المنشورات

إليك ابن عبدالله

البحر: طويل
يمدح المهاجر بن عبدالله الكلابي
(لَقَد هاجَ مِن عَينَيَّ ماءً عَلى الهَوى ** خَيالٌ أَتاني آخِرَ اللَيلِ زائِرُه)
(لِمَيَّةَ حَيّا بِالسَلامِ كَأَنَّما ** عَلَيهِ دَماً لا يَقبَلُ المالَ ثائِرُه)
(كَأَنَّ خُزامى حَرَّكَت ريحَها الصَبا ** وَحَنوَةَ رَوضٍ حينَ أَقلَعَ ماطِرُه)
(لَنا إِذ أَتَتنا الريحُ مِن نَحوِ أَرضِها ** وَدارِيَّ مِسكٍ غارَ في البَحرِ تاجِرُه)
(دَعَتني إِلَيها الشَمسُ تَحتَ خِمارِها ** وَجَعدٌ تَثَنّى في الكَثيبِ غَدائِرُه)
(كَأَنَّ نَواراً تَرتَعي رَملَ عالِجٍ ** إِلى رَبرَبٍ تَحنو إِلَيهِ جَآذِرُه)
(مِنَ أَينَ أُلاقي آلَ مَيٍّ وَقَد أَتى ** نَبِيٌّ فُلَيجٍ دونَها وَأَغادِرُه)
(يُريدونَ رَوضَ الحَزنِ أَن يُنفِشوا بِهِ ** إِذا اِستَأسَدَت قُريانُهُ وَظَواهِرُه)
(إِلَيكَ اِبنَ عَبدِ اللَهِ أَسنَفتُ ناقَتي ** وَقَد أَقلَقَ النِسعينِ لِلبَطنِ ضامِرُه)
(وَكائِن لَبِسنا مِن رِداءِ وَديقَةٍ ** إِلَيكَ وَلَيلٌ كَالرُوَيزِيَّ سائِرُه)
(أُبادِرُ مَن يَأتيكَ مِن كُلِّ جانِبٍ ** مُشاةً وَرُكباناً فَإِنّي مُبادِرُه)
(أُبادِرُ كَفَّيكَ اللَتَينِ نَداهُما ** عَلى مَن بِنَجدٍ أَو تِهامَةَ ماطِرُه)
(دَعي الناسَ وَأتي بي المُهاجِرَ إِنَّهُ ** أَراهُ الَّذي تُعطي المَقاليدَ عامِرُه)
(وَمَن يَكُ أَمسى وَهوَ وَعرٌ صُعودُهُ ** فَإِنَّ اِبنِ عَبدِ اللَهِ سَهلٌ مَصادِرُه)
(نَمى بِكَ مِن فَرعَي رَبيعَةَ لِلعُلى ** بِحَيثُ يَرُدُّ الطَرفَ لِلعَينِ ناظِرُه)
(مَراجيحُ ساداتٌ عِظامٌ جُدودُها ** وَفيهِم لِأَيّامِ الطِعانِ مَساعِرُه)
(وَمَن يَطَّلِب مَسعاةَ قَومٍ يَجِد لَهُم ** شَماريخَ مِن عِزٍّ عِظامٍ مَآثِرُه)
(وَجَدتُ القَنا الهِندِيَّ فيكُم طِعانُهُ ** وَضَربٌ يُدَهدي لِلرُؤوسِ فَوادِرُه)
(إِذا ما يَدُ الدِرعُ اِلتَوى ساعِدٌ لَهُ ** بِأَسيافِهِم وَالمَوتُ حُمرٌ دَوائِرُه)
(رَأَيتُ النِساءَ الساعِياتِ رِماحُنا ** مَعاقِلُها إِذ أَسلَمَ الغَوثَ ناصِرُه)
(إِذا المُضَرانِ الأَكرَمانِ تَلاقَيا ** إِلَيكَ فَقَد أَربى عَلى الناسِ فاخِرُه)
(إِذا خِندِفٌ جاءَت وَقَيسٌ إِذ اِلتَقَت ** بِرُكبانِها حَجٌّ مِلاءٌ مَشاعِرُه)
