المنشورات

فيض يمينه لم يفتر

البحر: كامل
يمدح الوليد بن يزيد بن عبدالملك وأمه بنت محمد ابن يوسف الثقفي، وهي أم محمد:
(إِنَّ الَّتي نَظَرَت إِلَيكَ بِفادِرٍ ** نَظَرَت إِلَيكَ بِمِثلِ عَينَي جُؤذُرِ)
(وَسَنانَ نامَ فَأَيقَظَتهُ أُمُّهُ ** لِفُواقِ راعِيَةٍ بِعَهدٍ مُقفِرِ)
(لا مِثلَ يَومِكَ يَومَ حَومَلَ إِذ أَتى ** يَومٌ يُفَرِّجُ غَيمُهُ لَم يُمطِرُ)
(وَإِذا الوَليدُ بَلَغتِهِ بِيَ فَاِشرَبي ** طَرَفَ السِنانِ عَلى وَتينِ المَنحَرِ)
(إِيّاهُ كُنتُ أَرَدتُ لَو بَلَّغتِني ** يَومَ اِرتَحَلتُ مِنَ العِراقِ الأَزوَرِ)
(يا خَيرَ مَن رَفَعَت إِلَيهِ مَطِيَّةٌ ** بِمُطَرَّدٍ جَهَدَ المَطِيَّةَ مُضمَرِ)
(كَم أَدلَجَت بي سَخوَةٌ مِن لَيلَةٍ ** شَهباءَ أَو سَمِعَت زَئيرَ المُخدِرِ)
(قَلِقَت إِذا اِضطَرَبَت بِها أَنساعُها ** قَلَقَ المَحالَةِ فَوقَ مَتنِ المِحوَرِ)
(وَتَظَلُّ تَحسِبَ ظِلِّها شَيطانَةً ** وَتَخالُ نافِرَةً وَإِن لَم تَنفِرِ)
(خَرقاءُ خالَطَ أُمَّها مِن عَوهَجٍ ** وَالأَرحَبِيَّةِ ضَربُها وَالأَدعَرِ)
(لا تَستَطيعُ عَصا الغِلامِ وَإِن سَعى ** مَسّاً لِساقِ وَظيفِها المُصعَنفِرِ)
(إِنَّ الوَليدَ وَلِيُّ عَهدِ مُحَمَّدٍ ** كُلَّ المَكارِمِ بِالمَكارِمِ يَشتَري)
(لا تَطلُبي بي غَيرَهُ مِمَّن مَشى ** إِن أَنتِ ناقَ لَقيتِهِ بِالقَرقَرِ)
(سيري أَمامَكِ إِنَّها قَد مُكِّنَت ** لِيَدَيهِ راحِلَةُ الإِمامِ الأَكبَرِ)
(وَرِثَ الخِلافَةَ سَبعَةً آباءَهُ ** عَمِروا وَكُلُّهُمُ لِأَعلى المِنبَرِ)
(رَبٌّ عَلَيهِ يَظَلُّ يَخطُبُ قائِماً ** لِلناسِ يَشدَخُهُم بِمُلكٍ قَسوَرِ)
(وَرِثوا مَشورَتَها لِعُثمانَ الَّتي ** كانَت تُراثَ نَبِيِّنا المُتَخَيَّرِ)
(وَعِمادُ بَيتِكَ في قُرَيشٍ رُكِّبَت ** في الأَكرَمينَ وَفي العَديدِ الأَكثَرِ)
(لا شَيءَ مِثلُ يَدَيكَ خَيرٌ مِنهُما ** حَيثُ اِلتَقَت بِيَدَيكَ فَيضُ الأَبحُرِ)
(فَتَرَ الرِياحُ عَنِ الوَليدِ إِذا غَدَت ** مَعَهُ وَفَيضُ يَمينِهِ لَم يَفتُرِ)
(مَن يَأتِ رابِيَةَ الوَليدِ وَدِفأَها ** مِن خائِفٍ لِجَريرَةٍ لا يُضرَرِ)
(الواهِبُ المِئَةَ المَخاضَ وَعَبدَها ** لِلمُجتَديهِ وَذو الجَنابِ الأَخضَرِ)
(فَفَداكَ كُلُّ مُجاوِرٍ جيرانُهُ ** وَرَدوا بِذِمَّةِ حَبلِهِ لَم يُصدَرِ)
(حَربٌ وَيوسُفُ أَفرَغا في حَوضِهِ ** وَأَبو الوَليدِ بِخَيرِ حَوضَي مُقتِرِ)
(حَوضا أَبي الحَكَمِ اللَذانِ لِعيصِهِ ** وَالمُترَعانِ مِنَ الفُراتِ الأَكدَرِ)
(إِنَّ الَّذينَ عَلى اِبنِ عَفّانٍ بَغَوا ** لَم يَحقُنوها في السَقاءِ الأَوفَرِ)
(قُتِلوا بِكُلِّ ثَنِيَّةٍ وَمَدينَةٍ ** صَبراً وَمَيتُ ضَريبَةٍ لَم يَصبُرِ)
(وَالناسُ يَعلَمُ أَنَّنا أَربابُهُم ** يَومَ اِلتَقى حُجّاجُهُم بَالمَشعَرِ)
(وَتَرى لَهُم بِمِنىً بُيوتَ أَعِزَّةٍ ** رَفَعَت جَوانِبَها صُقوبَ العَرعَرِ)
(يَقِفونَ يَنتَظِرونَ خَلفَ ظُهورِنا ** حَتّىنَميلَ بِعارِضٍ مُثعَنجِرِ)
(مُتَغَطرِفينَ وَخِندِفٌ مِن حَولِهِم ** كَاللَيلِ إِذ جاءَت بِعِزٍّ قَسوَرِ)












مصادر و المراجع :

١- ديوان الفرزدق

المؤلف: أبي فراس همّام بن غالب بن صعصعة ابن ناجية بن عقال بن محمد بن سفيان بن مجاشع بن دارم، ولقب بالفرزدق لجهامة وجهه وضخامته.

(38 هـ - 658 م) (110 هـ - 728 م)

شرحه وضبطه وقدّم له: الأستاذ علي فاعور

الناشر: دار الكتب العلمية

بيروت - لبنان

الطبعة: الأولى (1407 هـ - 1987 م)

تعليقات (0)

الأكثر قراءة

ستبدي لك الأيام ما كنت جاهلا … ويأتيك بالأخبار من لم تزوّد

المزید

فصبرا في مجال الموت صبرا … فما نيل الخلود بمستطاع

المزید

حننت إلى ريّا ونفسك باعدت … مزارك من ريّا وشعباكما معا

المزید

أفاطم مهلا بعض هذا التدلل … وإن كنت قد أزمعت صرمي فأجملي

المزید

إنّ أباها وأبا أباها … قد بلغا في المجد غايتاها

المزید