المنشورات

ابناء النعم محسودون

ثم نظر إليّ فقال: إنّ الكتب عقول قوم وراءها عندهم حجج لها، فما ينبغي أن يقضى على كتاب إلّا إذا كان له دافع عنه، وخصم يبين عمّا فيه؛ فإنّ أبناء النّعم وأولاد الأسد محسودون.
ثم قال: يا أبا عبد الرحمن، بإزاء كل حاسد راهن.
وقد قيل في مثل من الأمثال: «الحسن محسود» . وفي مثل آخر:
«لن تعدم الحسناء ذاما» . وقال الأحنف بن قيس:
ولن تصادف مرعى ممرعا أبدا ... إلّا وجدت به آثار مأكول
يقول: يعاث في كلّ [مرعى] حسن ويؤكل منه، فيعيبه ذلك.
وقال عمر بن الخطاب رضي الله عنه: «ما أحدث الله لعبد نعمة إلّا وجدت له عليها حاسدا. ولو أنّ امرأ كان أقوم من القدح لوجدت له غامزا» .
وقال عمر بن عبد العزيز رضي الله عنه: الحاسد لا يملك إلا عنان حسده؛ لأنّه مغلوب على نفسه.
وقال الخطّاب بن نمير السّعديّ: الحاسد مجنون؛ لأنه يحسد الحسن والقبيح.











مصادر و المراجع :

١- الرسائل الأدبية

المؤلف: عمرو بن بحر بن محبوب الكناني بالولاء، الليثي، أبو عثمان، الشهير بالجاحظ (المتوفى: 255هـ)

الناشر: دار ومكتبة الهلال، بيروت

الطبعة: الثانية، 1423 هـ

تعليقات (0)

الأكثر قراءة

ستبدي لك الأيام ما كنت جاهلا … ويأتيك بالأخبار من لم تزوّد

المزید

فصبرا في مجال الموت صبرا … فما نيل الخلود بمستطاع

المزید

حننت إلى ريّا ونفسك باعدت … مزارك من ريّا وشعباكما معا

المزید

أفاطم مهلا بعض هذا التدلل … وإن كنت قد أزمعت صرمي فأجملي

المزید

إنّ أباها وأبا أباها … قد بلغا في المجد غايتاها

المزید