(بِحَقِّ اِمرِئٍ لا يَبلُغُ الناسُ قِبصَهُ ** بَنو البَزَرى مِن قَيسِ عَيلانَ ناصِرُه)
(إِلَيهِم تَناهَت ذِروَةُ المَجدِ وَالحَصى ** وَقِبصُ الحَصى إِذ حَصَّلَ القِبصَ خابِرُه)
(تَميمٌ وَما ضَمَّت هَوازِنَ أَصبَحَت ** وَعَظمُهُما المُنهاضُ قَد شُدَّ جابِرُه)
(رَأَيتُ هِشاماً سَدَّ أَبوابَ فِتنَةً ** بِراعٍ كَفى مِن خَوفِهِ ما يُحاذِرُه)
(بِمُنتَجِبٍ مِن قَيسِ عَيلانَ صَعَّدَت ** يَدَيهِ إِلى ذاتِ البُروجِ أَكابِرُه)
(فَما أَحَدٌ مِن قَيسِ عَيلانَ فاخِراً ** عَلَيهِ وَلا مِنهُم كَثيرٌ يُكاثِرُه)
(وَنامَت عُيونٌ كانَ سُهِّدَ لَيلُها ** وَفَتَّحَ باباً كُلُّ بادٍ وَحاضِرُه)
(أَلَمّا يَنَل لي أَن تَعودَ قَرابَةً ** وَحِلمٌ عَلى قَيسٍ رِحابٌ مَناظِرُه)
(رَفَعتُ سِناني مِن هَوازِنَ إِذ دَنَت ** وَأَسلَمَها مِن كُلِّ رامٍ مَحاشِرُه)
(وَحُلِّلَتِ الأَوتارُ إِذ لَم يَكُن لَها ** نِضالٌ لِرامٍ دَمَّغَتها نَواقِرُه)
(لَقَد عَلِمَت عَيلانُ أَنَّ الَّذي رَسَت ** لَئيمٌ وَأَنَّ العيرَ قَد فُلَّ حافِرُه)
(وَكُلُّ أُناسٍ فيهِمُ مِن مُلوكِنا ** لَهُم رَبُّ صِدقٍ وَالخَليفَةُ قاهِرُه)
(وَإِنّي لَوَثّابٌ إِلى المَجدِ دونَهُ ** مِنَ الوَعثِ أَو ضيقِ المَكانِ نَهابِرُه)
(وَمِنّا رَسولُ اللَهِ أُرسِلَ بِالهُدى ** وَبِالحَقِّ جاءَت بِاليَقينِ نَوادِرُه)










مصادر و المراجع :

١- ديوان الفرزدق

المؤلف: أبي فراس همّام بن غالب بن صعصعة ابن ناجية بن عقال بن محمد بن سفيان بن مجاشع بن دارم، ولقب بالفرزدق لجهامة وجهه وضخامته.

(38 هـ - 658 م) (110 هـ - 728 م)

شرحه وضبطه وقدّم له: الأستاذ علي فاعور

الناشر: دار الكتب العلمية

بيروت - لبنان

الطبعة: الأولى (1407 هـ - 1987 م)

تعليقات (0)

الأكثر قراءة

ستبدي لك الأيام ما كنت جاهلا … ويأتيك بالأخبار من لم تزوّد

المزید

فصبرا في مجال الموت صبرا … فما نيل الخلود بمستطاع

المزید

حننت إلى ريّا ونفسك باعدت … مزارك من ريّا وشعباكما معا

المزید

أفاطم مهلا بعض هذا التدلل … وإن كنت قد أزمعت صرمي فأجملي

المزید

إنّ أباها وأبا أباها … قد بلغا في المجد غايتاها

المزید