المنشورات

فلا وأبيك ما حَيٌّ كَحَيٍّ [الوافر]

وقال لبيد يفتخر ويذكر مبلغ سخائه وسخاء قومه:
رَأتْنِي قَدْ شَحَبْتُ وَسَلَّ جسمي ... طِلاَبُ النازحاتِ مِنَ الهمومِ
وكَم لاقيتُ بَعْدَكِ مِنْ أُمورٍ ... وَأهوالٍ أشُدُّ لها حَزِيمي (7)
أُكَلِّفُها وَتَعْلَمُ أنّ هَوْئِي ... يُسَارِعُ فِي بُنَى الأمْر الجسيمِ (8)
وخَصْمٍ قَدْ أقَمْتُ الدَّرْءَ مِنْهُ ... بلا نَزِقِ الخِصَامِ ولا سَؤومِ (9)
ومولىً قَدْ دفعتُ الضَّيْمَ عَنْهُ ... وقد أمْسى بمنزلَةِ المَضِيمِ
وَخَرْقٍ قَدْ قَطَعتُ بِيَعْملاَتٍ ... مُمَلاَّتِ المناسمِ واللّحُومِ (1)
كَسّاهُنَّ الهواجرُ كلَّ يومٍ ... رَجِيعاً بالمغَابِنِ كالعَصِيمِ (2)
إذا هَجَدَ القَطَا أفْزَعْنَ مِنْهُ ... أوَامِنَ في مُعَرَّسه الجُثُومِ
رَحَلْنَ لشُقَّة ٍ [وَنَصَبْنَ] نَصْباً ... لِوَغْراتِ الهواجِر والسَّمُومِ (3)
فكنَّ سَفيِنَها وَضَرَبْنَ جَأْشاً ... لخَمْسٍ في مُلَجِّجَةِ أَزُومِ
أجَزْتُ إلى مَعَارِفِها بِشُعْثٍ ... وَأطلاح من العِيديِّ هِيمِ (4)
فَخُضْنَ نِيَاطَهَا حَتى أُنيخَتْ ... على عافٍ مَدَارِجُهُ سَدُومِ
فَلاَ وأبِيكَ مَا حيٌّ كحيٍّ ... لِجارٍ حلَّ فيهمْ أوْ عَديمِ
ولا لِلضَّيْف إنْ طَرَقَتْ بَلِيلٌ ... بأفنانِ العِضَاهِ وبَالهَشِيِمِ (5)
وَرَوُحِّتِ اللِّقَاحُ بِغَيْرِ دَرٍّ ... إلى الحُجُرَاتِ تُعْجِلُ بالرَّسِيمِ
وَخَوَّدَ فَحْلُها مِنْ غَيْرِ شَلٍّ ... بدارَ الرِّيحِ، تَخْويدَ الظَّليمِ (6)
إذا ما دَرُّهَا لم يَقْرِ ضيفاً ... ضَمِنَّ لهُ قِراهُ من الشُّحومِ
فَلا نَتَجَاوَزُ العَطِلاَتِ مِنها ... إلى البَكْرِ المُقَارِبِ والكَزُومِ (1)
ولَكِنَّا نُعِضُّ السيفَ مِنهَا ... بأسْوُقِ عَافيَاتِ اللحم كُومِ (2)
وكَم فينا إذا ما المحلُ أبْدى ... نُحَاس القَوْمِ من سَمْحٍ هضُومِ
يُبَاري الريحَ لَيس بِجانَبِيٍّ ... وَلا دَفِنٍ مُرُوءَتُهُ، لئيمِ (3)
إذا عُدَّ القَديمُ وجدتَ فِينَا ... كرائِمَ مَا يُعَدُّ مِن القدِيم
وجدتَ الجاهَ والآكالَ فِينا ... وَعَاديَّ المآثرِ والأرُومِ (4)













مصادر و المراجع :

١- ديوان لبيد بن ربيعة العامري

المؤلف: لَبِيد بن ربيعة بن مالك، أبو عقيل العامري الشاعر معدود من الصحابة (المتوفى: 41هـ)

اعتنى به: حمدو طمّاس

الناشر: دار المعرفة

الطبعة: الأولى، 1425 هـ - 2004 م

تعليقات (0)

الأكثر قراءة

ستبدي لك الأيام ما كنت جاهلا … ويأتيك بالأخبار من لم تزوّد

المزید

فصبرا في مجال الموت صبرا … فما نيل الخلود بمستطاع

المزید

حننت إلى ريّا ونفسك باعدت … مزارك من ريّا وشعباكما معا

المزید

أفاطم مهلا بعض هذا التدلل … وإن كنت قد أزمعت صرمي فأجملي

المزید

إنّ أباها وأبا أباها … قد بلغا في المجد غايتاها

المزید