المنشورات

كم من منادٍ!

البحر: طويل
يمدح الوليد بن عبدالملك
(كَم مِن مُنادٍ وَالشَريفانِ دونَهُ ** إِلى اللَهِ تُشكى وَالوَليدِ مَفاقِرُه)
(يُنادي أَميرَ المُؤمِنينَ وَدونَهُ ** مَلاً تَتَمَطّى بِالمَهاري ظَهائِرُه)
(بَعيدُ نِياطِ الماءِ يَستَسلِمُ القَطا ** بِهِ وَأَدِلّاءُ الفَلاةِ حَيائِرُه)
(يَبيتُ يُرامي الذِئبَ دونَ عِيالِهِ ** وَلَو ماتَ لَم يَشبَع عَنِ العَظمِ طائِرُه)
(رَأَوني فَنادَوني أَسوقُ مَطِيَّتي ** بِأَصواتِ هُلّاكٍ سِغابٍ حَرائِرُه)
(فَقالوا أَغِثنا إِن بَلَغتَ بِدَعوَةٍ ** لَنا عِندَ خَيرِ الناسِ إِنَّكَ زائِرُه)
(فَقُلتُ لَهُم إِن يُبلِغِ اللَهُ ناقَتي ** وَإِيّايَ أُنبي بِالَّذي أَنا خابِرُه)
(بِحَيثُ رَأَيتُ الذِئبَ كُلَّ عَشِيَّةٍ ** يَروحُ عَلى مَهزولِكُم وَيُباكِرُه)
(لِيَجتَرَّ مِنكُم إِن رَأى بارِزاً لَهُ ** مِنَ الجِيَفِ اللائي عَلَيكُم حَظائِرُه)
(أَغِث مُضَراً إِنَّ السِنينَ تَتابَعَت ** عَلَيها بِحَزٍّ يَكسِرَ العَظمَ جازِرُه)
(فَكُلُّ مَعَدٍّ غَيرُهُم حَولَ ساعِدٍ ** مِنَ الريفِ لَم تُحظَر عَلَيهِم قَناطِرُه)
(وَهُم حَيثُ حَلَّ الجوعُ بَينَ تِهامَةٍ ** وَخَيبَرَ وَالوادي الَّذي الجوعُ حاضِرُه)
(بِوادٍ بِهِ ماءُ الكُلابِ وَبَطنُهُ ** بِهِ العَلَمُ الباكي مِنَ الجوعِ ساجِرُه)
(وَهَمَّت بِتَذبيحِ الكِلابِ مِنَ الَّذي ** بِها أَسَدٌ إِذ أَمسَكَ الغَيثَ ماطِرُه)
(وَحَلَّت بِدَهناها تَميمٌ وَأَلجَأَت ** إِلى ريفِ بَرنِيٍّ كَثيرٍ تَمائِرُه)
(كَأَنَّهُمُ لِلمُبتَغي الزادِ عِندَهُم ** بَخاتِيُّ جَمّالٍ ضَمورٍ قَياسِرُه)
(وَلَو لَم تَكُن عَبسٌ تُقاتِلُ مَسَّها ** مِنَ الجوعِ ضُرٌّ لا يُغَمِّضُ ساهُرُه)
(وَلَكِنَّهُم يَستَكرِهونَ عَدُوَّهُم ** إِذا هَزَّ خِرصانَ الرِماحِ مَساعِرُه)
(أَلا كُلُّ أَمرٍ يا اِبنَ مَروانَ ضائِعٌ ** إِذا لَم تَكُن في رَحَتَيكَ مَرائِرُه)
(وَكُلُّ وُجوهِ الناسِ إِلّا إِلَيكُمُ ** يَتيهُ بِضُلّالٍ عَنِ القَصدِ جائِرُه)
(أَغِثني بِكُنهي في نِزارٍ وَمُقبَلي ** فَإِنّي كَريمُ المَشرِقَينِ وَشاعِرُه)
(وَإِنَّكَ راعي اللَهِ في الأَرضِ تَنتَهي ** إِلَيكَ نَواصي كُلِّ أَمرٍ وَآخِرُه)
(وَما زِلتُ أَرجو آلَ مَروانَ أَن أَرى ** لَهُم دَولَةً وَالدَهرُ جَمٌّ دَوائِرُه)
(لَدُن قُتِلَ المَظلومُ أَن يَطلُبوا بِهِ ** وَمَولى دَمِ المَظلومِ مِنهُم وَثائِرُه)
(وَما لَهُمُ لا يُنصَرونَ وَمِنهُمُ ** خَليلُ النَبِيِّ المُصطَفى وَمُهاجِرُه)
