المنشورات

هامش كتاب التربيع والتدوير

(1) لم يبدأ الكتاب بالمقدمة التقليدية التي عهدناها في كتب الجاحظ. هذا يدل على انها حذفت، وان قسما من الكتاب بتر. ومطلع الكتاب المتعلق بالتعريف باحمد بن عبد الوهاب المثبت هنا (حوالي اربع صفحات ساقط من طبعة عبد السلام هارون وموجود في طبعة السندوبي) .
(2) نجد مقدمة مبتسرة هنا: «بسم الله الرحمن الرحيم: اطال الله بقاءك واتم نعمته عليك وكرامته لك» . هذه المقدمة ارجح انها مقحمة من قبل الناسخ وليست للجاحظ.
(3) قوله ان احمد بن عبد الوهاب لا يتورع عن مطاولة ابي جعفر اي محمد بن عبد الملك الزيات ومخاشنته ومنافرته في المجالس الحافلة بكبار الحكام، ولا تحدي الجاحظ والتطاول عليه، يبين لنا الدافع الذي حفزه على كتابة هذه الرسالة. لقد ضاق ذرعا من تطاول هذا الكاتب المعتد بنفسه فشن عليه هذه الحملة من السخرية والاستهزاء والتقبيح والتشنيع.
(4) لاحظ كيف يهزأ من كبرسن احمد بن عبد الوهاب فيتهمه بالخرف ويقارن عمره المديد باعمار الهيولى (المادة الأولى للعالم عند ارسطو والمشائين وهي قديمة وليست حادثة) ونسر لقمان.
(5) الطوفان كما جاء في الكتاب المقدس والقرآن. وسيل العرم الذي نتج عن انهيار سد مأرب في اليمن. وقد القى الجاحظ اضواء على ما يتعلق بالطوفان مثل سفينة نوح وغرابه، والقبائل التي بادت بسببه.
(6) معلومات تاريخية قديمة تتعلق بجرهم وطويس وهرمس وارميا او الخضر ويحيى إبن زكريا وسوس المنتظر، وقير وعيرى، واولاد السعالى، وقحطان وعدنان وقضاعة وحمير وطيء وهاروت وماروت.
(7) في الطبيعة يطرح اسئلة محيرة مثل الماء وتكونه ونضوبه، وعمل الفلك في عالم الارض، وكيف تفرق الناس الى اعراق مختلفة الالوان، وسر الوراثة والشبه بين الاب والابن.
(8) علم الحياة يطرقه باب الجاحظ فيتساءل عن أطول المخلوقات عمرا: الانسان ام الحية ام الضب. ومتى يتوقف النسر عن السفاد والتناسل، ولم لا ينسل البغل.
(9) وعلم الآثار يحتل مركزه من اهتمام الجاحظ، فيسأل عن باقي كعبة نجران، وغمدان، وتدمر، والهرمين، ومأرب، والابلق الفرد في الحيرة ...
(10) اثر الأقليم في البشر، وعلى اي اساس قسمت الارض الى اقاليم، وما هو السبب في اختصاص سكان اقليم بمهنة دون أخرى.
(11) الاوثان ومكانها وزمانها مثل ود وسواع ويغوث ويعوق ومناة والعزى والغبغب وعائم واساف ونائلة الخ..
(12) الفراسة والفأل والشجم او معرفة الغيب تشغل بال الجاحظ ايضا. فيسأل عن أسرار الكيمياء، والزجر، واسرار الكف، والنظر في الاكتاف، وقرض الفأرة، ودوائر الرأس، والتنجيم، والسبانح والبارح، ودماء الملوك للكلبي، وصرع الشيطان، وتلوث الغيلان الخ.
(13) الاسئلة حول معتقدات الشيعة تدل على شك الجاحظ فيها مثل عنفاء مغرب والشق الاحمر وثور الله في الارض وشعب رضوى وبيض الخفاش والجفر والرجعة والمناسخة والبداء.
(14) الجن وطبيعتهم وعملهم بالناس او علاقتهم بهم وبعض اسمائهم مثل شقلون واهرمن وافردش وابر شارش الخ..
