المنشورات

لقد هتك الطرماح ستره

البحر: طويل
قال يهجو الطرماح بن حكيم بن الحكم، وهو شاعر إسلامي فحل، ولد ونشأ في الشام، وانتقل إلى الكوفة، فكان معلمًا فيها. واعتقد مذهب "السراة" من الأزارقة. واتصل بخالد بن عبدالله القسري، فكان يكرمه ويستجيد شعره. وكان هجاءًا، معاصرًا للكميت صديقًا له، لا يكادان يفترقان.
(لَقَد هَتَكَ العَبدُ الطِرِمّاحُ سِترَهُ ** وَأَصلى بِنارٍ قَومَهُ فَتَصَلَّتِ)
(سَعيراً شَوَت مِنهُم وُجوهاً كَأَنَّها ** وُجوهُ خَنازيرٍ عَلى النارِ مُلَّتِ)
(فَما أَنجَبَت أُمَّ العَلافِيَّ طَيِّءٌ ** وَلَكِن عَجوزٌ أَخبَثَت وَأَقَلَّتِ)
(وَجَدنا قِلادَ اللُؤمِ حِلفاً لِطَيِّءٍ ** مُقارِنُها في حَيثُ باتَت وَظَلَّتِ)
(وَما مَنَعَتنا دارَها مِن قَبيلَةٍ ** إِذا ما تَميمٌ بِالسُيوفِ اِستَظَلَّتِ)
(بَني مُحصَناتٍ مِن تَميمٍ نَجيبَةٍ ** لِأَكرَمِ آباءِ مِنَ الناسِ أَدَّتِ)
(وَلَولا حِذارٌ أَن تُقَتَّلَ طَيِّءٌ ** لَما سَجَدَت لِلَّهِ يَوماً وَصَلَّتِ)
(نَصارى وَأَنباطٌ يُؤَدّونَ جِزيَةً ** سِراعاً بِها جَمزاً إِذا هي أُهِلَّتِ)
(سَقَتهُم زُعافَ السُمِّ حَتّى تَذَبذَبوا ** وَلاقَوا قَناتي صُلبَةً فَاِستَمَرَّتِ)
(تُعالِنُ بالسَوءاتِ نِسوانُ طَيِّءٍ ** وَأَخبَثُ أَسرارٍ إِذا هي أَسَرَّتِ)
(لَها جَبهَةٌ كَالفِهرِ يُندي إِطارُها ** إِذا وَرِمَت أَلغادُها وَاِشمَخَرَّتِ)
(أَتَذكُرُ شَأنَ الأَزدِ ما أَنتَ مِنهُمُ ** وَما لَقِيَت مِنّا عُمانُ وَذَلَّتِ)
(قَتَلناهُمُ حَتّى أَبَرنا شَريدَهُم ** وَقَد سُبِيَت نِسوانُهُم وَاِستُحِلَّتِ)
(نَسيتُم بِقِندابيلَ يَوماً مُذَكَّراً ** شَهيراً وَقَتلى الأَزدِ بِالقاعِ جُرَّتِ)
(حَمَلنا عَلى جُردِ البِغالِ رُؤوسَهُم ** إِلى الشامِ مِن أَقصى العِراقِ تَدَلَّتِ)
(وَكَم مِن رَئيسٍ قَد قَتَلناهُ راغِماً ** إِذا الحَربُ عَن روقٍ قَوارِحَ فُرَّتِ)
(بِمُعتَرَكٍ ضَنكٍ بِهِ قِصَدُ القَنا ** وَضَعنا بِهِ أَقدامَنا فَاِستَقَرَّتِ)
(تَرَكنا بِهِ عِندَ اللِقاءِ مَلاحِماً ** عَلَيهِم رَحانا بِالمَنايا اِستَحَرَّتِ)
(فَلَم يَبقَ إِلّا مَن يُؤَدّي زَكاتَهُ ** إِلَينا وَمُعطٍ جِزيَةٍ حينَ حَلَّتِ)
(وَلَو أَنَّ عُصفوراً يَمُدُّ جَناحَهُ ** عَلى طَيِّءٍ في دارِها لَاِستَظَلَّتِ)
(سَأَلتُ حَجيجَ المُسلِمينَ فَلَم أَجِد ** ذَبيحَةَ طائِيٍّ لِمَن حَجَّ حَلَّتِ)
(وَما بَرِأَت طائِيَّةٌ مِن خِتانِها ** وَلا وُجِدَت في مَسجِدِ الدينِ صَلَّتِ)











مصادر و المراجع :

١- ديوان الفرزدق

المؤلف: أبي فراس همّام بن غالب بن صعصعة ابن ناجية بن عقال بن محمد بن سفيان بن مجاشع بن دارم، ولقب بالفرزدق لجهامة وجهه وضخامته.

(38 هـ - 658 م) (110 هـ - 728 م)

شرحه وضبطه وقدّم له: الأستاذ علي فاعور

الناشر: دار الكتب العلمية

بيروت - لبنان

الطبعة: الأولى (1407 هـ - 1987 م)

تعليقات (0)

الأكثر قراءة

ستبدي لك الأيام ما كنت جاهلا … ويأتيك بالأخبار من لم تزوّد

المزید

فصبرا في مجال الموت صبرا … فما نيل الخلود بمستطاع

المزید

حننت إلى ريّا ونفسك باعدت … مزارك من ريّا وشعباكما معا

المزید

أفاطم مهلا بعض هذا التدلل … وإن كنت قد أزمعت صرمي فأجملي

المزید

إنّ أباها وأبا أباها … قد بلغا في المجد غايتاها

المزید