المنشورات

رماكم بميمون النقيبة

البحر: طويل
يهجو عبدالرحمن بن محمد بن معدي كرب الكندي ويشيد بحكمة الحجاج بن يوسف وشجاعته.
(لَبِئسَت هَدايا القافِلينَ أَتَيتُمُ ** بِها أَهلَكُم يا شَرَّ جَيشَينِ عُنصُرا)
(رَجَعتُم عَلَيهِم بِالهَوانِ فَأَصبَحوا ** عَلى ظَهرِ عُريانِ السَلائِقِ رَدبَرا)
(وَقَد كانَ شيمَ السَيفُ بَعدَ اِستِلالِهِ ** عَلَيهِم وَناءَ الغَيثُ فيهِم فَأَمطَرا)
(رَدَدتُم عَلَينا الخَيلَ وَالتُركَ عِندَكُم ** تَحَدّى طِعاناً بِالأَسِنَّةِ أَحمَرا)
(إِلى مَحِكٍ في الحَربِ يَأبى إِذا اِلتَقَت ** أَسِنَّتُها بِالمَوتِ حَتّى يُخَيَّرا)
(إِذا عَجَمَتهُ الحَربُ يَوماً أَمَرَّها ** عَلى قُتُرٍ مِنها عَنِ اللينِ أَعسَرا)
(وَلَمّا رَأى اللَهُ الَّذي قَد صَنَعتُمُ ** وَأَنَّ اِبنَ سَيبُختَ اِعتَدى وَتَجَبَّرا)
(وَقارَعتُمُ في الحَقِّ مَن كانَ أَهلُهُ ** بِباطِلِ سَيبُختَ الضَلالِ وَذَكَّرا)
(رَماكُم بِمَيمونِ النَقيبَةِ حازِمٍ ** إِذا لَم يُقَم بِالحَقِّ لِلَّهِ نَكَّرا)
(أَبِيَّ المُنى لَم تَنتَقِض مُرَّةٌ بِهِ ** وَلَكِن إِذا ما أَورَدَ الأَمرَ أَصدَرا)
(أَخا غَمَراتٍ يَجعَلَ اللَهُ كَعبَهُ ** هُوَ الظَفِرُ الأَعلى إِذا البَأسُ أَصحَرا)
(مُعانٌ عَلى حَقٍّ وَطالِبُ بَيعَةٍ ** لِأَفضَلِ أَحياءَ العَشيرَةِ مَعشَرا)
(لِآلِ أَبي العاصي تُراثُ مَشورَةٍ ** لِسُلطانِهِم في الحَقِّ أَلّا يُغَيَّرا)
(عَجِبتُ لِنَوكى مِن نِزارٍ وَحينِهِم ** رَبيعَةَ وَالأَحزابِ مِمَّن تَمَضَّرا)
(وَمِن حَينِ قَحطاني سَجَستانِ أَصبَحوا ** عَلى سَيِّئٍ مِن دينِهِم قَد تَغَيَّرا)
(وَهُم مائَتا أَلفٍ وَلا عَقلَ فيهِمِ ** وَلا رَأيَ مِن ذي حيلَةٍ لَو تَفَكَّرا)
(يَسوقونَ حَوّاكاً لِيَستَفتِحوا بِهِ ** عَلى أَولِياءِ اللَهِ مِمَّن تَخَيَّرا)
(عَلى عُصبَةٍ عُثمانُ مِنهُم وَمِنهُمُ ** إِمامٌ جَلا عَنّا الظَلامَ فَأَسفَرا)
(خَليقَةُ مَروانَ الَّذي اِختارَهُ لَنا ** بِعِلمٍ عَلَينا مَن أَماتَ وَأَنشَرا)
(بِهِ عَمَرَ اللَهُ المَساجِدَ وَاِنتَهى ** عَنِ الناسِ شَيطانُ النِفاقِ فَأَقصَرا)
(وَلَو زَحَفوا بِاِبنَي شَمامٍ كِلَيهِما ** وَبِالشُمِّ مِن سَلمى إِلى سَروِ حِميَرا)
(عَلى دينِهِم وَالهِندُ تُزجى فُيولُهُم ** وَبِالرومِ في أَفدانِها رومِ قَيصَرا)
(إِلى بَيعَةِ اللَهِ الَّذي اِختارَ عَبدَهُ ** لَها اِبنَ أَبي العاصي الإِمامَ المُؤَمَّرا)
(لَفَضَّ الَّذي أَعطى النُبُوَّةَ كَيدَهُم ** بِأَكيَدَ مِمّا كايَدوهُ وَأَقدَروا)
(أَتاني بِذي بَهدى أَحاديثُ راكِبٍ ** بِها ضاقَ مِنها صَدرُهُ حينَ خَبَّرا)
