المنشورات

أنت سيف وغيث

البحر: بسيط
يمدح بشر بن مروان
(يا عَجَباً لِلعَذارى يَومَ مَعقُلَةٍ ** عَيَّرنَني تَحتَ ظِلِّ السِدرَةِ الكِبَرا)
(فَظَلَّ دَمعِيَ مَمّا بانَ لي سَرِباً ** عَلى الشَبابِ إِذا كَفكَفتُهُ اِنحَدَرا)
(فَإِن تَكُن لِمَّتي أَمسَت قَدِ اِنطَلَقَت ** فَقَد أَصيدُ بِها الغِزلانَ وَالبَقَرا)
(هَل يُشتَمَنَّ كَبيرُ السِنِّ أَن ذَرَفَت ** عَيناهُ أَم هُوَ مَعذورٌ إِنِ اِعتَذَرا)
(يا بِشرُ إِنَّكَ سَيفُ اللَهِ صيلَ بِهِ ** عَلى العَدُوِّ وَغَيثٌ يُنبِتُ الشَجَرا)
(مَن مِثلُ بِشرٍ لِحَربٍ غَيرِ خامِدَةٍ ** إِذا تَسَربَلَ بِالماذِيِّ وَاِتَّزَرا)
(العاصِبِ الحَربَ حَتّى تَستَقيدَ لَهُ ** بِالمَشرِفِيَّةِ وَالعافي إِذا قَدَرا)
(سَيفٌ يَصولُ أَميرُ المُؤمِنينَ بِهِ ** وَقَد أَعَزَّ بِهِ الرَحمَنُ مَن نَصَرا)
(كَمُخدِرٍ مِن لُيوثِ الغيلِ ذي لِبَدٍ ** ضِرغامَةٍ يَحطِمُ الهاماتِ وَالقَصَرا)
(تَرى الأُسودَ لَهُ خُرساً ضَراغِمُها ** يَسجُدنَ مِن فَرَقٍ مِنهُ إِذا زَأَرا)
(مُستَأنِسٍ بِلِقاءِ الناسِ مُغتَصِبٍ ** لِلأَلفِ يَأخُذُ مِنهُ المِقنَبُ الخَمَرا)
(كَأَنَّما يَنضَحُ العَطّارُ كَلكَلَهُ ** وَساعِدَيهِ بِوَرسٍ يَخضِبُ الشَعَرا)
(وَما فَرِحتُ بِبُرءٍ مِن ضَنى مَرَضٍ ** كَفَرحَةٍ يَومَ قالوا أَخبَرَ الخَبَرا)
(أَلفَتحُ عِكرِمَةُ البَكرِيُّ خَبَّرَنا ** أَنَّ الرَبيعَ أَبا مَروانَ قَد حَضَرا)
(فَقُلتُ لِلنَفسِ هَذي مُنيَةٌ صَدَقَت ** وَقَد يُوافِقُ بَعضُ المُنيَةِ القَدَرا)
(كُنّا أُناسٌ بِنا اللَأواءُ فَاِنفَرَجَت ** عَن مِثلِ مَروانَ بِالمِصرَينِ أَو عُمَرا)
(مُشَمِّرٌ يَستَضيءُ المُظلِمونَ بِهِ ** يَنكي العَدُوَّ وَنَستَسقي بِهِ المَطَرا)
(ما النيلُ يَضرِبُ بِالعِبرَينِ دارِئَهُ ** وَلا الفُراتُ إِذا آذِيُّهُ زَخَرا)
(يَعلو أَعالِيَ عاناتٍ بِمُلتَطِمٍ ** يُلقي عَلى سورِها الزَيتونَ وَالعُشَرا)
(تَرى الصَرارِيَّ وَالأَمواجُ تَلطِمُهُ ** لَو يَستَطيعُ إِلى بَرِّيَّةٍ عَبَرا)
(إِذا عَلَتهُ ظِلالُ المَوجِ وَاِعتَرَكَت ** بِواسِقاتٍ تَرى في مائِها كَدَرا)
(بِمُستَطيعٍ نَدى بِشرٍ عُبابُهُما ** وَلَو أَعانَهُما الزابُ إِذا اِنحَدَرا)
(لَهُ يَدٌ يَغلِبُ المُعطينَ نائِلُها ** إِذا تَرَوَّحَ لِلمَعروفِ أَو بَكَرا)
(تَغدو الرِياحُ فَتُمسي وَهيَ فاتِرَةٌ ** وَأَنتَ ذو نائِلٍ يُمسي وَما فَتَرا)
(تَرى الرِجالَ لِبِشرٍ وَهيَ خاشِعَةٌ ** تَخاشُعَ الطَيرِ لِلبازِي إِذا اِنكَدَرا)
