المنشورات

اسئلة على نقص الاعضاء الداخلية

وخبرني جعلت فداك لم زعمت أن الحس للعصب، وأن الشر عصب جامد وأن الرئة لا حس لها، وأن من أدام سف اللبان لم يؤلمه المؤلم وألذه الملذ، وكيف يلذ من لا يألم، ولو جاز ذلك لعرف الصواب من يجهل الخطأ، ولعرف الصدق من يجهل الكذب. هذا ما عندي من العلم البراني وأنت أبصر بالعلم الجواني.
وزعم بعض تلاميذك أنك تعلم لم كان الفرس لا طحال له، ولم صار البعير لا مرارة له، ولم كانت السمكة لا رئة لها، ولم كانت حيتان البحر لا ألسنة لها، ولم حاضت الأرنب ولم اجترت، ولم كان قضيبه من عظام ولم كانت علائق أجواف السبع أفرادا إلا الكلية. وزعمت أنك تعرف في الخفاش سبعين أعجوبة، ونحن لا نعرف إلا سبعا، وأنك تعرف في الذهب مائة خصلة كريمة، والناس لا يعرفون إلا عشرا، وأنك تعرف في البعير ألف داء ودواء والأعراب لا تدعي إلا مائة داء غير دواء.
















مصادر و المراجع :

١- الرسائل الأدبية

المؤلف: عمرو بن بحر بن محبوب الكناني بالولاء، الليثي، أبو عثمان، الشهير بالجاحظ (المتوفى: 255هـ)

الناشر: دار ومكتبة الهلال، بيروت

الطبعة: الثانية، 1423 هـ

تعليقات (0)

الأكثر قراءة

ستبدي لك الأيام ما كنت جاهلا … ويأتيك بالأخبار من لم تزوّد
المزید
فصبرا في مجال الموت صبرا … فما نيل الخلود بمستطاع
المزید
حننت إلى ريّا ونفسك باعدت … مزارك من ريّا وشعباكما معا
المزید
أفاطم مهلا بعض هذا التدلل … وإن كنت قد أزمعت صرمي فأجملي
المزید
إنّ أباها وأبا أباها … قد بلغا في المجد غايتاها
المزید