(15) الكيمياء ومسائلها وادواتها وعناصرها يلم بها الجاحظ امثال الفرق بين الطاس والكأس، والاقبية، وصنعة الزجاج، والرخام، وصنع الذهب، والنوشاذر، والاصباغ الخ.
(16) هرمس الحكيم واهتمامه بالفلك، وافلاطون ومخالفته ارسطو اسئلة تدل على اطلاع الجاحظ عليهم.
(17) مساوىء المزاح كثيرة: السخف، التزيد، المكر، الخداع الخ.
(18) الجاحظ يطلب العفو من احمد بن عبد الوهاب لأنه مزح معه او سخر منه.
(19) للمزاح محاسن الى جانب المساوىء. لاحظ جدل الجاحظ. 
(20) الجاحظ يعمد الى مديح احمد بن عبد الوهاب ليكفر عن اساءته اليه بسخريته، ولكن مديحه جاء ساخرا او مقلوبا مثل مديح المتنبي لكافور الاخشيدي.
(21) لاحظ جمال احمد بن عبد الوهاب وتطبيق مفهوم الجاحظ الجمالي عليه «الاعضاء الموزونة والاجزاء المقدودة مع عدم التفاوت في الاحجام. (راجع نظرية الجاحظ الجمالية في كتابنا «نحو رؤية جديدة لفلسفة الفن) ولكن السخرية تبدو واضحة في قوله مثلا «وما ندري في اي الحالين انت أجمل، وفي اي المنزلين انت اكمل، اذا فرقناك ام اذا جمعناك، اذا ذكرنا كلك ام اذا تأملنا بعضك؟ فاما كفك فهي التي لم تخلق الا للتقبيل والتوقيع، وهي التي يحسن بحسنها كل ما اتصل بها ويختال بها كل ما صار فيها..» .
(22) العودة الى حديث المزاح والجد برهان على خاصة الجاحظ الاستطرادية التي اتسمت بها آثاره الادبية خاصة.
(23) من شروط التمثيل ان يكون الشيئان متقاربين.
وانواع الخطأ ثلاثة: خطأ الحس وخطأ الوهم وخطأ الرأي. والمعرفة نوعان:
استنباطية وعيانية. (راجع نظريته في المعرفة وشروطها في كتابنا (المناحي الفلسفية عند الجاحظ، نظرية المعرفة) .
(24) الامامة عند الشيعة: يعود الجاحظ الى هذا الموضوع مرة ثانية لأن احمد بن عبد الوهاب كان شيعيا. وتجدر الاشارة هنا الى نبوءة الجاحظ بما آلت اليه الامامة عندهم وهي غيبة الامام الثاني عشر وهو المهدي المنتظر.
(25) يحتج الجاحظ لخاصة الاستطراد في أدبه بقوله ان الناس يملون الشيء الكثير ويستثقلون الطويل وان كثرت محاسنه وفوائده.
(26) الاسئلة حول المتنبي والنبي ودلائل النبوة بحثها الجاحظ واجاب عليها في كتاب حجج النبوة. فليراجع في كتاب رسائل الجاحظ الكلامية.
(27) انتشار الاديان بين الشعوب والقبائل مثل تنصر النعمان ملك الحيرة، وتهود ذي نواس ملك اليمن، وتمجس ملوك سبأ في اليمن.
(28) عودة الى الحديث عن العرافة والسحر عملا بالاستطراد الجاحظي.
(29) الاسئلة حول الذاكرة وعوامل النسيان تدل على اهتمام ابي عثمان بعلم النفس وقضاياه. وينبغي ان يكون قد بحث هذا الموضوع في بعض كتبه الضائعة.
(30) علم الرياضة لم يهمله الجاحظ وينبغي ان يكون قد الف فيه كما نستشف من اسماء كتبه الضائعة. وفي كلامه اشارة الى مصادر هذا العلم: الحساب اخذ عن الهند، والجبر ساهم به العرب لأن اسمه عربي.
(31) فن الموسيقى احبه الجاحظ ولكن لم يبلغ شهوته منه لماذا؟ ومن اعلامه فيثاغورس واقليدس وغيرهم. وممن اشتهر في الطرب والموسيقى الجرادتان وابو طيبة والسرباب وحبابّة وسلامة وعزة الميلاء وجميلة الحدباء الخ..
