المنشورات

مواكب الوفود عند بابه

البحر: طويل
يمدح الورد الحنفي
(أَلَم يَكُ جَهلاً بَعدَ سَبعينَ حِجَّةً ** تَذَكُّرُ أُمَّ الفَضلِ وَالرَأسُ أَشيَبُ)
(وَقيلُكَ هَل مَعروفُها راجِعٌ لَنا ** وَلَيسَ لِشَيءٍ قَد تَفاوَتَ مَطلَبُ)
(عَلى حينَ وَلّى الدَهرُ إِلّا أَقَلَّهُ ** وَكادَت بَقايا آخِرِ العَيشِ تَذهَبُ)
(فَإِن تُؤذِنينا بِالفِراقِ فَلَستُمُ ** بِأَوَّلِ مَن يَنسى وَمَن يَتَجَنَّبُ)
(وَرُبَّ حَبيبٍ قَد تَناسَيتُ فَقدَهُ ** يَكادُ فُؤادي إِثرَهُ يَتَلَهَّبُ)
(أَخي ثِقَةٍ في كُلِّ أَمرٍ يَنوبُني ** وَعِندَ جَسيمِ الأَمرِ لا يَتَغَيَّبُ)
(قَرَعتُ ظَنابيبي عَلى الصَبرِ بَعدَهُ ** فَقَد جَعَلَت عَنهُ الجَنائِبُ تُصحِبُ)
(دَعانِيَ سَيّارٌ وَقَد أَشرَفَت بِهِ ** مَهالِكُ يُلفى دونَها يَتَذَبذَبُ)
(فَقُلتُ لَهُ إِنّي أَخوكَ الَّذي بِهِ ** تَنوءُ إِذا عَمَّ الدُعاءَ المُثَوَّبُ)
(فَإِن تَكُ مَظلوماً فَإِنَّ شِفاءَهُ ** بِوَردٍ وَبَعضُ الأَمرِ لِلأَمرِ مُجلِبُ)
(هُوَ الحَكَمُ الراعي وَأَنتَ رَعِيَّةٌ ** وَكُلَّ قَضاءٍ سَوفَ يُحصى وَيُكتَبُ)
(وَأَنتَ وَلِيُّ الحَقِّ تَقضي بِفَصلِهِ ** وَأَنتَ وَلِيُّ العَفوِ إِذ هُوَ مُذنِبُ)
(يَزينُ عُبَيداً كُلُّ شَيئاً بَنَيتَهُ ** وَأَنتَ فَتاها وَالصَريحُ المُهَذَّبُ)
(نَمَتكَ قُرومٌ مِن حَنيفَةَ جِلَّةٌ ** إِلى عيصِها الأَعلى الَّذي لا يُشَذَّبُ)
(وَجُرثومَةُ العِزِّ الَّتي لا يَرومُها ** عَدُوٌّ وَلا يَسطيعُها المُتَوَثِّبُ)
(وَما قايَسَت حَيّاً حَنيفَةُ سوقَةً ** وَلَو جَهِدوا إِلّا حَنيفَةُ أَطيَبُ)
(وَكانَت إِذا خافَت تَضايُقَ مُقدَمٍ ** تَمِدُّ بِأَيديها السُيوفَ فَتَضرِبُ)
(إِذا مَنَعوا لَم يُرجَ شَيءٌ وَراءَهُم ** وَإِن لَقِحَت حَربٌ يَجيؤوا فَيَركَبوا)
(إِلَيهِم رَأَت ذاكُم مَعَدٌّ وَغَيرُها ** يُحِلُّ اليَتامى وَالصَعيبُ المُعَصَّبُ)
(تَحِلُّ بُيوتَ المُعتَفينِ إِلَيهِمُ ** إِذا كانَ عامٌ خادِعُ النَوءِ مُجدِبُ)
(وَقَعتُم بِصُفرَيِّ الخَضارِمِ وَقعَةً ** فَجَلَّلتُموها عارَها لَيسَ يَذهَبُ)
(وَلَمّا رَأَوا بِالأَبرَقَينِ كَتيبَةً ** مُلَملَمَةً تَحمي الذِمارَ وَتَغضَبُ)
(دَعا كُلُّ مَنحوبٍ حَنيفَةَ فَاِلتَقَت ** عَجاجَةُ مَوتٍ وَالدِماءُ تَصَبَّبُ)
(وَجاؤو بِوِردٍ مِن حَنيفَةَ صادِقٍ ** تُطاعِنُ عَن أَحسابِها وَتُذَبِّبُ)
(مَصاليتُ نَزّالونَ في حَومَةِ الوَغى ** تَخوضُ المَنايا وَالرِماحُ تُخَضَّبُ)
