المنشورات

والد الممدوح يشبهه

كان أبو الفضل- أعزّه الله- على ما قد بلغك من التبرّع بالوعد وسرعة الإنجاز وتمام الضّمان وعلى الله تمام النّعمة والعافية.
وكان- أيدّه الله- في حاجتي، كما وصف زيد الخيل نفسه حين يقول:
وموعدتي حقّ كأن قد فعلتها ... متى ما أعد شيئا فإني لغارم
وتقول العرب: «من أشبه أباه فما ظلم» ، تقول: لم يضع الشّبه إلّا في موضعه، لأنّه لا شاهد أصدق على غيب نسبه وخفيّ نجله من الشّبه القائم فيه، الظّاهر عليه.
وقد تقيّلت- أبقاك الله- شيخك: خلقه وخلقه، وفعله وعزمه، وعزّ الشّهامة، والنّفس التّامّة.
ومرجع الأفعال إلى الطبائع، ومدار الطبائع على جودة اليقين وقوّة المنّة، وبهما تتمّ العزيمة، وتنفذ البصيرة.
هذا مع ما قسم الله لك من المحبّة ومنحك من المقة، وسلّمك عنه من المذمّة.
والله لو لم يكن فيكم من خصال الحريّة وخلال النّفوس الأبيّة إلّا أنّكم لا تدينون بالنّفاق، ولا تعدون الكذب ولا تستعملون المواربة في موضع الاستقامة، وحيث تجب الثّقة.
ولا يكون حظّ الأحرار بالمواعيد صرفا ولا تتّكلون على ملالة الطالب، ولا عجز الرّاغب، إذا استنفدت أيّامه، وعجزت نفقته، وماتت أسبابه، بل تعجّلون لهم الرّاحة عند تعذّر الأمور إليكم بالإياس، وتحقّقون أطماعهم عند إمكان الأمور لكم بالإنجاح.














مصادر و المراجع :

١- الرسائل الأدبية

المؤلف: عمرو بن بحر بن محبوب الكناني بالولاء، الليثي، أبو عثمان، الشهير بالجاحظ (المتوفى: 255هـ)

الناشر: دار ومكتبة الهلال، بيروت

الطبعة: الثانية، 1423 هـ

تعليقات (0)

الأكثر قراءة

ستبدي لك الأيام ما كنت جاهلا … ويأتيك بالأخبار من لم تزوّد

المزید

فصبرا في مجال الموت صبرا … فما نيل الخلود بمستطاع

المزید

حننت إلى ريّا ونفسك باعدت … مزارك من ريّا وشعباكما معا

المزید

أفاطم مهلا بعض هذا التدلل … وإن كنت قد أزمعت صرمي فأجملي

المزید

إنّ أباها وأبا أباها … قد بلغا في المجد غايتاها

المزید