المنشورات

أحق الناس بالعدل والتقى

البحر: طويل
يمدح أيوب بن سليمان بن عبدالملك
(أَتَصرِفُ عَن لَيلى بِنا أَم تَزورُها ** وَما صُرمُ لَيلى بَعدَ ما ماتَ زيرُها)
(فَإِن يَكُ واراهُ التُرابُ فَرُبَّما ** تَجَرَّعَ مِنّي غَصَّةً لا يُحيرُها)
(أَلا لِيَلُم مَن ضَنَّ بِالمالِ نَفسَهُ ** إِذا ضِبرِمٌ بانَت بِلَيلٍ خُدورُها)
(أَلا رُبَّما إِن حالَ لُقمانَ دونَها ** تَرَبَّعَ بَينَ الأَروَتَينِ أَميرُها)
(مُقابَلَةَ الثاياتِ ثاياتِ ضابِئٍ ** مَراتِعَ مِنها لا تُعَدُّ شُهورُها)
(بِصَحراءَ مِكماءٍ تُرَدُّ جُناتُها ** إِلَيها الجَنى في ثَوبِ مَن يَستَثيرُها)
(إِذا هِيَ حَلَّت في خُزاعَةَ وَاِنتَوَت ** بِها نِيَّةٌ زَوراءُ عَمَّن يَزورُها)
(فَرُبَّ رَبيعٍ بِالبَلاليقِ قَد رَعَت ** بِمَستَنِّ أَغياثٍ بِعاقٍ ذُكورُها)
(تَحَدَّرَ قَبلَ النَجمِ مِمّا أَمامَهُ ** مِنَ الدَلوِ وَالأَشراطِ يَجري غَديرُها)
(وَرَحلٍ حَمَلنا خَلفَ رَحلٍ وَناقَةٍ ** تَرَكنا بِعَطشى لا يُزَجّى حَسيرُها)
(تَرَكنا عَلَيها الذِئبَ يَلطُمُ عَينَهُ ** نَهاراً بِزَوراءِ الفَلاةِ نُسورُها)
(وَلَمّا بَلَغنا الجَهدَ مِن ماجِداتِها ** وَبَيَّنَ مِن أَنسابِهِنَّ شَجيرُها)
(تَجَرَّدَ مِنها كُلُّ صَهباءَ حُرَّةٍ ** لِعَوهَجَ أَو لِلداعِرِيَّ عَصيرُها)
(مَشى بَعدَما لا مُخَّ فيها بِآدِها ** نَجابَةُ جَدَّيها بِها وَضَريرُها)
(يَرُدُّ عَلى خَيشومِها مِن ضَجاجِها ** لَها بَعدَ جَذبٍ بِالخَشاشِ جَريرُها)
(وَمَحذُوَّةٍ بَينَ الحِذاءَ الَّذي لَها ** وَبَينَ الحَصى نَعلاً مُرِشّاً بَصيرُها)
(طَوَت رِحمَها مِنهُنَّ كُلُّ نَجيبَةٍ ** مِنَ الماءِ وَاِلتَفَّت عَلَيهِ سُتورُها)
(أَتَيناكَ مِن أَرضٍ تَموتُ رِياحُها ** وَبِالصَيفِ لا يُلفى دَليلٌ يَطورُها)
(مِنَ الرَملِ رَملِ الحَوشِ يَهلِكُ دونَهُ ** رَواحُ شَمالٍ نَيرَجٍ وَبُكورُها)
(قَضَت ناقَتي ما كُنتُ كَلَّفتُ نَحبَها ** مِنَ الهَمِّ وَالحاجِ البَعيدِ نَعورُها)
(إِذا هِيَ أَدَّتني إِلى حَيثُ تَلتَقي ** طَوالِبُ حاجاتٍ بَعيدٍ مَسيرُها)
(إِلى المُصطَفى بَعدَ الوَلِيِّ الَّذي لَهُ ** عَلى الناسِ نُعمى يَملَءُ الأَرضَ نورُها)
(وَكَم مِن صُعودٍ دونَها قَد مَشيتُها ** وَهابِطَةٍ أُخرى يُقادُ بَعيرُها)
(وَما أَمَرَتني النَفسُ في رِحلَةٍ لَها ** فَيَأمُرَني إِلّا إِلَيكَ ضَميرُها)