(وَرائِمَةٍ وَلَّهتُموها وَفاقِدٍ ** تَرَكتُم لَها شَجواً تُرِنُّ وَتَنحَبُ)
(وَقَد عَصَبَت أَهلَ الشَواجِنِ خَيلُهُم ** وَقَد سارَ مِنها بِالمَجازَةِ مِقنَبُ)
(إِذا وَرَدوا الماءَ الرَواءَ تَظامَأَت ** أَوائِلُهُم أَو يَحفِروا ثُمَّ يَشرَبوا)
(تَفارَطُ هَمدانَ الجِبالَ وَغافِقاً ** وَزُهدَ بَني نَهدٍ فَتُسمى وَتَحرُبُ)
(تَوَثَّبُ بِالفُرسانِ خوصاً كَأَنَّها ** سَعالٍ طَواها غَزوُهُم فَهيَ شُزَّبُ)
(وَهُم مِن بَعيدٍ في الحُروبِ تَناوَلوا ** عِياذاً وَعَبدَ اللَهِ وَالخَيلُ تُجذَبُ)
(بِذي الغافِ مِن وادي عُمانَ فَأَصبَحَت ** دِماؤُهُمُ يُجرى بِها حَيثُ تَشخَبُ)
(أَذاقوهُمُ طَعمَ المَنايا فَعَجَّلوا ** وَمَن يَلقَهُم في عَرصَةِ المَوتِ يُشجُبوا)
(شَفَوا مِنهُما ما في النُفوسِ وَشَذَّبوا ** بِوَقعِ العَوالي كُلَّ مَن يَتَكَتَّبُ)
(وَأَضحى سَعيدٌ في الحَديدِ مُكَبَّلاً ** يُعاني وَأَحياناً يُقادُ فَيَصحَبُ)
(رَأى قَومَهُ إِذ كانَ غَدواً جِلادُهُم ** مَعَ الصُبحِ حَتّى كادَتِ الشَمسُ تَغرُبُ)
(فَما أُعطِيَ الماعونُ حَتّى تَحاسَرَت ** عَلَيهِم جُموعٌ مِن حَنيفَةَ لُجَّبُ)
(وَحَتّى عَلَوهُم بِالسُيوفِ كَأَنَّها ** مَصابيحُ تَعلو مَرَّةً وَتَصَبَّبُ)
(فَلَم يُرَ يَومٌ كانَ أَكثَرَ عَولَةً ** وَأَيتَمَ لِلوِلدانِ مِن يَومِ عوتِبوا)
(وَمَن يَصطَلي في الحَربِ ناراً تَحُشُّها ** حَنيفَةُ يَشقى في الحُروبِ وَيُغلَبُ)
(وَما زالَ دَرءٌ مِن حَنيفَةَ يُتَّقى ** وَما زالَ قَرمٌ مِن حَنيفَةَ مُصعَبُ)
(لَهُ بَسطَةٌ لا يَملُكُ الناسُ رَدَّها ** يَدينُ لَهُ أَهلُ البِلادِ وَيُحجَبوا)
(تَرى لِلوُفودِ عَسكَراً عِندَ بابِهِ ** إِذا غابَ مِنهُم مَوكِبٌ جاءَ مَوكِبُ)













مصادر و المراجع :

١- ديوان الفرزدق

المؤلف: أبي فراس همّام بن غالب بن صعصعة ابن ناجية بن عقال بن محمد بن سفيان بن مجاشع بن دارم، ولقب بالفرزدق لجهامة وجهه وضخامته.

(38 هـ - 658 م) (110 هـ - 728 م)

شرحه وضبطه وقدّم له: الأستاذ علي فاعور

الناشر: دار الكتب العلمية

بيروت - لبنان

الطبعة: الأولى (1407 هـ - 1987 م)

تعليقات (0)

الأكثر قراءة

ستبدي لك الأيام ما كنت جاهلا … ويأتيك بالأخبار من لم تزوّد

المزید

فصبرا في مجال الموت صبرا … فما نيل الخلود بمستطاع

المزید

حننت إلى ريّا ونفسك باعدت … مزارك من ريّا وشعباكما معا

المزید

أفاطم مهلا بعض هذا التدلل … وإن كنت قد أزمعت صرمي فأجملي

المزید

إنّ أباها وأبا أباها … قد بلغا في المجد غايتاها

المزید