(وَقائِعُ لِلحَجّاجِ تَرمي نِساؤُها ** بِأَولادِ ما قَد كانَ مِنهُنَّ مُضمَرا)
(فَقُلتُ فِدىً أُمّي لَهُ حينَ صاوَلَت ** بِهِ الحَربُ نابَي رَأسِها حينَ شَمَّرا)
(سَقى قائِدَيها السُمَّ حَتّى تَخاذَلوا ** عَلَيها وَأَروى الزاعِبِيَّ المُؤَمَّرا)
(سَقى اِبنَ رِزامٍ طَعنَةً فَوَّزَت بِهِ ** وَمَحروشَهُم مَأمومَةً فَتَقَطَّرا)
(وَأَفلَتَ رَوّاضُ البِغالِ وَلَم تَدَع ** لَهُ الخَيلِ مِن إِخراجِ زَوجَيهِ مَعشَرا)
(وَأَفلَتَ دَجّالُ النِفاقِ وَما نَجا ** عَطِيَّةُ إِلّا أَنَّهُ كانَ أَمهَرا)
(مِنَ الضِفدَعِ الجاري عَلى كُلِّ لُجَّةٍ ** خَفيفاً إِذا لاقى الأَواذِيَّ أَبتَرا)
(وَراحَ الرِياحِيّانِ إِذ شَرَعَ القَنا ** مُطَيرٌ وَبَرّادٌ فِراراً عَذَوَّرا)
(وَلَو لَقِيا الحَجّاجَ في الخَيلِ لاقَيا ** حِسابَ يَهودِيَّينِ مِن أَهلِ كَسكَرا)
(وَلَو لَقِيَ الخَيلَ اِبنُ سَعدٍ لَقَنَّعوا ** عِمامَتَهُ المَيلاءَ عَضباً مُذَكَّرا)
(وَلَو قَدَّمَ الخَيلَ اِبنُ موسى أَمامَهُ ** لَماتَ وَلَكِنَّ اِبنَ موسى تَأَخَّرا)
(رَأى طَبَقاً لا يَنقُضونَ عُهودَهُم ** لَهُم قائِدٌ قُدّامَهُم غَيرُ أَعوَرا)
(وَهِميانُ لَو لَم يَقطَعَ البَحرَ هارِباً ** أَثارَت عُجاجَن حَولَهُ الخَيلَ عِثيَرا)
(وَزَهرانُ أَلقى في دُجَيلٍ بِنَفسِهِ ** مُنافِقُها إِذ لَم يَجِد مُتَعَبَّرا)
(وَما تَرَكَت رَأساً لِبَكرِ بنِ وائِلٍ ** وَلا لِلُكَيزِيَّينَ إِلّا مُكَوَّرا)
(وَأَفلَتَ حَوّاكُ اليَمانينَ بَعدَما ** رَأى الخَيلَ تَردي مِن كُميتٍ وَأَشقَرا)
(وَدِدتُ بِحِنّاباءَ إِذ أَنتَ موكِفٌ ** حِمارَكَ مَحلوقٌ تَسوقُ بِعَفزَرا)
(تُؤامِرُها في الهِندِ أَن تُلحَقا بِهِم ** وَبِالصينِ صينِ اِستانَ أَو تُركَ بَغبَرا)
(رَأَيتُ اِبنَ أَيّوبٍ قَدِ اِستَرعَفَت بِهِ ** لَكَ الخَيلُ مِن خَمسينَ أَلفاً وَأَكثَرا)
(عَلى صاعِدٍ أَو مِثلِهِ مِن رِباطِهِ ** إِذا دارَكَ الرَكضَ المُغيرونَ صَدَّرا)
(يُبادِرُكَ الخَيلَ الَّتي مِن أَمامِهِ ** لِيَشفِيَ مِنكَ المُؤمِنينَ وَيَثأَرا)
(مَحارِمَ لِلإِسلامِ كُنتَ اِنتَهَكتَها ** وَمَعصِيَةً كانَت مِنَ القَتلِ أَكبَرا)
(دَعَوا وَدَعا الحَجّاجُ وَالخَيلُ بَينَها ** مَدى النيلِ في سامي العُجاجَةِ أَكدَرا)
(إِلى باعِثِ المَوتى لِيُنزِلَ نَصرَهُ ** فَأَنزَلَ لِلحَجّاجِ نَصراً مُؤَزَّرا)
(مَلائِكَةً مَن يَجعَلِ اللَهُ نَصرَهُم ** لَهُ يَكُ أَعلى في القِتالِ وَأَصبَرا)
(رَأَوا جِبرِئيلَ فيهِمُ إِذ لَقوهُمُ ** وَأَمثالَهُ مِن ذي جَناحَينِ أَظهَرا)
(فَلَمّا رَأى أَهلُ النِفاقِ سِلاحَهُم ** وَسَيماهُمُ كانوا نَعاماً مُنَفَّرا)
