المنشورات

مفاخر امية قبل الإسلام

قالوا: فقد ذكرنا جملا من حال رجالنا في الاسلام. وأما الجاهلية، فلنا الأعياص، والعنابس، ولنا ذو العصابة أبو أحيحة سعيد بن العاص، كان إذا أعتم لم يعتم بمكة أحد، ولنا حرب بن أمية رئيس يوم الفجار، ولنا أبو سفيان بن حرب رئيس أحد والخندق وسيد قريش كلها في زمانه. وقال أبو الجهم بن حذيفة العدوى لعمر- حين رأى العباس وأبا سفيان على فراشه دون الناس-: ما نرانا نستريح من بني عبد مناف على حال؟ قال عمر: بئس أخو العشيرة أنت؟ هذا عم رسول الله صلى الله عليه وسلم، وهذا سيد قريش! قالوا: ولنا عتبة بن ربيعة، ساد مملقا ولا يكون السيد إلا مترفا، لولا ما رأوا عنده من البراعة والنبل والكمال، وهو الذي تحاكمت بجيلة وكلب في منافرة جرير والفرافصة وتراهنوا بسوق عكاظ وضعوا الرّهن على يده دون جميع من شهد على ذلك المشهد. وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم- ونظر إلى قريش مقبلة يوم بدر-: إن يكن منهم عند أحد خير فعند صاحب الجمل الأحمر! وما ظنك بشيخ طلبوا له من جميع العسكر عند المبارزة بيضة فلم يقدروا على بيضة يدخل رأسه فيها؟ وقد قال الشاعر:
وإنّا أناس يملأ البيض هامنا
قالوا: وأمية الأكبر صنفان: الأعياص والعنابس. قال الشاعر:
من الأعياص أو من آل حرب ... أغرّ كغرّة الفرس الجواد
سموا بذلك في حرب الفجار حين حفروا لأرجلهم الحفائر وثبتوا فيها وقالوا نموت جميعا أو نظفر. وإنما سموا بالعنابس لأنها أسماء الأسود، وإنما سموا الأعياص لأنها أسماء الأصول. فالعنابس: حرب وأبو حرب، وسفيان وأبو سفيان، وعمرو. والأعياص: العيص وأبو العيص، والعاص وأبو العاص، وأبو عمرو. ولم يعقب من العنابس إلا حرب، وما عقب الأعياص إلا العيص. ولذلك كان معاوية يشكو القلة. قالوا: وليس لبني هاشم والمطلب مثل هذه القسمة، ولا مثل هذا اللقب المشهور.












مصادر و المراجع :

١- الرسائل السياسية

المؤلف: عمرو بن بحر بن محبوب الكناني بالولاء، الليثي، أبو عثمان، الشهير بالجاحظ (المتوفى: 255هـ)

الناشر: دار ومكتبة الهلال، بيروت

تعليقات (0)

الأكثر قراءة

ستبدي لك الأيام ما كنت جاهلا … ويأتيك بالأخبار من لم تزوّد

المزید

فصبرا في مجال الموت صبرا … فما نيل الخلود بمستطاع

المزید

حننت إلى ريّا ونفسك باعدت … مزارك من ريّا وشعباكما معا

المزید

أفاطم مهلا بعض هذا التدلل … وإن كنت قد أزمعت صرمي فأجملي

المزید

إنّ أباها وأبا أباها … قد بلغا في المجد غايتاها

المزید