المنشورات

هبوا إلى الحرب: من مرد ومن شيب

البحر: بسيط
يمدح عبدالملك بن مروان، ثم يخاطب الحكم بن أيوب الثقفي الذي هدده ونهاه عن الهجاء ويظهر له طاعته.
(تَضاحَكَت أَن رَأَت شَيباً تَفَرَّعَني ** كَأَنَّها أَبصَرَت بَعضَ الأَعاجيبِ)
(مِن نِسوَةٍ لِبَني لَيثٍ وَجيرَتِهِم ** بَرَحنَ بِالعَينِ مِن حُسنٍ وَمِن طيبِ)
(فَقُلتُ إِنَّ الحَوارِيّاتِ مَعطَبَةٌ ** إِذا تَفَتَّلنَ مِن تَحتِ الجَلابيبِ)
(يَدنَونَ بِالقَولِ وَالأَحشاءُ نائِيَةٌ ** كَدَأبِ ذي الصِعنِ مِن نَأيٍ وَتَقريبِ)
(وَبِالأَمانِيَّ حَتّى يَختَلِبنَ بِها ** مَن كانَ يُحسَبُ مِنّا غَيرَ مَخلوبِ)
(يَأبى إِذا قُلتُ أَنسى ذِكرَ غانِيَةٍ ** قَلبٌ يَحِنُّ إِلى البيضِ الرَعابيبِ)
(أَنتِ الهَوى لَو تُواتينا زِيارَتُكُم ** أَو كانَ وَليُكِ عَنّا غَيرَ مَحجوبِ)
(يا أَيُّها الراكِبُ المُزجي مَطِيَّتُهُ ** يُريدُ مَجمَعَ حاجاتِ الأَراكيبِ)
(إِذا أَتَيتَ أَميرَ المُؤمِنينَ فَقُل ** بِالنَصحِ وَالعِلمِ قَولاً غَيرَ مَكذوبِ)
(أَمّا العِراقُ فَقَد أَعطَتكَ طاعَتَها ** وَعادَ يَعمُرُ مِنها كُلُّ تَخريبِ)
(أَرضٌ رَمَيتَ إِلَيها وَهيَ فاسِدَةٌ ** بِصارِمٍ مِن سُيوفِ اللَهِ مَشبوبِ)
(لا يَغمِدُ السَيفَ إِلّا ما يُجَرِّدَهُ ** عَلى قَفا مُحرِمٍ بِالسوقِ مَصلوبِ)
(مُجاهِدٍ لِعُداةِ اللَهِ مُحتَسِبٍ ** جِهادَهُم بِضِرابٍ غَيرَ تَذبيبِ)
(إِذا الحُروبُ بَدَت أَنيابُها خَرَجَت ** ساقا شِهابٍ عَلى الأَعداءِ مَصبوبِ)
(فَالأَرضُ لِلَّهِ وَلّاها خَليفَتُهُ ** وَصاحِبُ اللَهِ فيها غَيرُ مَغلوبِ)
(بَعدَ الفَسادِ الَّذي قَد كانَ قامَ بِهِ ** كَذّابُ مَكَّةَ مِن مَكرٍ وَتَخريبِ)
(راموا الخِلافَةَ في غَدرٍ فَأَخطَأَهُم ** مِنها صُدورٌ وَفازوا بِالعَراقيبِ)
(كانوا كَسالِئَةٍ حَمقاءَ إِذ حَقَنَت ** سِلاءَها في أَديمٍ غَيرِ مَربوبِ)
(وَالناسُ في فُتنَةٍ عَمياءَ قَد تَرَكَت ** أَشرافَهُم بَينَ مَقتولٍ وَمَحروبِ)
(دَعوا لِيَستَخلِفَ الرَحمَنُ خَيرَهُمُ ** وَاللَهُ يَسمَعُ دَعوى كُلِّ مَكروبِ)
(فَاِنقَضَّ مِثلَ عَتيقِ الطَيرِ تَتبَعُهُ ** مَساعِرُ الحَربِ مِن مُردٍ وَمِن شَيبِ)
(لا يَعلِفُ الخَيلَ مَشدوداً رَحائِلُها ** في مَنزِلٍ بِنَهارٍ غَيرَ تَأويبِ)
(تَغدو الجِيادُ وَيَغدو وَهوَ في قَتَمِ ** مِن وَقعِ مُنعَلَةٍ تُزجى وَمَجنوبِ)
(قيدَت لَهُ مِن قُصورِ الشامِ ضُمَّرُها ** يَطلُبنَ شَرقِيَّ أَرضٍ بَعدَ تَغريبِ)
(حَتّى أَناخَ مَكانَ الضَيفِ مُغتَصِباً ** في مُكفَهِرَّينِ مِثلَي حَرَّةِ اللوبِ)
