ومن نهش الهوام من سحل مني وزن ثمان شعيرات ولشارب السم سقاه خلص من الموت ولم يسقط شعره ولا جلده وكان فيه شفاه، ومن أدمن إليه النظر ذهب عنه كلال البصر ومن تقلدني أو تختم بي أمن من الصرع أن يطوفه، ولهذا أمرت الأطباء الملوك عند ولادة أولادهم أن تعلقه، وانفع من نزف الدم شربت أو علقت. وإذا نظرت إلي الأفعى سالت عيونها للوقت، وقد شبهوا بي ما علا ذكره وغلا قدره. فقال شاعر:
ألم تر أن جند الورد وافي ... بصفر من مطارده وخضر
أني مستلثما بالشوك فيه ... نصال زمرد وتراس تبر
وقال آخر
انظر إلى أحمر الصفصاف تحسبه ... بين الرياض من مطارده وخضر
حمر اليواقيت والأوراق باردة ... زمرده ونداه الدر منشورا

وقال المرجان
الحمد لله الذي جملني بالحلة الحمراء، ورفع لي في كتابه العزيز ذكراً، وكرر فيه التصريح باسمي كرتين، وذكرني في سورة الرحمن مرتين، وشبه بي الحور وجعل معدني في البحور، ومسكني في قلائد النحور، فأنا ثالث اليواقيت المنصوصة في الكتاب العزيز، والمخصوصة بالفضل الذي يخدمه الذهب الأبريز، ووردت الأحاديث بذكري، وفي ذلك تنويه بقدري.
روينا في حديث من الحسان (دار المؤمن في الجنة من لؤلؤ وسطها شجرة تنبت الحلل يأخذ بأصبعه سبعين حلة ممنطقة باللؤلؤ والمرجان) .
وفي حديث عن سيد ولد عدنان صلى الله عليه وسلم وشرف وعظم وكرم (في الجنة نهر يقال له الريان عليه مديته من مرجان، لها سبعون ألف باب من ذهب وفضة لحامل القرآن) . وكم أودع في خالقي من نفع، فالإكتحال بي يصلح لوجع العين وللدمع، وفي تفريج لقلب الإنسان، وتقوية للقلب من الخفقان، وحبس للدم في كل عضو من السيلان، والاستياك بي مسعوقاً يقوي اللثة ويقطع الحفر من الأسنان، وتقطيري مسعوقاً في الآذان مضافا لدهن البل سان، نافع من الطرش وأمان، وفي قبض وتجفيف، وللرطوبات تنشيف، وإذا علقت في عنق المصر وع، أو رجل المنقرس الموجوع نفعتهما أبلغ منفوع وإذا شربت بالماء حللت ورم الطحال، ووافقت من به عسر البول بكل حال وقد شبه الشعراء بي كل حال.
فقال الشاعر:
أما ترى الريحان أهدى لنا ... حما حما منه فأحيانا
تحسبه في ظله والندى ... زمردا يحمل مرجانا
وقال آخر
انظر إلى الروض البديع وحسنه ... كالزهر بين منظم ومتضد
والجلنار على الغصون كأنه ... قطع من المرجان فوق زبرجد
وقال آخر
هي كالدرة المصونة حسنا ... في صفاء الياقوت والمرجان
أو كبيضاء من مقطف ورد ... غمست في شقائق النعمان

وقال الزبرجد
الحمد لله الذي جعلني أنا والزمرد أخوين، أدرجني في سلك على تعاقب الملوين، وصرح باسمي في الأحاديث والآثار، وصح في ذكري عدة من الأخبار ففي حديث مرفوع مسند (إن في الجنة لعمدا من ياقوت عليها غرف من زبرجد) .
وفي حديث مرفوع أيضا (الغرفة ياقوت حمراء أو زبرجدة خضراء أو درة بيضاء) .
وفي حديث أودعه الطبراني سفرا (من صام يوما من رمضان في إنصات وسكون بنى الله له بيتا في الجنة من ياقوتة حمراء، أو زبرجدة خضراء) .
ووردت أحاديث كثيرة فصلت بأن أجنحة جبريل عليه السلام وقدميه بي كللت ولو لم يكن لي من الشرف، وارتقائي أعلى الغرف إلا خصلة واحدة كانت لي شاهدة وذلك أن خاتم المصطفى صلى الله عليه وسلم كان من فصه.
وورد في بذلك الحديث وصح نصه، ولم يظفر بذلك شيء من أنواع الجواهر غيري ولا سار أحد في هذه الطريقة سيري، فمن ذا يساميني.
وقد لامست يد المصطفى أو نقش في اسمه ونعته محمد رسول الله وحسبي بذلك شرفا وكفى.
ولما سقطت في بئر أريس في يد عثمان، هاجت الفتن وزال الأمان، واقتتل بالسيوف أهل الأيمان، وذلك أنه كان في من السر نظير ما كان في خاتم سليمان، ولكوني أنا والزمرد من جنس واحد، اتحدنا في المنافع والخواص والموارد، ومما ذكر من خواصي بين الأنام، إن شرب حكاكتي نافع من الجذام، وقد شبه بي الشعراء في الأشعار، ما أرادوا أعلاه في المقدار.
فقال شاعر:
وكأن محمد الشقي ... ق إذا تصوب أو تصعد
أعلاه ياقوت نشر ... ن على رماح من زمرد
وقال آخر:
والنرجس النضر للريان تحسبه ... وسنى نواظر من غيد المها الحور
قضب الزبرجد منه حملت حدقا ... من خالص التبر في أجفان كافور
وقال آخر:
وكأن العذار في صفحة الخد ... على حسن خدك المنعوت
صولجان من الزبرجد معطوف ... على أكرة من الياقوت
وقال آخر:
أما ترى النخل نثرت بلحا ... جاء بشيرا بدولة الرطب
مكاحلاً من زبرجد خرطت ... مقمعات الرؤوس بالذهب

