المنشورات

أرحني أبا عبد المليك

البحر: طويل
يمدح أبا عبدالمليك، عبدالله بن عبدالأعلى بن أبي عمرة الشاعر الشيباني:
(سما لكَ شوقٌ منْ نواٍ، ودونها ** سويقةُ والدَّ هنا وعرضُ جوائها)
(وكنتُ، إذا تذكرْ نوارُ، فإنّها ** لِمُندمِلاتِ النّفسِ تَهياضُ دائِها)
(وأرضٍ بها جيلانُ ريحٍ مريضةٍ، ** يغضّ البصيرُ طرفهُ من فضائها)
(قطعتُ على عيرانةٍ حميريةٍ ** كُمَيتٍ؛ يَئطّ النِّسْعُ من صُعدائِها)
(ووفراءَ لم تخرزْ بسيرٍ وكيعةٍ، ** غَدَوْتُ بِها طَيّاً يَدي في رِشَائِها)
(ذَعَرْتُ بها سِرْباً نَقِيّاً، كَأنّهُ ** نُجُومُ الثّرَيّا أسْفَرَتْ من عَمائِهَا)
(فعادَيتُ منِها بين تَيْسٍ وَنَعْجَةٍ، ** وَرَوّيْتُ صَدرَ الرُّمْحِ قَبلَ عَنائِها)
(ألِكْني إلى ذُهْلِ بنِ شيبانَ، إنّني ** رأيتُ أخاها رافعاً لبنائها)
(لقد زادني وداً لبكرِ بنِ وائلٍ ** إلى وُدّهَا المَاضي وَحُسْنِ ثَنائِها،)
(بلاءُ أخيهمْ، إذ أنيختْ مطيّتيّ ** إلى قّبّةٍ، أضْيَافُهُ بِفَنَائِها)
(جَزَى الله عَبْدَ الله لَمّا تَلَبّسَتْ ** أموري، وجاشتْ أنفسٌ من ثوائها)
(إلينا، فباتتْ لا تنامُ كأنّها ** أسارى حديدٍ أغلقتْ بدمائها)
(بجابيةِ الجولانِ باتتْ عيوننا ** كَأنّ عَوَاوِيراً بِها مِنْ بُكَائِها)
(أرحني أبا عبدِ الملَيكِ، فما أرى ** شفاءً من الحاجلتِ دونَ قضائها)
(وَأنْتَ امْرُؤٌ للصُّلْبِ مِنْ مُرّةَ التي ** لهَا، مِنْ بَني شَيْبَانَ، رُمْحُ لِوَائِها)
(هُمُ رَهَنُوا عَنهُمْ أباكَ، فَما أَلَوا ** عَنِ المُصْطَفَى مِنْ رَهْنِها لِوَفائِها)
(ففكّ منَ الأغلالِ بكرَ بنَ وائلٍ، ** وأعطى يداً عنهم لهم من غلائها)
(وَأنقذَهم من سجن كِسرَى بن هُرْمُزٍ، ** وَقَدْ يَئِسَتْ أنْفارُها مِنْ نِسائِها)
(وَما عَدّ مِنْ نُعمى امرُؤٌ من عَشيرَةٍ ** لِوَالِدِهِ عَنْ قَوْمِهِ كَبَلائِها)
(أعمَّ على ذهلٍ بنِ شيبانَ نعمةً، ** وأدْفَعَ عَنْ أمْوَالِها وَدِمَائِها)
(وَما رُهِنتْ عن قوْمِها من يَدِ امرِىء ٍ ** نِزَارِيّةٍ أغْنَتْ لهَا كَغَنَائِها)
(أبُوهُ أبُوهُمْ في ذَرَاهُمْ، وَأُمُّهُ ** إذا انتسبتْ، من ماجداتِ نسائها)
(وما زالتُ أرمي عن ربيعةَ من رمى ** إلَيها، وَتُخشَى صَوْلَتي مِنْ ورَائِها)
(بكلّ شرودٍ لا تردّ، كأنّها ** سنا نارِ ليلٍ أوقدتْ لصلائها)
(ستمنعُ بكراً أنْ ترامَ قصائدي، ** وأخلفها منْ ماتَ من شعرائها)
(وَأنْتَ امْرُؤٌ مِنْ آلِ شَيبانَ تَستقي ** إلى دَلْوِكَ الكُبْرَى عِظامُ دِلائِها)
(لَكُمْ أثْلَةٌ مِنها خَرَجْتُمْ وَظِلّها ** عَلَيْكُمْ وفيكُمْ نَبتُها في ثَرَائِها)
(وَأنتَ امرُؤٌ من ذُهلِ شَيبانَ تَرْتقي ** إلى حيثُ ينمي مجدها من سمائها)
(وقد عَلِمتْ ذُهلُ بنُ شَيبانَ أنّكمْ ** إلى بيتها الأعلى وأهلُ علائها)












مصادر و المراجع :

١- ديوان الفرزدق

المؤلف: أبي فراس همّام بن غالب بن صعصعة ابن ناجية بن عقال بن محمد بن سفيان بن مجاشع بن دارم، ولقب بالفرزدق لجهامة وجهه وضخامته.

(38 هـ - 658 م) (110 هـ - 728 م)

شرحه وضبطه وقدّم له: الأستاذ علي فاعور

الناشر: دار الكتب العلمية

بيروت - لبنان

الطبعة: الأولى (1407 هـ - 1987 م)

تعليقات (0)

الأكثر قراءة

ستبدي لك الأيام ما كنت جاهلا … ويأتيك بالأخبار من لم تزوّد

المزید

فصبرا في مجال الموت صبرا … فما نيل الخلود بمستطاع

المزید

حننت إلى ريّا ونفسك باعدت … مزارك من ريّا وشعباكما معا

المزید

أفاطم مهلا بعض هذا التدلل … وإن كنت قد أزمعت صرمي فأجملي

المزید

إنّ أباها وأبا أباها … قد بلغا في المجد غايتاها

المزید