المنشورات

رد الجاحظ على حجج السفيانية

قد كتبت إليك، يا ابن حسّان ورسمت لك ما ألقيت إليّ من جمل دعواهم مفسّرا ومن حججهم مبيّنا، ولم أقتصر على مقدار ذلك حتى لم أدع لذي هوى نزاعا ولا لذي حيلة متعلّقا، لأن أحسم من قلبك هذا الداء وأقطع أصل هذه المادّة، ولولا أنّي- والحمد لله- على ثقة من سهولة الجواب وقرب المأخذ وظهور المعنى وقمع الحقّ للباطل وأنّه لا يتلقّاك إلا مكشوف القناع ناصع البياض مشرق اللون، لما رضيت أن أكون سببا لتنبّه العدوّ ومادّة لخواطر الأعداء، ولعلّ بعضهم أن يعدو عليّ بالسلاح الذي ألقيت إليه يوم الحفل ويلتمس به نحري على شغل منّي؛ فقف الآن على فصل فصل وانظر في باب باب، فإنّك ستفهمه ما لم تتشاغل تشاغل المستفرغ وتستبين ما لم تصدّ عنه صدود المتمقّه إن شاء الله.














مصادر و المراجع :

١- الرسائل السياسية

المؤلف: عمرو بن بحر بن محبوب الكناني بالولاء، الليثي، أبو عثمان، الشهير بالجاحظ (المتوفى: 255هـ)

الناشر: دار ومكتبة الهلال، بيروت

تعليقات (0)

الأكثر قراءة

ستبدي لك الأيام ما كنت جاهلا … ويأتيك بالأخبار من لم تزوّد

المزید

فصبرا في مجال الموت صبرا … فما نيل الخلود بمستطاع

المزید

حننت إلى ريّا ونفسك باعدت … مزارك من ريّا وشعباكما معا

المزید

أفاطم مهلا بعض هذا التدلل … وإن كنت قد أزمعت صرمي فأجملي

المزید

إنّ أباها وأبا أباها … قد بلغا في المجد غايتاها

المزید