المنشورات

فخر السودان على البيضان

[1- مقدمة]
تولاك الله وحفظك، وأسعدك بطاعته، وجعلك من الفائزين برحمته.
ذكرت- أعاذك الله من الغشّ- أنّك قرأت كتابي في محاجّة الصّرحاء للهجناء، وردّ الهجناء، وجواب أخوال الهجناء، وأنّي لم أذكر فيه شيئا من مفاخر السّودان. فاعلم حفظك الله أنّي أخّرت ذلك متعمّدا.
وذكرت أنّك أحببت أن أكتب لك مفاخر السّودان، فقد كتبت لك ما حضرني من مفاخرهم.
قال الأصمعيّ: قال الفزر عبد فزارة وكانت في أذنه خربة: إنّ الوئام يتترّع في جميع الطّمش: لا يقرب العنز الضّأن ما وجدت الماعز، وتنفر الشّاء من المخلب ولا تأنس بالخفّ.
وأنشد أبو زيد النّحويّ:
لولا الوئام هلك الإنسان
وقال شدّاد الحارثيّ- وكان خطيبا عالما-: قلت لأمة سوداء بالبادية:
لمن أنت يا سوداء؟ قالت: لسيّد الحضر يا أصلع. قال: قلت أولست سوداء؟ قالت: أولست أصلع؟ قلت: ما أغضبك من الحق. قالت:
الحقّ أغضبك، لا تشتم حتى ترهب، ولأن تتركه أمثل.
وقال شدّاد: لقد كلّمتها وأنا أظنّ أنّي أفي بأهل نجد، وما نزعت عنّي إلّا وأنا عند نفسي لا أفي بأمتي.
وقال الأصمعيّ: قال عيسى بن عمر: قال ذو الرّمّة: قاتل الله أمة آل فلان السّوداء، ما كان أفصحها وأبلغها! سألتها كيف كان المطر عندكم؟ قالت: غثنا ما شئنا.















مصادر و المراجع :

١- الرسائل السياسية

المؤلف: عمرو بن بحر بن محبوب الكناني بالولاء، الليثي، أبو عثمان، الشهير بالجاحظ (المتوفى: 255هـ)

الناشر: دار ومكتبة الهلال، بيروت

تعليقات (0)

الأكثر قراءة

ستبدي لك الأيام ما كنت جاهلا … ويأتيك بالأخبار من لم تزوّد
المزید
فصبرا في مجال الموت صبرا … فما نيل الخلود بمستطاع
المزید
حننت إلى ريّا ونفسك باعدت … مزارك من ريّا وشعباكما معا
المزید
أفاطم مهلا بعض هذا التدلل … وإن كنت قد أزمعت صرمي فأجملي
المزید
إنّ أباها وأبا أباها … قد بلغا في المجد غايتاها
المزید