المنشورات

موقف علي والناس من مقتل عثمان

وكان- حفظك الله- من أعظم ما أثنى به على عليّ في دم عثمان أنّ دهماء الامة كانوا يعظّمون شأن دمه ويبرثون عليّا منه، وكان اكثر أجناد الخلافة والقوّاد ورؤساء العشائر من سوء الرأي في عثمان وحسن الرأي في قاتليه على خلاف ذلك؛ ولم يكن للناس جند سواهم: فصار علي، إن هو أظهر الدلالة الصحيحة على البراءة من قاتليه، خاف أن يفسد عليه عامة أجناده؛ فكان يمسك من ذكره ما امكنه الامساك، فإذا اضطرّه القول قال قولا يحتمل رضى الفريقين، ولو شهدته- أرشدك الله- عذرته، ولو وّهمت نفسك حالاته التي كان يمتحن بها لصّوبته، بل لعلمت انه لا رأي ولا صواب إلّا ما اختار ولا رأي إلّا ما كان يفعله؛ واحذر- حفظك الله- تخطئة الائمة، فانّه [لو] لم ينزل ذلك إلّا لأنها كثيرا ما تظهر من تدبيرها شيئا تورى به عن شيء آخر مخافة في حال وطمعا [في] ان تكون مصلحة شأنه في ذلك التدبير، لوجب عليك ترك ذلك، ولذلك روي عن عليّ: «ما قتلته ولا امرت بقتله وما ساءني وما سرّني وروي عنه انه قال: «الله قتله وانا معه» ، في كلام كثير يحتمل التأويل.














مصادر و المراجع :

١- الرسائل السياسية

المؤلف: عمرو بن بحر بن محبوب الكناني بالولاء، الليثي، أبو عثمان، الشهير بالجاحظ (المتوفى: 255هـ)

الناشر: دار ومكتبة الهلال، بيروت

تعليقات (0)

الأكثر قراءة

ستبدي لك الأيام ما كنت جاهلا … ويأتيك بالأخبار من لم تزوّد

المزید

فصبرا في مجال الموت صبرا … فما نيل الخلود بمستطاع

المزید

حننت إلى ريّا ونفسك باعدت … مزارك من ريّا وشعباكما معا

المزید

أفاطم مهلا بعض هذا التدلل … وإن كنت قد أزمعت صرمي فأجملي

المزید

إنّ أباها وأبا أباها … قد بلغا في المجد غايتاها

المزید