المنشورات

عبد الله بن المقفع

فصل منه: ومن المعلمين ثم من البلغاء المتأدّبين: عبد الله بن المقفّع، ويكنى أبا عمرو، وكان يتولّى لآل الأهتم، وكان مقدّما في بلاغة اللسان والقلم والتّرجمة، واختراع المعاني وابتداع السّير. وكان جوادا فارسا جميلا، وكان إذا شاء أن يقول الشعر قاله، وكان يتعاطى الكلام. ولم يكن يحسن منه لا قليلا ولا كثيرا. وكان ضابطا لحكايات المقالات، ولا يعرف من أين غرّ المغترّ ووثق الواثق. وإذا أردت أن تعتبر ذلك، إن كنت من خلّص المتكلّمين ومن النّظّارين، فاعتبر ذلك بأن تنظر في آخر رسالته (الهاشمية) ، فإنّك تجده جيّد الحكاية لدعوى القوم، رديّ المدخل في مواضع الطّعن عليهم.
وقد يكون الرجل يحسن الصّنف والصنفين من العلم، فيظنّ بنفسه عند ذلك أنّه لا يحمل عقله على شيء إلّا نفذ به فيه، كالذي اعترى الخليل بن أحمد بعد إحسانه في النحو والعروض، أن ادّعى العلم بالكلام وبأوزان الأغاني، فخرج من الجهل إلى مقدار لا يبلغه أحد إلّا بخذلان الله تعالى.
فلا حرمنا الله تعالى عصمته، ولا ابتلانا بخذلانه.
فصل منه: وهذان الشاعران جاهليّان، بعيدان من التوليد، وبنجوة من التكليف.














مصادر و المراجع :

١- الرسائل الأدبية

المؤلف: عمرو بن بحر بن محبوب الكناني بالولاء، الليثي، أبو عثمان، الشهير بالجاحظ (المتوفى: 255هـ)

الناشر: دار ومكتبة الهلال، بيروت

الطبعة: الثانية، 1423 هـ

تعليقات (0)

الأكثر قراءة

ستبدي لك الأيام ما كنت جاهلا … ويأتيك بالأخبار من لم تزوّد

المزید

فصبرا في مجال الموت صبرا … فما نيل الخلود بمستطاع

المزید

حننت إلى ريّا ونفسك باعدت … مزارك من ريّا وشعباكما معا

المزید

أفاطم مهلا بعض هذا التدلل … وإن كنت قد أزمعت صرمي فأجملي

المزید

إنّ أباها وأبا أباها … قد بلغا في المجد غايتاها

المزید