وقال العقيق
الحمد لله الذي جعلني من الجلة، وكساني بأبهى حلة، وخصني بأحسن خلة، وبارك في الرفيق.
وقال في الصادق المصدوق (أكثر خرز أهل الجنة العقيق) .
وورد في حديث يدفع ضيراً (من تختم بالعقيق لم يزل يرى خيراً) .
وفي حديث يتدارك (تختموا بالعقيق فإنه مبارك) .
وفي حديث له فخر (تختموا بالعقيق فإنه ينفي الفقر) .
وفي حديث مسند (من تختم بالعقيق لم يقض له إلا بالذي هو أسعد) .
وفي حديث له شأن (من تختم بالعقيق وفق لكل خير وأحبه الملكان) .
وفي خواصي بين الكرام أن تختم بي سكنت روعته عند الخصام، وأقطع عنه نزف الدم من أي موضع كان من الأجسام، وخاصة النساء اللواتي يدمن الطمث من الأرحام، ومن دلك بنحاتتي أو خزافتي أسنانه ذهبت عنه الصدأ أو الحفر وأعانه وأمسكهما عن التحرك كل سن مكانه.
ويا طول ما أكثر الشعراء في من التشبيه، وأرادوا بذلك التعظيم لقدري المشبه والتنويه.
فقال الشاعر
جوهري الأوصاف يقصر عنه ... كل وصف وكل ذهن دقيق
شارب من زبرجد وثنايا ... لؤلؤ فوقها فم من عقيق
وقال آخر
انظر إلى الخرز الذي ... يحكي لنا لهب الحريق
كمدية من سندس ... فيها نصاب من عقيق
وقال آخر
انظر إلى البشر إذا تبدى ... لونه قد حكى الشقيقا
كأنما خوصه عليه ... زبرجد مثمر عقيقا
وقال آخر
وقد بسط الربيع لنا بساطاً ... بديع الروض من نقش أنيق
يلوح به من الخطمي ورد ... كأقداح خرطن من العقيق
وقال آخر
وورد جنى أحمر اللون ناعم ... بكف غزال ساحر الطرف أغيد
توهمته في كفه إذ بدا به ... صواني عقيق قمعت بزبرجد

وقال الفيروزج
الحمد لله الذي فضلني بلونين، وكساني حلتين، وجعلني أدخل في الكيمياء وفي أدوية العينين، وللطف ذاتي تطورت، فإن صفى الجو صفى لوني، وإن تكدر تكدرت، وخصني بجبل نيسابور فلا أوجد في غيره، ومن شربني مسحوقاً ظفر من يقع بخيره، أنفعه من القدوح العارضة في الجوف، ومن لسعة العقرب الخوف، وبي شبهت الشعراء ما استحسنوه وأسروه وأعلنوه.
فقال الشاعر
قل لمن لام شامة بمليح ... فوق فيه دع الملامة فيه 
إنما الشامة التي قلت عيب ... فص فيروزج بخاتم فيه
وقال آخر
ما أحسن الكتان حين تمايلت ... أعطافه بزهوره وتموجا
فكأنه قضيب الزبرجد أحضر ... قد قمعوا لأطرافه فيروزجا












مصادر و المراجع :

١- مقامات السيوطي

المؤلف: عبد الرحمن بن أبي بكر، جلال الدين السيوطي (المتوفى: 911هـ)

الناشر: مطبعة الجوائب - قسطنطينية

الطبعة: الأولى، 1298 هـ

تعليقات (0)

الأكثر قراءة

ستبدي لك الأيام ما كنت جاهلا … ويأتيك بالأخبار من لم تزوّد

المزید

فصبرا في مجال الموت صبرا … فما نيل الخلود بمستطاع

المزید

حننت إلى ريّا ونفسك باعدت … مزارك من ريّا وشعباكما معا

المزید

أفاطم مهلا بعض هذا التدلل … وإن كنت قد أزمعت صرمي فأجملي

المزید

إنّ أباها وأبا أباها … قد بلغا في المجد غايتاها

المزید