(وَقَد رَأى مُصعَبٌ في ساطِعٍ سَبِطٍ ** مِنها سَوابِقَ غاراتٍ أَطانيبِ)
(يَومَ تَرَكنَ لِإِبراهيمَ عافِيَةً ** مِنَ النُسورِ وُقوعاً وَاليَعاقيبِ)
(كَأَنَّ طَيراً مِنَ الراياتِ فَوقُهُمُ ** في قاتِمٍ لَيطُها حُمرُ الأَنابيبِ)
(أَشطانَ مَوتٍ تَراها كُلَّما وَرَدَت ** حُمراً إِذا رُفِعَت مِن بَعدِ تَصويبِ)
(يَتبَعنَ مَنصورَةً تَروى إِذا لَقِيَت ** بِقانِئٍ مِن دَمِ الأَجوافِ مَغصوبِ)
(فَأَصبَحَ اللَهُ وَلّى الأَمرُ خَيرَهُمُ ** بَعدَ اِختِلافٍ وَصَدعٍ غَيرِ مَشعوبِ)
(تُراثَ عُثمانَ كانوا الأَولِياءَ لَهُ ** سِربالَ مُلكٍ عَلَيهِم غَيرَ مَسلوبِ)
(يَحمي إِذا لَبِسوا الماذِيُّ مُلكَهُمُ ** مِثلَ القُرومِ تَسامى لِلمَصاعيبِ)
(قَومٌ أَبوهُم أَبو العاصي أَجادَ بِهِم ** قَرمٌ نَجيبٌ لِحُرّابِ مَناجيبِ)
(قَومٌ أُثيبوا عَلى الإِحسانِ إِذ مَلَكوا ** وَمِن يَدِ اللَهِ يُرجى كُلُّ تَثويبِ)
(فَلَو رَأَيتَ إِلى قَومي إِذا اِنفَرَجَت ** عَن سابِقٍ وَهُوَ يَجري غَيرِ مَسبوبِ)
(أَغَرَّ يُعرَفُ دونَ الخَيلِ مُشتَرِفاً ** كَالغَيثِ يَحفِشُ أَطرافَ الشَآبيبِ)
(كادَ الفُؤادُ تَطيرُ الطائِراتُ بِهِ ** مِنَ المَخافَةِ إِذ قالَ اِبنُ أَيّوبِ)
(في الدارِ إِنَّكَ إِن تُحدِث فَقَد وَجَبَت ** فيكَ العُقوبَةُ مِن قَطعٍ وَتَعذيبِ)
(في مَحبِسٍ يَتَرَدّى فيهِ ذو رَيبٍ ** يُخشى عَلَيَّ شَديدِ الهَولِ مَرهوبِ)
(فَقُلتُ هَل يَنفَعَنّي إِن حَضَرتُكُمُ ** بِطاعَةٍ وَفُؤادٍ مِنكَ مَرعوبِ)
(ما تَنهَ عَنهُ فَإِنّي لَستُ قارِبَهُ ** وَما نَهى مِن حَليمٍ مِثلُ تَجريبِ)
(وَما يَفوتُكَ شَيءٌ أَنتَ طالِبُهُ ** وَما مَنَعَت فَشَيءٌ غَيرُ مَقروبِ)











مصادر و المراجع :

١- ديوان الفرزدق

المؤلف: أبي فراس همّام بن غالب بن صعصعة ابن ناجية بن عقال بن محمد بن سفيان بن مجاشع بن دارم، ولقب بالفرزدق لجهامة وجهه وضخامته.

(38 هـ - 658 م) (110 هـ - 728 م)

شرحه وضبطه وقدّم له: الأستاذ علي فاعور

الناشر: دار الكتب العلمية

بيروت - لبنان

الطبعة: الأولى (1407 هـ - 1987 م)

تعليقات (0)

الأكثر قراءة

ستبدي لك الأيام ما كنت جاهلا … ويأتيك بالأخبار من لم تزوّد

المزید

فصبرا في مجال الموت صبرا … فما نيل الخلود بمستطاع

المزید

حننت إلى ريّا ونفسك باعدت … مزارك من ريّا وشعباكما معا

المزید

أفاطم مهلا بعض هذا التدلل … وإن كنت قد أزمعت صرمي فأجملي

المزید

إنّ أباها وأبا أباها … قد بلغا في المجد غايتاها

المزید