(مِن فَوقِ مُرتَقِبٍ باتَت شَآمِيَةٌ ** تَلُفُّهُ وَسَماءٌ تَنضَحُ الدِرَرا)
(حَتّى غَدا لَحِماً مِن فَوقِ رابِيَةٍ ** في لَيلَةٍ كَفَّتِ الأَظفارَ وَالبَصَرا)
(إِذا رَأَتهُ عِتاقُ الطَيرِ أَو سَمِعَت ** مِنهُ هَوِيّاً تَشَظَّت تَبتَغي الوَزَرا)
(أَصبَحَ بَعدَ اِختِلافِ الناسِ بَينَهُمُ ** بِآلِ مَروانَ دينُ اللَهِ قَد ظَهَرا)
(مِنهُم مَساعِرَةُ الشَهباءِ إِذ خَمَدَت ** وَالمُصطَلوها إِذا مَشبوبُها اِستَعَرا)
(خَليفَةُ اللَهِ مِنهُم في رَعِيَّتِهِ ** يَهدي بِهِ اللَهُ بَعدَ الفِتنَةِ البَشَرا)
(بِهِ جَلا الفِتنَةَ العَمياءَ فَاِنكَشَفَت ** كَما جَلا الصُبحُ عَنهُ اللَيلَ فَاِنسَفَرا)
(لَو أَنَّني كُنتُ ذا نَفسَينِ إِن هَلَكَت ** إِحداهُما كانَتِ الأُخرى لِمَن غَبَرا)
(إِذاً لَجِئتُ عَلى ما كانَ مِن وَجَلٍ ** وَما وَجَدتُ حِذاراً يَغلِبُ القَدَرا)
(كُلُّ اِمرِئٍ آمِنٌ لِلخَوفِ أَمَّنَهُ ** بِشرُ بنُ مَروانَ وَالمَذعورُ مَن ذَعَرا)
(فَرعٌ تَفَرَّعَ في الأَعياصِ مَنصِبُهُ ** وَالعامِرَينِ لَهُ العِرنينُ مِن مُضَرا)
(مُعتَصِبٌ بِرِداءِ المُلكِ يَتبَعُهُ ** مَوجٌ تَرى فَوقَهُ الراياتِ وَالقَتَرا)
(مِن كُلِّ سَلهَبَةٍ تَدمى دَوابِرُها ** مِنَ الوَجا وَفُحولٍ تَنفُضُ العُذَرا)
(وَالخَيلُ تُلقي عِتاقَ السَخلِ مُعجَلَةً ** لَأياً تُبينُ بِها التَحجيلَ وَالغُرَرا)
(حُوّاً تُمَزِّقُ عَنها الطَيرُ أَردِيَةً ** كَغِرقِىءِ البَيضِ كَنَّت تَحتَها الشَعَرا)
(شَقائِقاً مِن جِيادٍ غَيرِ مُقرِفَةٍ ** كَما شَقَقتُ مِنَ العُرضِيَّةِ الطُرَرا)
(يُزَيِّنُ الأَرضَ بِشراً أَن يَسيرَ بِها ** وَلا يَشُدُّ إِلَيهِ المُجرِمُ النَظَرا)












مصادر و المراجع :

١- ديوان الفرزدق

المؤلف: أبي فراس همّام بن غالب بن صعصعة ابن ناجية بن عقال بن محمد بن سفيان بن مجاشع بن دارم، ولقب بالفرزدق لجهامة وجهه وضخامته.

(38 هـ - 658 م) (110 هـ - 728 م)

شرحه وضبطه وقدّم له: الأستاذ علي فاعور

الناشر: دار الكتب العلمية

بيروت - لبنان

الطبعة: الأولى (1407 هـ - 1987 م)

تعليقات (0)

الأكثر قراءة

ستبدي لك الأيام ما كنت جاهلا … ويأتيك بالأخبار من لم تزوّد

المزید

فصبرا في مجال الموت صبرا … فما نيل الخلود بمستطاع

المزید

حننت إلى ريّا ونفسك باعدت … مزارك من ريّا وشعباكما معا

المزید

أفاطم مهلا بعض هذا التدلل … وإن كنت قد أزمعت صرمي فأجملي

المزید

إنّ أباها وأبا أباها … قد بلغا في المجد غايتاها

المزید