(وَلَم تَدنُ حَتّى قُلتُ لِلرَكبِ إِنَّكُم ** لَآتونَ عَينَ الشَمسِ حَيثُ تَغورُها)
(فَلَمّا بَلَغنا أَرجَعَ اللَهُ رِحلَتي ** وَشُقَّت لَنا كَفٌّ تَفيضُ بُحورُها)
(نَزَلنا بِأَيّوبٍ وَلَم نَرَ مِثلَهُ ** إِذا الأَرضُ بِالناسِ اِقشَعَرَّت ظُهورُها)
(أَشَدَّ قُوى حَبلٍ لِمَن يَستَجيرُهُ ** وَأَطوَلَ إِذ شَرُّ الحِبالِ قَصيرُها)
(جَعَلتَ لَنا لِلعَدلِ بَعدَكَ ضامِناً ** إِذا أُمَّةٌ لَم يُعطِ عَدلاً أَميرُها)
(أَقَمتَ بِهِ الأَعناقَ بَعدَكَ فَاِنتَهَت ** إِلَيكَ بِأَيدي المُسلِمينَ مُشيرُها)
(دَعَوتَ لَهُم أَن يَجعَلَ اللَهُ خَيرَهُم ** وَأَنتَ بِدَعوى بِالصَوابِ جَديرُها)
(أَرادَ بِهِ الباغونَ كَيداً فَكادَهُم ** بِهِ رَبُّ بَرّاتِ النُفوسِ خَبيرُها)
(وَلَو كايَدَ العَهدَ الَّذي في رِقابِهِم ** لَهُ أَخشَبا جَنبَي مِنىً وَثَبيرُها)
(لِيَنقُضنَ تَوكيدَ العُهودِ الَّتي لَهُ ** لَأَمسَت ذُراها وَهيَ دُكٌّ وُعورُها)
(وَقَومٍ أَحاطَت لَو تُريدُ دِماءَهُم ** بِأَعناقِهِم أَعمالَهُم لَو تُثيرُها)
(عَلَيهِم رَأَوا ما يَتَّقونَ مِنَ الَّذي ** غَلَت قِدرُهُم إِذ غابَ عَنها صُيورُها)
(تَجاوَزتَ عَنهُم فَضلَ حِلمٍ كَما عَفا ** بِمَسكِنَ وَالهِندِيَّ تَعلو ذُكورُها)
(أَبوكَ جُنوداً بَعدَما مَرَّ مُصعَبٌ ** تَفَلَّذَ عَنهُ وَهوَ يَدعو كَثيرُها)
(فَأَنتَ أَحَقُّ الناسِ بِالعَدلِ وَالتُقى ** وَأَنتَ ثَرى الأَرضِ الحَيا وَطَهورُها)
(فَأَصبَحتُما فينا كَداوُدَ وَاِبنِهِ ** عَلى سُنَّةٍ يُهدى بِها مَن يَسيرُها)














مصادر و المراجع :

١- ديوان الفرزدق

المؤلف: أبي فراس همّام بن غالب بن صعصعة ابن ناجية بن عقال بن محمد بن سفيان بن مجاشع بن دارم، ولقب بالفرزدق لجهامة وجهه وضخامته.

(38 هـ - 658 م) (110 هـ - 728 م)

شرحه وضبطه وقدّم له: الأستاذ علي فاعور

الناشر: دار الكتب العلمية

بيروت - لبنان

الطبعة: الأولى (1407 هـ - 1987 م)

تعليقات (0)

الأكثر قراءة

ستبدي لك الأيام ما كنت جاهلا … ويأتيك بالأخبار من لم تزوّد

المزید

فصبرا في مجال الموت صبرا … فما نيل الخلود بمستطاع

المزید

حننت إلى ريّا ونفسك باعدت … مزارك من ريّا وشعباكما معا

المزید

أفاطم مهلا بعض هذا التدلل … وإن كنت قد أزمعت صرمي فأجملي

المزید

إنّ أباها وأبا أباها … قد بلغا في المجد غايتاها

المزید