المنشورات

حرب الفجار

قال أبو عثمان: ولهاشم أخرى لا يعد أحد مثلها ولا يأتي بما يتعلق بها.
وذلك أن رؤساء قبائل قريش خرجوا إلى حرب بني عامر متساندين، فكان حرب إبن أمية على بني عبد شمس، وكان الزبير بن عبد المطلب على بني هاشم، وكان عبد الله بن جدعان على بني تيم، وكان هاشم بن المغيرة على بني مخزوم.
وكان على كل قبيلة رئيس منها، فهم متكافئون في التساند ولم يحقق واحد منهم الرآسة على الجميع. ثم آب هاشم بما لا تبلغه يد متناول ولا يطمع فيه طامع، وذلك أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: شهدت الفجار وأنا غلام فكنت أنبل فيه على عمومتي. فنفى مقامه عليه الصلاة والسلام أن تكون قريش هي التي فجرت، فسميت تلك الحرب «حرب الفجار» وثبت أن الفجور إنما كان ممن حاربهم. وصاروا بيمنه وبركته ولما يريد الله من إعزاز أمره وإعظام الغالبين العالمين. ولم يكن الله ليشهده فجرة ولا غدرة؟ فصار مشهده نصرا وموضعه فيهم حجة ودليلا.












مصادر و المراجع :

١- الرسائل السياسية

المؤلف: عمرو بن بحر بن محبوب الكناني بالولاء، الليثي، أبو عثمان، الشهير بالجاحظ (المتوفى: 255هـ)

الناشر: دار ومكتبة الهلال، بيروت

تعليقات (0)

الأكثر قراءة

ستبدي لك الأيام ما كنت جاهلا … ويأتيك بالأخبار من لم تزوّد

المزید

فصبرا في مجال الموت صبرا … فما نيل الخلود بمستطاع

المزید

حننت إلى ريّا ونفسك باعدت … مزارك من ريّا وشعباكما معا

المزید

أفاطم مهلا بعض هذا التدلل … وإن كنت قد أزمعت صرمي فأجملي

المزید

إنّ أباها وأبا أباها … قد بلغا في المجد غايتاها

المزید