المنشورات

ليبك وكيعًا

البحر: طويل
لما مات وكيع بن أبي سود العداني منع عدي بن أرطاة الفزاري، وكان والي البصرة، أن يناح عليه، فوضع نعشه، وقالوا لا يحمل حتى يجيء الفرزدق، فجاء وعليه قميص أسود مشقوق، والناس يترحمون عليه، ويذكرون الله، فأخذ قائمة السرير ثم نهض به ثم أنشأ يقول:
(لِيَبكِ وَكيعاً خَيلُ حَربٍ مُغيرَةٌ ** تَساقى المَنايا بِالرُدَينِيَّةِ السُمرِ)
(لَقوا مِثلَهُم فَاِستَهزَموهُم بِدَعوَةٍ ** دَعوها وَكيعاً وَالجِيادُ بِهِم تَجري)
(وَبَينَ الَّذي نادى وَكيعاً وَبَينَهُم ** مَسيرَةُ شَهرٍ لِلمُقَصَّصَةِ البُترِ)
(وَكَم هَدَّتِ الأَيّامُ مِن جَبَلٍ لَنا ** وَسابِغَةٍ زَغفٍ وَأَبيَضَ ذي أَثرِ)
(وَإِنّا عَلى أَمثالِهِ مِن جِبالِنا ** لَأَبقى مَعَدٍّ لِلنَوائِبِ وَالدَهرِ)
(وَما كانَ كَالمَوتى وَكيعٌ فَيَمنَعوا ** نَوائِحَ لا رَثَّ السِلاحِ وَلا غَمرِ)
(فَإِنَّ الَّذي نادى وَكيعاً فَنالَهُ ** تَناوَلَ صِدّيقَ النَبِيِّ أَبا بَكرِ)
(فَماتَ وَلَم يُؤثَر وَما مِن قَبيلَةٍ ** مِنَ الناسِ إِلّا قَد أَباتَ عَلى وِترِ)
(فَلَو أَنَّ مَيتاً لا يَموتُ لِعِزِّهِ ** عَلى قَومِهِ ما ماتَ صاحِبُ ذا القَبرِ)
(أُصيبَت بِهِ عَمروٌ وَسَعدٌ وَمالِكٌ ** وَضَبَّةُ عُمّوا بِالعَظيمِ مِنَ الأَمرِ)











مصادر و المراجع :

١- ديوان الفرزدق

المؤلف: أبي فراس همّام بن غالب بن صعصعة ابن ناجية بن عقال بن محمد بن سفيان بن مجاشع بن دارم، ولقب بالفرزدق لجهامة وجهه وضخامته.

(38 هـ - 658 م) (110 هـ - 728 م)

شرحه وضبطه وقدّم له: الأستاذ علي فاعور

الناشر: دار الكتب العلمية

بيروت - لبنان

الطبعة: الأولى (1407 هـ - 1987 م)

تعليقات (0)

الأكثر قراءة

ستبدي لك الأيام ما كنت جاهلا … ويأتيك بالأخبار من لم تزوّد

المزید

فصبرا في مجال الموت صبرا … فما نيل الخلود بمستطاع

المزید

حننت إلى ريّا ونفسك باعدت … مزارك من ريّا وشعباكما معا

المزید

أفاطم مهلا بعض هذا التدلل … وإن كنت قد أزمعت صرمي فأجملي

المزید

إنّ أباها وأبا أباها … قد بلغا في المجد غايتاها

المزید