المنشورات

حرم الله اتيان النساء من دبرهن

وفضّل الله تعالى البطون بأن جعل إتيان النساء، وطلب الولد، والتماس الكثرة مباحا من تلقائها، محرّما في المحاشّ من ورائها، لأنّه حرام على الأمّة إتيان النساء في أدبارهنّ، لما جاء في الحديث عن الصادق صلى الله عليه وسلم: «لا تأتوا النّساء في محاشّهنّ» .
وقد ترى بطانة الثّوب تقوم بنفسها، ولا ترى الظّهارة تستغني.
وجعل الله تعالى البطن وعاء لخير خلقه محمد صلى الله عليه وسلم، ثم جعل أوّل دلائل نبوّته أن أهبط إليه ملكا حين أيفع، وهو يدرج مع غلمان الحيّ في هوازن، وهو مسترضع في بني سعد، حين شقّ عن بطنه، ثم استخرج قلبه فحشي نورا، ثم ختم بخاتم النبوّة. ولم يكن ذلك من قبل الظّهر.
فصل منه: وممّا فضلت به البطون: أنّ لحم السّرّة من الشاة أطيب اللحم، ولحم السّرّة من السّمك الموصوف، وسرّة حمار الوحش شفاء يتداوى بها، ومن سرّة الظّباء يستخرج المسك. وهذا كلّه خاصّ للبطون ليس للظّهور منه شيء.
وبدأ الله عزّ وجل في ذكر الفواحش بما ظهر منها، ولم يبدأه بما بطن فقال: إِنَّما حَرَّمَ رَبِّيَ الْفَواحِشَ ما ظَهَرَ مِنْها وَما بَطَنَ
، فجعله ابتداء في الذم.
والظّهر في أكثر أحواله سمج، والبطن في أكثر أحواله حسن. والظّهر في كلّ الأوقات وحشة ووحش، والبطن في كلّ الأوقات سكن وأنس.










مصادر و المراجع :

١- الرسائل الأدبية

المؤلف: عمرو بن بحر بن محبوب الكناني بالولاء، الليثي، أبو عثمان، الشهير بالجاحظ (المتوفى: 255هـ)

الناشر: دار ومكتبة الهلال، بيروت

الطبعة: الثانية، 1423 هـ

تعليقات (0)

الأكثر قراءة

ستبدي لك الأيام ما كنت جاهلا … ويأتيك بالأخبار من لم تزوّد
المزید
فصبرا في مجال الموت صبرا … فما نيل الخلود بمستطاع
المزید
حننت إلى ريّا ونفسك باعدت … مزارك من ريّا وشعباكما معا
المزید
أفاطم مهلا بعض هذا التدلل … وإن كنت قد أزمعت صرمي فأجملي
المزید
إنّ أباها وأبا أباها … قد بلغا في المجد غايتاها
المزید