المنشورات

لو سمع الخليفة صوت داع

البحر: وافر
يمدح الوليد بن عبدالملك
(إِذا عَرَضَ المَنامُ لَنا بِسَلمى ** فَقُل في لَيلِ طارِقَةٍ قَصيرِ)
(أَتَتنا بَعدَما وَقَعَ المَطايا ** بِنا في ظِلِّ أَبيَضَ مَستَطيرِ)
(فَقُلتُ لَها كَذا الأَحلامُ أَم لا ** أَتَتني الرائِعاتُ مِنَ الدُهورِ)
(فَلَمّا لِلصَلاةِ دَعا المُنادي ** نَهَضتُ وَكُنتُ مِنها في غِرورِ)
(نَماني كُلُّ أَصيَدَ دارِمِيٍّ ** عَلى الأَقوَمِ أَبّاءٍ فَخورِ)
(إِذا اِجتَمَعَت عَصايِبُ كُلَّ حَيٍّ ** مِنَ الآفاقِ مُختَلِفي النُجورِ)
(مُلَبَّدَةٌ رُؤوسُهُمُ سِراعاً ** إِلى البَيتِ المُحَرَّمِ ذي السُتورِ)
(رَأَونا فَوقَهُم وَلنا عَلَيهِم ** صَلاةُ الرافِعينَ مَعَ المُغيرِ)
(وَرِثنا عَن خَليلِ اللَهِ بَيتاً ** يُطَيَّبُ لِلصَلاةِ وَلِلطَهورِ)
(هُوَ البَيتُ الَّذي مِن كُلِّ وَجهٍ ** إِلَيهِ وَجوهُ أَصحابُ القُبورِ)
(خِيارَ اللَهِ لِلإِسلامِ إِنّا ** إِلَيكَ نَشُدُّ أَنساعَ الصُدورِ)
(سَتَحمِلُنا إِلَيكَ مُبَلِّغاتٌ ** يَطَأنَ دَماً مُكَدَّحَةُ الظُهورِ)
(بَناتُ الداعِرِيِّ إِذا تَلاقَت ** عُراها وَهيَ جائِلَةُ الضُفورِ)
(لِنَأتي خَيرَ أَهلِ الأَرضِ حَيّاً ** تُحَلُّ إِلَيهِ أَحناءُ الأُمورِ)
(عَلى المُتَرَدِّفاتِ بِكُلِّ خَرقٍ ** نَحائِزُ كُلِّ مَنتَجِرٍ مُنيرِ)
(فَما بَلَغَت بِنا إِلّا جَريضاً ** عَلى الأَعجازِ تُردِفُ كُلَّ كورِ)
(بَلَغنَ وَمُخُّهُنَّ مَعَ السُلامى ** بِكُلِّ نَجاءَ صادِقَةِ الضَريرِ)
(وَأَشلاءٍ لِناجِيَةٍ تَرَكنا ** عَلَيها العاكِفاتِ مِنَ النُسورِ)
(كَأَنَّ رِكابَنا في كُلِّ فَجٍّ ** إِذا دَبَّ الكُحَيلُ مِنَ الغُرورِ)
(نِعامٌ رائِحٌ في يَومِ ريحٍ ** وَلَيسَت في أَخِشَّتِها بَعيرِ)
(وَلَكِن يَنتَجِعنَ بِنا فُراتاً ** وَنيلاً يَطمُوانِ عَلى البُحورِ)
(هُما في راحَتَيكَ إِذا تَلاقى ** عُبابُهُما إِلى حَلَبٍ غَزيرِ)
(بِهِم ثَبَتَت رَحى الإِسلامِ قَسراً ** وَضَربٍ بِالمُهَنَّدَةِ الذُكورِ)
(تَوارَثَها بَنو مَروانَ عَنهُ ** وَعَن عُثمانَ بَعدَ ثَأىً كَبيرِ)
(رَجاكَ المَشرِقانِ لِكُلِّ عانٍ ** وَأَرمَلَةٍ وَأَصحابُ الثُغورِ)
(وَكُنتَ جَعَلتَ لِلعُمّالِ عَهداً ** وَفيهِ العاصِماتُ مِنَ الفُجورِ)
(فَمَن يَأخُذ بِحَبلِكَ يَجلُ عَنهُ ** عَشا عَينَيهِ مِنكَ بَياضُ نورِ)
(أَميرَ المُؤمِنينَ وَأَنتَ تَشفي ** بِعَدلِ يَدَيكَ أَدواءَ الصُدورِ)
(فَكَيفَ بِعامِلٍ يَسعى عَلَينا ** يُكَلِّفُنا الدَراهِمَ في البُدورِ)
(وَأَنّى بِالدَراهِمِ وَهيَ مِنّا ** كَرافِعِ راحَتَيهِ إِلى العَبورِ)
(إِذا سُقنا الفَرائِضَ لَم يُرِدها ** وَصَدَّ عَنِ الشُوَيهَةِ وَالبَعيرِ)
(إِذا وَضَعَ السِياطَ لَنا نَهاراً ** أَخَذنا بِالرِبا سَرَقَ الحَريرِ)
(فَأَدخَلَنا جَهَنَّمَ ما أَخَذنا ** مِنَ الإِرباءِ مِن دونِ الظُهورِ)
(فَلَو سَمِعَ الخَليفَةُ صَوتَ داعٍ ** يُنادي اللَهِ هَل لي مِن مُجيرِ)
(وَأَصواتَ النِساءِ مُقَرَّناتٍ ** وَصِبيانٍ لَهُنَّ عَلى الحُجورِ)
(إِذاً لَأَجابَهُنَّ لِسانُ داعٍ ** لِدينِ اللَهِ مِغضابٍ نَصورِ)
(أَمينِ اللَهِ يَصدَعُ حينَ يَقضي ** بِدينِ مُحَمَّدٍ وَبِهِ أُمورِ)











مصادر و المراجع :

١- ديوان الفرزدق

المؤلف: أبي فراس همّام بن غالب بن صعصعة ابن ناجية بن عقال بن محمد بن سفيان بن مجاشع بن دارم، ولقب بالفرزدق لجهامة وجهه وضخامته.

(38 هـ - 658 م) (110 هـ - 728 م)

شرحه وضبطه وقدّم له: الأستاذ علي فاعور

الناشر: دار الكتب العلمية

بيروت - لبنان

الطبعة: الأولى (1407 هـ - 1987 م)

تعليقات (0)

الأكثر قراءة

ستبدي لك الأيام ما كنت جاهلا … ويأتيك بالأخبار من لم تزوّد

المزید

فصبرا في مجال الموت صبرا … فما نيل الخلود بمستطاع

المزید

حننت إلى ريّا ونفسك باعدت … مزارك من ريّا وشعباكما معا

المزید

أفاطم مهلا بعض هذا التدلل … وإن كنت قد أزمعت صرمي فأجملي

المزید

إنّ أباها وأبا أباها … قد بلغا في المجد غايتاها

المزید