المنشورات

فقر الأدباء

فصل منه: وقد ذهب فوم إلى أنّ الأدب حرف، وطلبه شؤم. وأنشد قول الشاعر:
ما ازددت في أدبي حرفا أسرّ به ... إلّا تزيّدت حرفا تحته شوم
إن المقدّم في حذق بصنعته ... أنّى توجّه فيها فهو محروم
ولم نر شاعرا نال بشعره الرّغائب، ولا أديبا بلغ بأدبه المراتب، ذكر يمن الأدب، ولا بركة قول الشعر. فإذا حرم الواحد منهم، والرجل الشاذّ ذكر حرف الأدب وشؤم الشعر. وإن كان عدد من نال الرغائب أكثر من عدد من أخفق.
ومهما عيّرنا من كان في هذه الصّفة فإنا غير معايرين لأبي يعقوب الخريمي؛ لأنّه نال بالشّعر وأدرك بالأدب.
وليس الذي يحمل أكثر الناس على هذا القول إلّا وجدان المعاني والألفاظ، فإنهم يكرهون أن يضيعوا بابا من إظهار الظّرف وفضل اللسان وهم عليه قادرون.











مصادر و المراجع :

١- الرسائل الأدبية

المؤلف: عمرو بن بحر بن محبوب الكناني بالولاء، الليثي، أبو عثمان، الشهير بالجاحظ (المتوفى: 255هـ)

الناشر: دار ومكتبة الهلال، بيروت

الطبعة: الثانية، 1423 هـ

تعليقات (0)

الأكثر قراءة

ستبدي لك الأيام ما كنت جاهلا … ويأتيك بالأخبار من لم تزوّد
المزید
فصبرا في مجال الموت صبرا … فما نيل الخلود بمستطاع
المزید
حننت إلى ريّا ونفسك باعدت … مزارك من ريّا وشعباكما معا
المزید
أفاطم مهلا بعض هذا التدلل … وإن كنت قد أزمعت صرمي فأجملي
المزید
إنّ أباها وأبا أباها … قد بلغا في المجد غايتاها
المزید