المنشورات

إلى خير من تحت السماء

البحر: طويل
يمدح الوليد بن عبدالملك بن مروان: من ملوك الدولة الأموية في الشام. امتدت في زمنه حدود الدولة العربية إلى بلاد الهند. وهو أول من أحدث المستشفيات في الإسلام. وجعل لكل أعمى قائدًا يتقاضى نفقاته من بيت المال. وأقام لكل مقعد خادمًا، وكان نقش خاتمه: "ياوليد إنك ميت".
(أَلَم يَكُ جَهلاً بَعدَ سِتّينَ حِجَّةً ** تَذَكُّرُ أُمِّ الفَضلِ وَالرَأسِ شَيبُ)
(وَقيلُكَ هَل مَعروفُها راجِعٌ لَنا ** وَلَيسَ لِشَيءٍ قَد تَفاوَتَ مَطلَبُ)
(عَلى حينَ وَلّى الدَهرُ إِلّا أَقَلَّهُ ** وَكادَت بَقايا آخِرِ العَيشِ تَذهَبُ)
(فَإِن تُؤذِنينا بِالفِراقِ فَلَستُمُ ** بِأَوَّلِ مَن يَنأى وَمَن يَتَجَنَّبُ)
(وَكَم مِن حَبيبٍ قَد تَناسَيتُ وَصلَهُ ** يَكادُ فُؤادي إِثرَهُ يَتَلَهَّبُ)
(أَلَسنا بِمَحقوقينَ أَن نُجهِدَ السُرى ** وَأَن يُرقِصَ التالي لَنا وَهوَ مُتعَبُ)
(إِلى خَيرِ مَن تَحتَ السَماءِ أَمانَةً ** وَأَولاهُ بِالحَقِّ الَّذي لا يُكَذَّبُ)
(تُعارِضُ بِاللَيلِ النُجومَ رِكابُنا ** وَبِالشَمسِ حَتّى تَأفُلَ الشَمسُ تُذأَبُ)
(أُنيخَت وَما تَدري أَما في ظُهورِها ** مِنَ القَرحِ أَم ما في المَناسِمِ أَنقَبُ)
(حَلَفتُ بِأَيدي البُدنِ تَدمى نُحورُها ** نَهاراً وَما ضَمَّ الصِفاحُ وَكَبكَبُ)
(لَأُمٌّ أَتَتنا بِالوَليدِ خَليفَةً ** مِنَ الشَمسِ لَو كانَ اِبنُها البَدرُ أَنجَبُ)
(وَإِن شِئتَ مِن عَبسٍ بِكَ مِنهُمُ ** أَبٌ لَكَ طَلّابُ التُراثِ مَطالِبُ)
(وَمِن عَبدُ شَمسٍ أَنتَ سادِسُ سِتَّةٍ ** خِلائِفَ كانوا مِنهُمُ العَمُّ وَالأَبُ)
(هُداةً وَمَهدِيِّينَ عُثمانُ مِنهُمُ ** وَمَروانُ وَاِبنُ الأَبطَحَينِ المُطَيَّبُ)
(أَبوكَ الَّذي كانَت لُؤَيُّ بنُ غالِبٍ ** لَهُ مِن نَواصيها الصَريحُ المَهَذَّبُ)
(تَصَعَّدَ جَدٌّ بِالوَليدِ إِلى الَّتي ** أَرى كُلُّ جَدٍّ دونَها يَتَصَوَّبُ)
(أَرى الثَقَلَينِ الجِنَّ وَالإِنسَ أَصبَحا ** يَمُدّانِ أَعناقاً إِلَيكَ تَقَرَّبُ)
(وَما مِنهُما إِلّا يُرَجّي كَرامَةً ** بِكَفَّيكَ أَو يَخشى العِقابَ فَيَهرُبُ)
(وَما دونَ كَفَّيكَ اِنتِهاءٌ لِراغِبٍ ** وَلا لِمُناهُ مِن وَرائِكَ مَذهَبُ)













مصادر و المراجع :

١- ديوان الفرزدق

المؤلف: أبي فراس همّام بن غالب بن صعصعة ابن ناجية بن عقال بن محمد بن سفيان بن مجاشع بن دارم، ولقب بالفرزدق لجهامة وجهه وضخامته.

(38 هـ - 658 م) (110 هـ - 728 م)

شرحه وضبطه وقدّم له: الأستاذ علي فاعور

الناشر: دار الكتب العلمية

بيروت - لبنان

الطبعة: الأولى (1407 هـ - 1987 م)

تعليقات (0)

الأكثر قراءة

ستبدي لك الأيام ما كنت جاهلا … ويأتيك بالأخبار من لم تزوّد

المزید

فصبرا في مجال الموت صبرا … فما نيل الخلود بمستطاع

المزید

حننت إلى ريّا ونفسك باعدت … مزارك من ريّا وشعباكما معا

المزید

أفاطم مهلا بعض هذا التدلل … وإن كنت قد أزمعت صرمي فأجملي

المزید

إنّ أباها وأبا أباها … قد بلغا في المجد غايتاها

المزید