المنشورات

مواضع استحسان الكبر

ولم نر الكبر يسوغ عندهم ويستحسن إلّا في ثلاثة مواضع:
من ذلك أن يكون المتكبّر صعبا بدويّا، وذا عرضيّة وحشيّا، ولا يكون حضريّا ولا مدريّا، فيحمل ذلك منه على جهة الصّعوبة ومذهب الجاهليّة، وعلى العنجهيّة والأعرابيّة.
أو يكون ذلك منه على جهة الانتقام والمعارضة، والمكافأة والمقابلة.
أو على أن لا يكون تكبّره إلّا على الملوك والجبابرة، والفراعنة وأشباه الفراعنة.
وصاحبك خارج من هذه الخصال، مجانب لهذه الخلال. إن أصاب صديقا تعظّم عليه، وإن أتاه ضيف تغافل عنه، وإن أتاه ضعيف منّ عليه، وإن صادف حليما اعتمر به.
وينبغي أن يكون خضوعه لمن فوقه على حسب تكبّره على من دونه.












مصادر و المراجع :

١- الرسائل الأدبية

المؤلف: عمرو بن بحر بن محبوب الكناني بالولاء، الليثي، أبو عثمان، الشهير بالجاحظ (المتوفى: 255هـ)

الناشر: دار ومكتبة الهلال، بيروت

الطبعة: الثانية، 1423 هـ

تعليقات (0)

الأكثر قراءة

ستبدي لك الأيام ما كنت جاهلا … ويأتيك بالأخبار من لم تزوّد
المزید
فصبرا في مجال الموت صبرا … فما نيل الخلود بمستطاع
المزید
حننت إلى ريّا ونفسك باعدت … مزارك من ريّا وشعباكما معا
المزید
أفاطم مهلا بعض هذا التدلل … وإن كنت قد أزمعت صرمي فأجملي
المزید
إنّ أباها وأبا أباها … قد بلغا في المجد غايتاها
المزید