المنشورات

المواقيت:

جمع: ميقات، وأصله: موقات، بالواو، فقلبت الواو ياء لانكسار ما قبلها، ولهذا ظهرت في الجمع، فقيل: مواقيت، ولم يقل: مياقيت.
- وقيل: هو القدر المحدد للفعل من الزمان والمكان.
- والمواقيت التي لا يجوز أن يجاوزها الإنسان إلا محرما خمسة:
1- لأهل المدينة- ذو الحليفة.
2- لأهل العراق- ذات عرق.
3- لأهل الشام- جحفة. - لأهل نجد- قرن.
5- لأهل اليمن- يلملم.
وفائدة التأقيت: المنع عن تأخير الإحرام عنها، كذا في «الهداية» .
ومن المواقيت: الصلاة الأولى، يقال لها: «الظهر» .
ومنها قول الله تعالى:. وَحِينَ تُظْهِرُونَ [سورة الروم، الآية 18] ، يقال: «أظهر القوم» : إذا دخلوا في وقت الظهر أو الظهيرة وذلك حين تزول الشمس.
وأما العصر: فإنما سمّيت عصرا باسم ذلك الوقت، والعرب تقول: فلان يأتي فلانا العصرين والبردين: إذا كان يأتيه طرفي النهار، فالعصران هما: الغداة والعشي. قال الله تعالى: وَأَقِمِ الصَّلااةَ طَرَفَيِ النَّهاارِ وَزُلَفاً مِنَ اللَّيْلِ. [سورة هود، الآية 114] دخلت الصلوات الخمس في طرفي النهار، وزلف من الليل.
وصلاة طرفي النهار: صلاة الصبح، وصلاة الظهر والعصر، فجعل النهار ذا طرفين أحد طرفيه الغداة وفيها صلاة الصبح وحدها، والطرف الآخر العشي، وفيه صلاة العشاء، والعشي عند العرب ما بين نزول الشمس إلى أن تغرب كل ذلك عشى، والدليل على ذلك ما رواه أبو هريرة- رضى الله عنه- حيث يقول: «صلّى بنا رسول الله صلّى الله عليه وسلم إحدى صلاتي العشي أما الظهر وإما العصر، فجعلهما صلاتي العشاء» .
«المغني 6/ 10» .
وأما قوله تعالى:. وَزُلَفاً مِنَ اللَّيْلِ. [سورة هود، الآية 114] ، فإنه أراد صلاة المغرب، وصلاة العشاء الآخرة سمّاهما زلفا، لأنهما في أول ساعات الليل، وأقربهما، وأصله من الزلفى، وهي القربى وازدلف إليه: اقترب منه، وواحد الزّلف: زلفة، وقال الشاعر:
طيّ الليالي زلفا مزلفا ... سماوة الهلال حتّى احقوقفا
واحقوقف الهلال: اعوج ورق.
وقيل في قوله تعالى: فَسُبْحاانَ اللّاهِ حِينَ تُمْسُونَ.:
أنه صلاة المغرب،. وَحِينَ تُصْبِحُونَ: صلاة الصبح،. وَعَشِيًّا.: صلاة العصر،. وَحِينَ تُظْهِرُونَ [سورة الروم، الآية 18] : صلاة الظهر.
وقال في موضع آخر:. وَمِنْ بَعْدِ صَلااةِ الْعِشااءِ.
[سورة النور، الآية 58] وهي التي كانت العرب تسميها: العتمة، فنهى النبي صلّى الله عليه وسلم عن ذلك. وأما قوله تعالى: أَقِمِ الصَّلااةَ لِدُلُوكِ الشَّمْسِ إِلى غَسَقِ اللَّيْلِ وَقُرْآنَ الْفَجْرِ. [سورة الإسراء، الآية 78] فإنه أمر بأول الصلوات الخمس في هذه الآية، كما أمر به في الآية التي فسرناها قبلها، فدلوك الشمس: زوالها، وهو وقت الظهر، وقيل: دلوكها: غروبها، والذي عندي فيه أنه جعل الدلوك وقتا لصلاتي العشي، وهما الظهر والعصر، كما جعل أحد طرفي النهار وقتا لهما.
