المنشورات

حبك أغشاني بلادًا

البحر: طويل
قال لما قام سليمان ولم يكن أتى خليفة قبله
(لَوى اِبنُ أَبي الرَقراقِ عَينَيهِ بَعدَما ** دَنا مِن أَعالي إيلِياءَ وَغَوَّرا)
(رَجا أَن يَرى ما أَهلُهُ يُبصِرونَهُ ** سُهَيلاً فَقَد واراهُ أَجبالُ أَعفَرا)
(فَكُنّا نَرى النَجمَ اليَمانِيَّ عِندَنا ** سُهَيلاً فَحالَت دونَهُ أَرضُ حِميَرا)
(وَكُنّا بِهِ مُستَأنِسينَ كَأَنَّهُ ** أَخٌ أَو خَليطٌ عَن خَليطٍ تَغَيَّرا)
(بَكى أَن تَغَنَّت فَوقَ ساقٍ حَمامَةٌ ** شَآمِيَّةٌ هاجَت لَهُ فَتَذَكَّرا)
(وَأَضحى الغَواني لا يُرِدنَ وِصالَهُ ** وَبَينا تَرى ظِلَّ الغِيايَةِ أَدبَرا)
(مَخابِئَ حُبٍّ مِن حُمَيدَةَ لَم يَزَل ** بِهِ سَقَمٌ مِن حُبِّها إِذ تَأَزَّرا)
(فَلَو كانَ لي بِالشَأمِ مِثلُ الَّذي جَبَت ** ثَقيفٌ بِأَمصارِ العِراقِ وَأَكثَرا)
(فَقيلَ أَتِهِ لَم أَتِهِ الدَهرَ ما دَعا ** حَمامٌ عَلى ساقٍ هَديلاً فَقَرقَرا)
(تَرَكتُ بَني حَربٍ وَكانوا أئٍمَّةً ** وَمَروانَ لا آتيهِ وَالمُتَخَيَّرا)
(أَباكَ وَقَد كانَ الوَليدُ أَرادَني ** لِيَفعَلَ خَيراً أَو لِيُؤمِنَ أَوجَرا)
(فَما كُنتُ عَن نَفسي لِأَرحَلَ طائِعاً ** إِلى الشَأمِ حَتّى كُنتَ أَنتَ المُؤَمَّرا)
(فَلَمّا أَتاني أَنَّها ثَبَتَت لَهُ ** بِأَوتادِ قَرمٍ مِن أُمَيَّةَ أَزهَرا)
(نَهَضتُ بِأَكنافِ الجَناحَينِ نَهضَةً ** إِلى خَيرِ أَهلِ الأَرضِ فِرعاً وَعُنصُرا)
(فَحُبُّكَ أَغشاني بِلاداً بَغيضَةً ** إِلَيَّ وَرومِيّاً بِعَمّانَ أَقشَرا)
(فَلَو كُنتُ ذا نَفسَينِ إِن حَلَّ مُقبِلاً ** بِإِحداهِما مِن دونِكَ المَوتُ أَحمَرا)
(حَيَيتُ بِأُخرى بَعدَها إِذ تَجَرَّمَت ** مَداها عَسَت نَفسي بِها أَن تُعَمَّرا)
(إِذاً لَتَغالَت بِالفَلاةِ رِكابُنا ** إِلَيكَ بِنا يَخدينَ مَشياً عَشَترَرا)












مصادر و المراجع :

١- ديوان الفرزدق

المؤلف: أبي فراس همّام بن غالب بن صعصعة ابن ناجية بن عقال بن محمد بن سفيان بن مجاشع بن دارم، ولقب بالفرزدق لجهامة وجهه وضخامته.

(38 هـ - 658 م) (110 هـ - 728 م)

شرحه وضبطه وقدّم له: الأستاذ علي فاعور

الناشر: دار الكتب العلمية

بيروت - لبنان

الطبعة: الأولى (1407 هـ - 1987 م)

تعليقات (0)

الأكثر قراءة

ستبدي لك الأيام ما كنت جاهلا … ويأتيك بالأخبار من لم تزوّد

المزید

فصبرا في مجال الموت صبرا … فما نيل الخلود بمستطاع

المزید

حننت إلى ريّا ونفسك باعدت … مزارك من ريّا وشعباكما معا

المزید

أفاطم مهلا بعض هذا التدلل … وإن كنت قد أزمعت صرمي فأجملي

المزید

إنّ أباها وأبا أباها … قد بلغا في المجد غايتاها

المزید