المنشورات

ملوك هاشم اعظم من ملوك أمية

قال أبو عثمان: فإن قالت أمية: لنا الوليد بن يزيد بن عبد الملك بن مروان بن الحكم بن أبي العاص بن أمية بن عبد شمس بن عبد مناف بن قصي.
أربعة خلفاء في نسق. قلنا لهم: ولبني هاشم: هرون الواثق بن محمد المعتصم بن هرون الرشيد بن محمد المهدي بن عبد الله المنصور بن محمد الكامل بن علي السجاد- كان يصلي كل يوم وليلة ألف ركعة، فكان يقال له السجاد لعبادته وفضله، وكان أجمل قرشي على وجه الأرض وأوسمه، ولد ليلة قتل علي بن أبي طالب فسمي باسمه كنّي بكنيته فقال عبد الملك: لا والله لا أحتمل لك الاسم والكنية فغير أحدهما؟ فغير الكنية فصيرها أبا محمد- ابن عبد الله وهو البحر وهو حبر قريش وهو المفقه في الدين المعلم التأويل، ابن العباس ذي الرأي وحليم قريش، ابن شيبة الحمد وهو عبد المطلب سيد الوادي، ابن عمرو وهو هاشم هشم الثريد وهو القمر سمي بذلك لجماله ولأنهم كانوا يقتدون به ويهتدون برأيه، ابن المغيرة وهو عبد مناف بن زيد وهو قصي وهو مجمع.
فهؤلاء ثلاثة عشر سيدا لم يخرم منهم واحد ولا قصر عن الغاية. وليس منهم واحد إلا وهو ملقب بلقب اشتق له من فعله الكريم، ومن خلقه الجميل، وليس منهم إلا خليفة أو موضع للخلافة أو سيد في قديم الدهر متبع أو ناسك مقدم أو فقيه بارع أو حليم ظاهر الزكانة. وليس هذا لأحد سواهم. ومنهم خمسة خلفاء في نسق، وهم أكثر مما عدته الأموية. ولم يكن مروان كالمنصور، لأن المنصور ملك البلاد ودوخ الأقطار وضبط الأطراف اثنتين وعشرين سنة، وكانت خلافة مروان على خلاف ذلك كله، وإنما بقي في الخلافة تسعة أشهر حتى قتلته امرأته عاتكة بنت يزيد بن معاوية حين قال لابنها خالد من بعلها الأول: يا ابن الرطبة. ولئن كان مروان مستوجبا لاسم الخلافة مع قلة الأيام وكثرة الاختلاف واضطراب البلدان فضلا عن الأطراف، فابن الزبير أولى بذلك منه، فقد كان ملك الأرض إلا بعض الأردن. ولكن سلطان عبد الملك وأولاده لما اتصل بسلطان مروان، اتصل عند القوم ما انقطع منه وأخفى موضع الوهن عند من لا علم له. وسنّو المهدي كانت سني سلامة، وما زال ملك عبد الملك في انتقاض وانتكاس، ولم يكن ملك يزيد كملك هرون، ولا ملك الوليد كملك المعتصم.













مصادر و المراجع :

١- الرسائل السياسية

المؤلف: عمرو بن بحر بن محبوب الكناني بالولاء، الليثي، أبو عثمان، الشهير بالجاحظ (المتوفى: 255هـ)

الناشر: دار ومكتبة الهلال، بيروت

تعليقات (0)

الأكثر قراءة

ستبدي لك الأيام ما كنت جاهلا … ويأتيك بالأخبار من لم تزوّد

المزید

فصبرا في مجال الموت صبرا … فما نيل الخلود بمستطاع

المزید

حننت إلى ريّا ونفسك باعدت … مزارك من ريّا وشعباكما معا

المزید

أفاطم مهلا بعض هذا التدلل … وإن كنت قد أزمعت صرمي فأجملي

المزید

إنّ أباها وأبا أباها … قد بلغا في المجد غايتاها

المزید