(كَأَنَّ صَفيحَ الهِندِ فَوقَ رُؤوسِهِم ** مَصابيحُ لَيلٍ لا يُبالينَ مِغفَرا)
(بِأَيدي رِجالٍ يَمنَعُ اللَهُ دينَهُم ** بِأَصدَقِ مِن أَهلِ العِراقِ وَأَصبَرا)
(كَأَنَّ عَلى دَيرِ الجَماجِمِ مِنهُمُ ** حَصائِدَ أَو أَعجازَ نَخلٍ تَقَعَّرا)
(تَعَرَّفُ هَمدانِيَّةٌ سَبَئيَّةٌ ** وَتُكرِهُ عَينَيها عَلى ما تَنَكَّرا)
(رَأَتهُ مَعَ القَتلى وَغَيَّرَ بَعلَها ** عَلَيها تُرابٌ في دَمٍ قَد تَعَفَّرا)
(أَراحوهُ مِن رَأسٍ وَعَينَينِ كانَتا ** بَعيدَينِ طَرفاً بِالخِيانَةِ أَحزَرا)
(مِنَ الناكِثينَ العَهدَ مِن سَبَئيَّةٍ ** وَإِمّا زُبَيرِيٍّ مِنَ الذِئبِ أَغدَرا)
(وَبِالخَندَقِ البَصرِيِّ قَتلى تَخالُها ** عَلى جانِبِ الفَيضِ الهَدِيَّ المُنَحَّرا)
(لَقيتُم مَعَ الحَجّاجِ قَوماً أَعِزَّةً ** غِلاظاً عَلى مَن كانَ في الدينِ أَجوَرا)
(بِهِم يَومَ بَدرٍ أَيَّدَ اللَهُ نَصرَهُ ** وَسَوّى مِنَ القَتلى الرَكِيَّ المُعَوَّرا)
(جُنوداً دَعا الحَجّاجُ حينَ أَعانَهُ ** بِهِم إِذ دَعا رَبَّ العِبادِ لِيَنصُرا)
(بِشَهباءَ لَم تُشرَب نِفاقاً قُلوبُهُم ** شَآمِيَّةٍ تَتلو الكِتابَ المُنَشَّرا)
(بِسُفيانَ وَالمُستَبصِرينَ كَأَنَّهُم ** جِمالٌ طَلاها بِالكُحَيلِ وَقَيَّرا)
(لَو أَنَّهُم إِذ نافَقوا كانَ مِنهُمُ ** يَهودِيُّهُم كانوا بِذَلِكَ أَعذَرا)
(وَلَكِنَّما اِقتادوا بِحَوّاكِ قَريَةٍ ** لَئيمٍ كَهامٍ أَنفُهُ قَد تَقَشَّرا)
(مُحَرَّقَةٌ لِلغَزلِ أَظفارُ كَفِّهِ ** لِتَدقيقِهِ ذا الطُرَّتَينِ المُحَبَّرا)
(عَشِيَّةَ يُلقونَ الدُروعَ كَأَنَّهُم ** جَرادٌ أَطارَتهُ الدَبورُ فَطَيَّرا)
(وَهُم قَد يَرَونَ المَوتَ مِن بَينِ مُقعَصٍ ** وَمِن وائِبٍ في حَومَةِ المَوتِ أَكدَرا)
(رَأَوا أَنَّهُ مَن فَرَّ مِن زَحفِ مِثلِهِم ** يَكُن حَطَباً لِلنارِ فيمَن تَكَبَّرا)










مصادر و المراجع :

١- ديوان الفرزدق

المؤلف: أبي فراس همّام بن غالب بن صعصعة ابن ناجية بن عقال بن محمد بن سفيان بن مجاشع بن دارم، ولقب بالفرزدق لجهامة وجهه وضخامته.

(38 هـ - 658 م) (110 هـ - 728 م)

شرحه وضبطه وقدّم له: الأستاذ علي فاعور

الناشر: دار الكتب العلمية

بيروت - لبنان

الطبعة: الأولى (1407 هـ - 1987 م)

تعليقات (0)

الأكثر قراءة

ستبدي لك الأيام ما كنت جاهلا … ويأتيك بالأخبار من لم تزوّد

المزید

فصبرا في مجال الموت صبرا … فما نيل الخلود بمستطاع

المزید

حننت إلى ريّا ونفسك باعدت … مزارك من ريّا وشعباكما معا

المزید

أفاطم مهلا بعض هذا التدلل … وإن كنت قد أزمعت صرمي فأجملي

المزید

إنّ أباها وأبا أباها … قد بلغا في المجد غايتاها

المزید