(مُلوكٌ لُهُم ميراثُ كُلِّ مَشورَةٍ ** وَبِاللَهِ طاوي الأَمرِ مِنهُم وَناشِرُه)
(وَكائِن لَبِسنا مِن رِداءِ وَديقَةٍ ** إِلَيكَ وَمِن لَيلٍ تُجِنُّ حَظائِرُه)
(لِنَبلُغَ خَيرَ الناسِ إِن بَلَغَت بِنا ** مَراسيلُ خَرقٍ لا تَزالُ تُساوِرُه)
(إِذا اللَيلُ أَغشاها تَكونُ رِحالُها ** مَنازِلَنا حَتّى تَصيحَ عَصافِرُه)
(فَلَم يَبقَ إِلّا مِن ذَواتِ قِتالِها ** مِنَ المُخِّ إِلّا في السُلامى مَصايِرُه)
(إِلى مَلِكٍ ما أُمُّهُ مِن مُحارِبٍ ** أَبوها وَلا كانَت كُلَيبٌ تُصاهِرُه)
(وَلَكِن أَبوها مِن رَواحَةَ تَرتَقي ** بِأَيّامِهِ قَيسٌ عَلى مَن تُفاخِرُه)
(زُهَيرٌ وَمَروانُ الحِجازِ كِلاهُما ** أَبوها لَها أَيّامُهُ وَمَآثِرُه)
(بِهِم تَخفِضُ الأَذيالَ بَعدَ اِرتِفاعِها ** مِنَ الفَزَعِ الساعِ نَهاراً حَرائِرُه)
(وَقَد خُفتُ حَتّى لَو أَرى المَوتَ مُقبِلاً ** لِيَأخُذَني وَالمَوتُ يُكرَهُ زائِرُه)
(لَكانَ مِنَ الحَجّاجِ أَهوَنَ رَوعَةً ** إِذا هُوَ أَغضى وَهوَ سامٍ نَواظِرُه)
(أَدِبُّ وَدوني سَيرُ شَهرٍ كَأَنَّني ** أَراكَ وَلَيلٌ مُستَحيرٌ عَساكِرُه)
(ذَكَرتُ الَّذي بَيني وَبَينَكَ بَعدَما ** رَمى بِيَ مِن نَجدَي تِهامَةَ غائِرُه)
(فَأَيقَنتُ أَنّي إِن رَأَيتُكَ لَم يَرِد ** بِيَ النَأيُ إِلّا كُلَّ شَيءٍ أُحاذِرُه)
(وَأَن لَو رَكِبتَ الريحِ ثُمَّ طَلَبتَني ** لَكُنتُ كَشَيءٍ أَدرَكَتهُ مَقادِرُه)
(فَلَم أَرَ شَيئاً غَيرَ إِقبالِ ناقَتي ** إِلَيكَ وَأَمري قَد تَعَيَّت مَصادِرُه)
(وَما خافَ شَيءٌ لَم يَمُت مِن مَخافَةٍ ** كَما قَد أَسَرَّت في فُؤادي ضَمائِرُه)
(أَخافُ مِنَ الحَجّاجِ سَورَةَ مُخدِرٍ ** ضَوارِبَ بِالأَعناقِ مِنهُ خَوادِرُه)











مصادر و المراجع :

١- ديوان الفرزدق

المؤلف: أبي فراس همّام بن غالب بن صعصعة ابن ناجية بن عقال بن محمد بن سفيان بن مجاشع بن دارم، ولقب بالفرزدق لجهامة وجهه وضخامته.

(38 هـ - 658 م) (110 هـ - 728 م)

شرحه وضبطه وقدّم له: الأستاذ علي فاعور

الناشر: دار الكتب العلمية

بيروت - لبنان

الطبعة: الأولى (1407 هـ - 1987 م)

تعليقات (0)

الأكثر قراءة

ستبدي لك الأيام ما كنت جاهلا … ويأتيك بالأخبار من لم تزوّد

المزید

فصبرا في مجال الموت صبرا … فما نيل الخلود بمستطاع

المزید

حننت إلى ريّا ونفسك باعدت … مزارك من ريّا وشعباكما معا

المزید

أفاطم مهلا بعض هذا التدلل … وإن كنت قد أزمعت صرمي فأجملي

المزید

إنّ أباها وأبا أباها … قد بلغا في المجد غايتاها

المزید