المنشورات

منتحلو كتب الجاحظ

ولست آمن- جعلني الله فداك- أن تكون هذه الكتب التي أعنى بتأليفها، وأتأنّق في ترصيفها، يتولّى عرضها عليك من قد لبس لباس الزّور في انتحال وضع مثلها، ونسب نفسه إلى القوّة على نظائرها، والمعرفة بما يقاربها، إن لم يكن أخاها فابن عمّها، وتشبّع بما لم يطعمه الله منها. 
ولعلّ بعض من حوله، أو بعض من يهزل به، ويرتع في عقله ويلهو بلبّه، ويضعه على طبطابة اللّعب، وفي أرجوحة العبث، يوهمه الحسد له على ما يدّعي من ذلك، ويتقدّم إلى آخرين في إيهامهم إياه ذلك، فيزيده فعلهم ضراوة بادّعاء ما ليس معه وهو منه عار. فإذا رجع إلى الحقائق علم أنّ مثله كما قد قيل:
ومن يسكن البحرين يعظم طحاله ... ويغبط بما في البطن والبطن جائع
وقد قيل: «الذئب يغبط وهو جائع» . فيلتوي في قراءتها، ويقبض لسانه عن بسط ما يحتاج أن ينشره منها، ويقصّر في تفخيم حروفها ولا يملأ فمه منها.












مصادر و المراجع :

١- الرسائل الأدبية

المؤلف: عمرو بن بحر بن محبوب الكناني بالولاء، الليثي، أبو عثمان، الشهير بالجاحظ (المتوفى: 255هـ)

الناشر: دار ومكتبة الهلال، بيروت

الطبعة: الثانية، 1423 هـ

تعليقات (0)

الأكثر قراءة

ستبدي لك الأيام ما كنت جاهلا … ويأتيك بالأخبار من لم تزوّد

المزید

فصبرا في مجال الموت صبرا … فما نيل الخلود بمستطاع

المزید

حننت إلى ريّا ونفسك باعدت … مزارك من ريّا وشعباكما معا

المزید

أفاطم مهلا بعض هذا التدلل … وإن كنت قد أزمعت صرمي فأجملي

المزید

إنّ أباها وأبا أباها … قد بلغا في المجد غايتاها

المزید