المنشورات

ستعلم يا عمرو بن عفراء

البحر: طويل
كان عبدالله بن سلم الباهلي أعطى الفرزدق جعلته، وحمله على دابة، وأمر له بألف درهم، فقال له عمرو بن عفراء الضبي: ما يصنع الفرزدق بهذا الذي أعطيته؟ إنما يكفي الفرزدق ثلاثون درهمًا يزني بعشرة منها، ويأكل بعشرة، ويشرب بعشرة. فقال الفرزدق يهجوه:
(سَتَعلَمُ يا عَمروَ بنُ عَفرا مَنِ الَّذي ** يُلامُ إِذا ما الأَمرُ غَبَّت عَواقِبُه)
(نَهَيتُ اِبنَ عَفرا أَن يُعَفِّرَ أُمَّهُ ** كَعَفرِ السَلا إِذ عَفَّرَتهُ ثَعالِبُه)
(فَلَو كُنتَ ضَبِّيّاً صَفَحتُ وَلَو سَرَت ** عَلى قَدَمي حَيّاتُهُ وَعَقارِبُه)
(وَلَو قَطَعوا يُمنى يَدَيَّ غَفَرتُها ** لَهُم وَالَّذي يُحصي السَرائِرَ كاتِبُه)
(وَلَكِن دِيافِيٌّ أَبوهُ وَأُمُّهُ ** بِحَورانَ يَعصِرنَ السَليطَ أَقارِبُه)
(وَلَمّا رَأى الدَهنا رَمَتهُ جِبالُها ** وَقالَت دِيافِيٌّ مَعَ الشَأمِ جانِبُه)
(فَإِن تَغضَبِ الدَهنا عَلَيكَ فَما بِها ** طَريقٌ لِرِبّاتٍ تُقادُ رَكايِبُه)
(تُثَمِّرُ مالُ الباهِلِيَّ كَأَنَّما ** تَهِرُّ عَلى المالِ الَّذي أَنتَ كاسِبُه)
(فَإِنَّ اِمرِأً يَغتابُني لَم أَطَأ لَهُ ** حَريماً وَلَم تَنهاهُ عَنّي أَقارِبُه)
(كَمُحتَطِبٍ يَوماً أَساوِدَ هَضبَةٍ ** أَتاهُ بِها في ظُلمَةِ اللَيلِ حاطِبُه)
(أَحينَ اِلتَقى نابايَ وَاِبيَضَّ مِسحَلي ** وَأَطرَقَ إِطراقَ الكَرى مَن أُحارِبُه)













مصادر و المراجع :

١- ديوان الفرزدق

المؤلف: أبي فراس همّام بن غالب بن صعصعة ابن ناجية بن عقال بن محمد بن سفيان بن مجاشع بن دارم، ولقب بالفرزدق لجهامة وجهه وضخامته.

(38 هـ - 658 م) (110 هـ - 728 م)

شرحه وضبطه وقدّم له: الأستاذ علي فاعور

الناشر: دار الكتب العلمية

بيروت - لبنان

الطبعة: الأولى (1407 هـ - 1987 م)

تعليقات (0)

الأكثر قراءة

ستبدي لك الأيام ما كنت جاهلا … ويأتيك بالأخبار من لم تزوّد
المزید
فصبرا في مجال الموت صبرا … فما نيل الخلود بمستطاع
المزید
حننت إلى ريّا ونفسك باعدت … مزارك من ريّا وشعباكما معا
المزید
أفاطم مهلا بعض هذا التدلل … وإن كنت قد أزمعت صرمي فأجملي
المزید
إنّ أباها وأبا أباها … قد بلغا في المجد غايتاها
المزید