المنشورات

ورثنا كتاب الله

البحر: طويل
قال يفتخر بقومه:
(لَنا عَدَدٌ يُربي عَلى عَدَدُ الحَصى ** وَيُضعِفُ أَضعافاً كَثيراً عَذيرُها)
(وَما حُمِّلَت أَضغانُنا مِن قَبيلَةٍ ** فَتَحمِلَ ما يُلقى عَلَيها ظُهورُها)
(إِذا ما اِلتَقى الأَحياءُ ثُمَّ تَفاخَروا ** تَقاصَرَ عِندَ الحَنظَلِيَّ فُخورُها)
(وَإِن عُدَّتِ الأَحسابُ يَوماً وَجَدتَها ** يَصيرُ إِلى حَيَّي تَميمٍ مَصيرُها)
(وَإِن نَفَرَ الأَحياءُ يَومَ عَظيمَةٍ ** تَحاقَرَ في حَيَّي تَميمٍ نُفورُها)
(نَمَتني قُرومٌ مِن تَميمٍ وَخِلتُها ** إِلَيها تَناهى مَجدُ أُدٍّ وَخَيرُها)
(تَميمٌ هُمُ قَومي فَلا تَعدِلَنَّهُم ** بِحَيٍّ إِذا اِعتَزَّ الأُمورَ كَبيرُها)
(هُمُ مَعقِلُ العِزِّ الَّذي يُتَّقى بِهِ ** ضِراسُ العِدى وَالحَربُ تَغلي قُدورُها)
(وَلَو ضَمِنَت حَرباً لِخِندِفَ أُسرَةٌ ** عَبَأنا لَها مِن خِندِفٍ مَن يُبيرُها)
(فَما تُقبِلُ الأَحياءُ مِن حُبِّ خِندِفٍ ** وَلَكِنَّ أَطرافَ العَوالي تَصورُها)
(بِحَقّي أُضيمُ العالِمينَ بِخِندِفٍ ** وَقَد قَهَرَ الأَحياءَ مِنّا قَهورُها)
(مُلوكٌ تَسوسُ المُسلِمينَ وَغَيرَهُم ** إِذا أَنكَرَت كانَت شَديداً نَكيرُها)
(وَرِثنا كِتابَ اللَهِ وَالكَعبَةَ الَّتي ** بِمَكَّةَ مَحجوباً عَلَيها سُتورُها)
(وَأَفضَلُ مَن يَمشي عَلى الأَرضِ حَيُّنا ** وَما ضَمِنَت في الذاهِبينَ قُبورُها)
(لَنا دونَ مِن تَحتَ السَماءِ عَلَيهِمُ ** مِنَ الناسِ طُرّاً شَمسُها وَبُدورُها)
(أَخَذنا بِآفاقِ السَماءِ عَلَيهِمُ ** لَنا بَرُّها مِن دونِهِم وَبُحورُها)
(وَلَو أَنَّ أَرضَ المُسلِمينَ يَحوطُها ** سِوانا مِنَ الأَحياءِ ضاعَت ثُغورُها)
(لَنا الجِنُّ قَد دانَت وَكُلُّ قَبيلَةٍ ** يَدينُ مُصَلّوها لَنا وَكَفورُها)
(وَفي أَسَدٍ عادِيُّ عِزٍّ وَفيهِمُ ** رَوافِدُ مَعروفٍ غَزيرٍ غَزيرُها)
(هُمُ عَمَّموا حُجراً وَكِندَةَ حَولَهُ ** عَمائِمَ لا تَخفى مِنَ المَوتِ نيرُها)
(وَنَحنُ ضَرَبنا الناسَ حَتّى كَأَنَّهُم ** خَراريبُ صَيفٍ صَعصَعَتها صُقورُها)
(بِمُرهَفَةٍ يُذري السَواعِدَ وَقعَها ** وَيَفلِقُ هامَ الدارِعينَ ذُكورُها)
(وَنَحنُ أَزَلنا أَهلَ نَجرانَ بَعدَما ** أَدارَ عَلى بَكرٍ رَحانا مُديرُها)
(وَنَحنُ رَبيعُ الناسِ في كُلِّ لَزبَةٍ ** مِنَ الدَهرِ لا يَمشي بِمُخٍّ بَعيرُها)
(إِذا أَضحَتِ الآفاقُ مِن كُلِّ جانِبٍ ** عَلَيها قَتامُ المَحلِ بادٍ بُسورُها)
(وَشُبَّ وَقودُ الشَعرَيَينِ وَحارَدَت ** جِلادُ لِقاحِ المُمحِلينَ وَخورُها)
(وَراحَ قَريعُ الشَولِ مُحدَودَبَ القَرا ** سَريعاً وَراحَت وَهيَ حُدبٌ ظُهورُها)
(يُبادِرُها كِنَّ الكَنيفِ إِمامُها ** كَما حَثَّ رَكضاً بِالسَرايا مُغيرُها)
(هُنالِكَ تَقري المُعتَفينَ قُدورُنا ** إِذا الشَولُ أَعيا الحالِبينَ دُرورُها)
(وَنَعرِفُ حَقَّ المَشرِفِيَّةِ كُلَّما ** أَطارَ جُناةَ الحَربِ يَوماً مُطيرُها)













مصادر و المراجع :

١- ديوان الفرزدق

المؤلف: أبي فراس همّام بن غالب بن صعصعة ابن ناجية بن عقال بن محمد بن سفيان بن مجاشع بن دارم، ولقب بالفرزدق لجهامة وجهه وضخامته.

(38 هـ - 658 م) (110 هـ - 728 م)

شرحه وضبطه وقدّم له: الأستاذ علي فاعور

الناشر: دار الكتب العلمية

بيروت - لبنان

الطبعة: الأولى (1407 هـ - 1987 م)

تعليقات (0)

الأكثر قراءة

ستبدي لك الأيام ما كنت جاهلا … ويأتيك بالأخبار من لم تزوّد

المزید

فصبرا في مجال الموت صبرا … فما نيل الخلود بمستطاع

المزید

حننت إلى ريّا ونفسك باعدت … مزارك من ريّا وشعباكما معا

المزید

أفاطم مهلا بعض هذا التدلل … وإن كنت قد أزمعت صرمي فأجملي

المزید

إنّ أباها وأبا أباها … قد بلغا في المجد غايتاها

المزید