وفي هاتين الآيتين أوضح دليل على أن وقتهما، كما روى ابن عباس- رضى الله عنهما-: «أنّ النبيّ صلّى الله عليه وسلم صلاهما في وقت واحد من غير خوف ولا سفر» [مسلم في المسافرين 49] ، فقال مالك: إن ذلك كان في مطر.
وقوله تعالى:. إِلى غَسَقِ اللَّيْلِ. [سورة الإسراء، الآية 78] : يريد وقت صلاتي المغرب والعشاء الآخرة، وهذا دليل على أن وقتهما واحد عند الضرورات، والغسق: ظلمة الليل، وقد غسق يغسق: أى أخّر الأذان إلى أن يغسق الظلام على الأرض.
وأراد بقرآن الفجر: صلاة الفجر، سماها قرآنا، لأن القرآن يقرأ فيها، وهذا من أبين الدليل على وجب القراءة في الصلاة.
والفجر سمّى فجرا، لانفجار الصبح، وهما فجران:
فالأول منهما مستطيل في السماء يشبّه بذنب السّرحان، وهو الذنب، لأنه مستدق صاعد غير معترض في الأفق، وهو الفجر الكاذب الذي لا يحل أداء صلاة الصبح فيه ولا يحرم الأكل على الصائم.
والفجر الثاني: هو المستطير الصادق، سمى مستطيرا لانتشاره في الأفق، قال الله تعالى:. وَيَخاافُونَ يَوْماً كاانَ شَرُّهُ مُسْتَطِيراً [سورة الإنسان، الآية 7] : أي منتشرا فاشيا ظاهرا.
وقوله تعالى:. وَكُلُوا وَاشْرَبُوا حَتّاى يَتَبَيَّنَ لَكُمُ الْخَيْطُ الْأَبْيَضُ مِنَ الْخَيْطِ الْأَسْوَدِ مِنَ الْفَجْرِ.
[سورة البقرة، الآية 187] المقصود بالخيط الأسود: الفجر الأول الذي يقال له: الكاذب. والخيط الأبيض: الفجر الثاني، سمى أبيض لانتشار البياض في الأفق معترضا، قال أبو داود الأيادي:
فلما أضاءت لنا سدفه ... ولاح من الصبح خيط أنار
أراد الفجر الثاني بقوله: «خيط أنارا» لأنه جعله منيرا، وقرنه بالسدفة، وهي اختلاط الضوء والظلمة معا.
- وأما الشفق: فهو عند العرب: الحمرة.
وروى سلمة عن الفراء أنه قال: سمعت بعض العرب يقول:
عليه ثوب مصبوغ كأنه الشفق، وكان أحمر، قال: فهذا شاهد في حديث عائشة- رضى الله عنها- أنها قالت:
«كنا نصلي مع رسول الله صلّى الله عليه وسلم الصبح ثمَّ ننصرف متلفعات بمروطنا ما نعرف من الغلس» [النهاية 4/ 260] .
«الفتاوى الهندية 1/ 221، والنظم المستعذب 1/ 52، ونيل الأوطار 1/ 300، والقاموس القويم للقرآن الكريم 2/ 52» .

 

مصادر و المراجع :

١- معجم المصطلحات والألفاظ الفقهية

المؤلف: د. محمود عبد الرحمن عبد المنعم

تعليقات (0)

الأكثر قراءة

ستبدي لك الأيام ما كنت جاهلا … ويأتيك بالأخبار من لم تزوّد

المزید

فصبرا في مجال الموت صبرا … فما نيل الخلود بمستطاع

المزید

حننت إلى ريّا ونفسك باعدت … مزارك من ريّا وشعباكما معا

المزید

أفاطم مهلا بعض هذا التدلل … وإن كنت قد أزمعت صرمي فأجملي

المزید

إنّ أباها وأبا أباها … قد بلغا في المجد غايتاها

المزید