المنشورات

فخر أمية بالحسن

قالوا: ولنا في الجمال والحسن ما ليس لكم. منا المدبج والديباج، قيل ذلك لجماله، ومنا المطرف، ومنا الأرجوان، فالمطرف وهو عبد الله بن عمرو بن عثمان، سمي المطرف لجماله، وفيه يقول الفرزدق:
نما الفاروق أنّك وابن أروى ... أبوك فأنت منصدع النهار
والمدبج هو الديباج، كان أطول الناس قياما في الصلاة، وهلك في سجن المنصور.
قالوا: ومنا ابن الخلائف الأربعة، دعي بذلك وشهر به، وهو المؤمل بن العباس بن الوليد بن عبد الملك. كان هو وأخوه الحارث ابني العباس بن الوليد من الفجاءة بنت قطري بن الفجاءة إمام الخوارج، وكانت سبيت فوقعت إليه، فلما قام عمر بن عبد العزيز أتت وجوه بني مازن وفيهم حاجب بن ذبيان المازني الشاعر فقال حاجب:
أتيناك زوّارا ووفدا إلى التي ... أضاءت فلا يخفى على الناس نورها
أبوها عميد الحيّ جمعا وأمّها ... من الحنظليّات الكرام حجورها
فإن تك صارت حين صارت فإنّها ... إلى نسب زاك كرام تغيرها
فبعث عمر بن عبد العزيز الى العباس بن الوليد: إما أن تردها إلى أهلها وإما أن تتزوجها. قال قائل ذات يوم للمؤمل: يا ابن الخلائف الأربعة! قال:
ويلك، من الرابع؟ قال: قطري. فأما الثلاثة فالوليد وعبد الملك ومروان، وأما قطري فبويع بالخلافة. وفيه يقول الشاعر:
وابوا نعامة سيّد الكفّار
قالوا: ومن أين صار محمد بن علي بن عبد الله بن العباس أحق بالدعوة والخلافة من سائر إخوته؟ ومن أين كان له أن يضعها في بنيه دون أخوته، وكيف صار بنو الأخ أحق بها من الأعمام! قالوا: إن يكن هذا الأمر إنما يستحق بالميراث فالأقرب إلى العباس أحق، وإن كان بالسن والتجربة فالعموم بذلك أولى!













مصادر و المراجع :

١- الرسائل السياسية

المؤلف: عمرو بن بحر بن محبوب الكناني بالولاء، الليثي، أبو عثمان، الشهير بالجاحظ (المتوفى: 255هـ)

الناشر: دار ومكتبة الهلال، بيروت

تعليقات (0)

الأكثر قراءة

ستبدي لك الأيام ما كنت جاهلا … ويأتيك بالأخبار من لم تزوّد

المزید

فصبرا في مجال الموت صبرا … فما نيل الخلود بمستطاع

المزید

حننت إلى ريّا ونفسك باعدت … مزارك من ريّا وشعباكما معا

المزید

أفاطم مهلا بعض هذا التدلل … وإن كنت قد أزمعت صرمي فأجملي

المزید

إنّ أباها وأبا أباها … قد بلغا في المجد غايتاها

المزید