المنشورات

ما حاتم بأجود منك

البحر: طويل
قال يمدح عبيد الله بن أبي بكرة الثقفي الذي اشتهر بأخبار جوده التي تشبه الخيال. نقل الذهبي أنه كان ينفق على جيرانه: ينفق على أربعين دارًا عن يمينه، وأربعين عن يساره، وأربعين أمامه، وأربعين وراءه، ويعتق في كل عيد مئة عبد. وهو الذي يقول فيه يزيد بن مفرغ الحميري:
"يسائلني أهلالعراق عن الندى ** فقلت: عبيد الله حلف المكارم"
(أَبا حاتِمٍ ما حاتِمٌ في زَمانِهِ ** وَلا النَيلُ تَرمي بِالسَفينِ غَوارِبُه)
(بِأَجوَدَ عِندَ الجودِ مِنكَ وَلا الَّذي ** عَلا بِغُثاءٍ سورَ عانَةَ غارِبُه)
(يَداكَ يَدٌ يُعطي الجَزيلَ فَعالُها ** وَأُخرى بِها تَسقي دَماً مَن تُحارِبُه)
(وَلَو عُدَّ ما أَعطَيتَ مِن كُلِّ قَينَةٍ ** وَأَجرَدَ خِنذيذٍ طِوالٍ ذَوائِبُه)
(لِيَعلَمَ ما أَحصاهُ فيمَن أَشَعتَهُ ** جَميعاً إِلى يَومِ القِيامَةِ حاسِبُه)
(وَأَنتَ اِمرُؤٌ لا نايِلُ اليَومِ مانِعٌ ** مِنَ المالِ شَيئاً غَدٍ أَنتَ واهِبُه)
(وَما عَدَّ ذو فَضلٍ عَلى أَهلِ نِعمَةٍ ** كَفَضلُكَ عِندي حينَ عَبَّت عَواقِبُه)
(تَدارَكَني مِن خالِدٍ بَعدَما اِلتَقَت ** وَراءَ يَدي أَنيابُهُ وَمَخالِبُه)
(وَكَم أَدرَكَت أَسبابَ حَبلَكَ مِن رَدٍ ** عَلى زَمَنٍ باداكَ وَالمَوتُ كارِبُه)
(مَدَدتَ لَهُ مِنها قِوىً حينَ نالَها ** تَنَفَّسَ في رَوحٍ وَأَسهَلَ جانِبُه)
(وَثَغرٍ تَحاماهُ العَدُوُّ كَأَنَّهُ ** مِنَ الخَوفِ ثَأرٌ لا تَنامُ مَقانِبُه)
(وَقَومٌ يَهُزّونَ الرِماحَ بِمُلتَقىً ** أَساوِرُهُ مَرهوبَةٌ وَمَزارِبُه)
(تَرى بِثَناياهُ الطَلايِعِ تَلتَقي ** عَلى كُلِّ سامي الطَرفِ ضافٍ سَبايِبُه)
(كَأَنَّ نَسا عُرقوبِهِ مُتَحَرِّفٌ ** إِذا لاحَهُ المِضمارُ وَاِنضَمَّ حالِبُه)
(لَهُ نَسَبٌ بَينَ العَناجيجِ يَلتَقي ** إِلى كُلِّ مَعروفٍ مِنَ الخَيلِ ناسِبُه)
(رَكِبتُ لَهُ سَهلَ الأُمورِ وَحَزنَها ** بِذي مِرَّةٍ حَتّى أُذِلَّت مَراكِبُه)













مصادر و المراجع :

١- ديوان الفرزدق

المؤلف: أبي فراس همّام بن غالب بن صعصعة ابن ناجية بن عقال بن محمد بن سفيان بن مجاشع بن دارم، ولقب بالفرزدق لجهامة وجهه وضخامته.

(38 هـ - 658 م) (110 هـ - 728 م)

شرحه وضبطه وقدّم له: الأستاذ علي فاعور

الناشر: دار الكتب العلمية

بيروت - لبنان

الطبعة: الأولى (1407 هـ - 1987 م)

تعليقات (0)

الأكثر قراءة

ستبدي لك الأيام ما كنت جاهلا … ويأتيك بالأخبار من لم تزوّد

المزید

فصبرا في مجال الموت صبرا … فما نيل الخلود بمستطاع

المزید

حننت إلى ريّا ونفسك باعدت … مزارك من ريّا وشعباكما معا

المزید

أفاطم مهلا بعض هذا التدلل … وإن كنت قد أزمعت صرمي فأجملي

المزید

إنّ أباها وأبا أباها … قد بلغا في المجد غايتاها

المزید