يذكر الجاحظ اسماء عدد من الكتب المعربة التي لم يعرف اصحابها امثال كتاب كلوريد الضخم (الف مجلد) المجوسي الاصل، وكتاب الطرق الرومي الاصل، وكتاب اسرار الهند، ولعبة الشطرنج، وكتاب كليلة ودمنة.
(32) موضوع المعرفة حظي باهتمام الجاحظ كموضوع مستقل. ويبدو الجاحظ حائرا في تحديد مركز العقل هل هو الدماغ او القلب. ودور الحواس في المعرفة.
(راجع رسالة الجوابات في المعرفة، ضمن رسائل الجاحظ الكلامية) .
(33) علم البصريات والمرائي (جمع مرآة) لم ينسه الجاحظ. وهو يسأل عن طبيعة الصورة الثابتة في المرأة، هل هي عرض او جوهر وحقيقة او تخييل.
(34) الالوان وحقيقتها بحثها الجاحظ في كتاب الحيوان. وهو يسال عن الوان الكواكب، وعلاقة الاشكال بالالوان. والوان القمر وشبهه بالأرض.
(35) القيافة او علم تتبع الأثر، في التراب والجو والماء، ومن اشتهر بها من بني مدلج وخثعم وخزاعة وقريش.
ويطرح اسئلة على طبيعة الظلام.
(36) أسئلة فزيولوجية حول وجود وعدم وجود بعض الاعضاء الداخلية في اجسام حيوانات معينة كالفرس الذي لا طحال له، والبعير بلا مرارة، والسمكة بلا رئة الخ. وقد وردت هذه المسائل في كتاب الحيوان للجاحظ.
(37) عودة الى الشيطان والسحر مرة ثالثة دليل على شك الجاحظ في الموضوع، وعلى نهجه الاستطرادي.
(38) الاسئلة التي يطرحها هنا على عجائب الحيوانات شكلت الغرض الاساسي في كتابه الحيوان. وقد كان كلفا باستقصاء تلك العجائب لاظهار حكمة الله في خلقه.
(39) يخبرنا الجاحظ ان جميع هذه المسائل قد بحثها في كتبه المختلفة ومن يقرأها يعثر على الاجوبة المطلوبة. ويحث على قراءتها.
(40) هذه المجموعة من حكم الفلاسفة تبرهن على اهتمام الجاحظ بالفلسفة اليونانية وموضوعاتها.
(41) لا ينسى الجاحظ ان يمتدح كتابه ويبين فوائده بايجاز. فهو على الرغم مما فيه من اخلاط واضداد وسخرية واستطراد ينفع في مساءلة العالم وممازحة الظريف ومدارسة المتعلم، ثم هو يشحذ الذهن.
(42) ان العقل بحاجة الى شحذ اكثر من السيف. هذا الرأي ابداه الجاحظ اكثر من مرة في كتبه، راجع حجج النبوة، والمعرفة الخ ...
(43) في الخاتمة يعتذر الجاحظ من الاطالة والافتنان والجدل والخطأ بسبب علة حدثت او سهو اعترض او شغل منع.












مصادر و المراجع :

١- الرسائل الأدبية

المؤلف: عمرو بن بحر بن محبوب الكناني بالولاء، الليثي، أبو عثمان، الشهير بالجاحظ (المتوفى: 255هـ)

الناشر: دار ومكتبة الهلال، بيروت

الطبعة: الثانية، 1423 هـ

تعليقات (0)

الأكثر قراءة

ستبدي لك الأيام ما كنت جاهلا … ويأتيك بالأخبار من لم تزوّد
المزید
فصبرا في مجال الموت صبرا … فما نيل الخلود بمستطاع
المزید
حننت إلى ريّا ونفسك باعدت … مزارك من ريّا وشعباكما معا
المزید
أفاطم مهلا بعض هذا التدلل … وإن كنت قد أزمعت صرمي فأجملي
المزید
إنّ أباها وأبا أباها … قد بلغا في المجد غايتاها
المزید