المنشورات

بحرك يا أبان يظل يجري

البحر: وافر
يمدح أبان بن الوليد البجلي
(وَكَم مِن ناذِرينَ دَمي رَمَتهُم ** إِلَيكَ عَلى مَخافَتِهِم وَفَقرِ)
(لِتَلقى اِبنَ الوَليدِ وَلا تُبالي ** إِذا لَقِيَت نَداهُ بَناتِ دَهرِ)
(أَتَيتُكَ بِالجَريضِ وَقَد تَلاقَت ** عُرى الأَنساعِ مِن حَقَبٍ وَضَفرِ)
(وَكَم خَبَطَت بِأَرساغٍ وَجَرَّت ** نِعالَ الجِلدِ وَهيَ إِلَيكَ تَسري)
(وَتَلقى اِبنَ الوَليدِ وَإِن أُنيخَت ** إِلى مُغلَولَبٍ بِنَداهُ غَمرِ)
(تَكُن مِثلَ الَّتي مُطِرَت وَكانَت ** بِأَعوامٍ قَوائِظِهُنَّ غُبرِ)
(وَجَدتُم يا بَني زَيدٍ نُجوماً ** يَنُؤنَ مِنَ السَماءِ بِكُلِّ قَطرِ)
(بِهِنَّ المُدلَجونَ بَدَوا وَساروا ** وَإِيّاهُنَّ يَتبَعُ كُلُّ مَجرِ)
(حَلَفتُ بِكَعبَةٍ يَهوي إِلَيها ** مِنَ الآفاقِ مِن يَمَنٍ وَمِصرِ)
(إِلَيها لِلمَساجِدِ كُلُّ وَجهٍ ** وَإِيّاها يُوَجَّهُ كُلُّ قَبرِ)
(لِأَقتَلِعَن صَفاةَ الشِعرِ عَنهُ ** فَما أَنا مِن دَوامِغِهِ بِغُمرِ)
(كَأَنَّ مَواقِعَ الآثارِ مِنها ** مَواقِعُ مِن صَوارِمَ ذاتِ أُثرِ)
(رَأَيتِكَ يا أَبانُ تَمَمتَ لَمّا ** بَلَغتَ الأَربَعينَ تَمامَ بَدرِ)
(أَضاءَ الأَرضَ وَالأُخرى عَلَيها ** مِنَ السَبعِ الطِباقِ بِكُلِّ شَهرِ)
(رَأَيتُ بُحورَ أَقوامٍ نُضوباً ** وَبَحرُكَ يا أَبانُ يَفيضُ يَجري)
(تُباري مِن بَجيلَةَ مُزبِداتٍ ** إِلى غُلبٍ غَوارِبِهُنَّ كُدرِ)
(إِلى مُغلَولَبٍ لِأَبي أَبانٍ ** يُحَطِّمُ كُلَّ قَنطَرَةٍ وَجِسرِ)
(وَقَد عَلِمَت بَجيلَةُ أَنَّ مِنكُم ** فَوارِسَها وَصاحِبَ كُلِّ ثَغرِ)
(وَحَمّالَ العَظائِمِ حينَ ضاقَت ** صُدورُهُمُ الرِحابُ بِكُلِّ أَمرِ)
(إِذا اِستَبَقوا المَكارِمَ أَدرَكوها ** بِأَيدٍ مِن بَجيلَةَ غَيرِ عُسرِ)
(وَمَن يَطلُب مَساعيكُم يُكَلَّف ** ذُرى شَعَفٍ عَلى الأَقوامِ وَعرِ)
(وَكَم لِلمُسلِمينَ أَسَحتَ يَجري ** بِإِذنِ اللَهِ مِن نِهرٍ وَنَهرِ)
(فَمِنهُنَّ المُبارَكُ حينَ ضاقَت ** بِهِ الأَنهارُ لَيلَةَ فاضَ يَسري)
(جَمَعتُ لِطَيبَةَ الحاجاتِ لَمّا ** تَلاقَت حينَ ضاقَ بِهِنَّ صَدري)
(فَقُلتُ اِبنُ الوَليدِ هُوَ المُرَجّى ** لِحاجاتٍ يَنوءُ بِهِنَّ ظَهري)
(حَلَفتُ لَئِن ضَمَمتَ إِلَيَّ أَهلي ** بِمالِكَ لا يَزالُ الدَهرَ شِعري)
(يُجَدُّ لَكُم بَني زَيدٍ ثَنائي ** ثَناءً حامِداً مَعَ كُلِّ سَفرِ)
(وَأَيَّةُ سِلعَةٍ إِن أَطلَقَتها ** حِبالُكَ لي كَطَيبَةَ غَيرِ نَزرِ)
(حِبالٌ أَكَّدَت بِيَدَي أَبيها ** بِأَيمانٍ لَهُ وَأَشَدِّ نَذرِ)











مصادر و المراجع :

١- ديوان الفرزدق

المؤلف: أبي فراس همّام بن غالب بن صعصعة ابن ناجية بن عقال بن محمد بن سفيان بن مجاشع بن دارم، ولقب بالفرزدق لجهامة وجهه وضخامته.

(38 هـ - 658 م) (110 هـ - 728 م)

شرحه وضبطه وقدّم له: الأستاذ علي فاعور

الناشر: دار الكتب العلمية

بيروت - لبنان

الطبعة: الأولى (1407 هـ - 1987 م)

تعليقات (0)

الأكثر قراءة

ستبدي لك الأيام ما كنت جاهلا … ويأتيك بالأخبار من لم تزوّد

المزید

فصبرا في مجال الموت صبرا … فما نيل الخلود بمستطاع

المزید

حننت إلى ريّا ونفسك باعدت … مزارك من ريّا وشعباكما معا

المزید

أفاطم مهلا بعض هذا التدلل … وإن كنت قد أزمعت صرمي فأجملي

المزید

إنّ أباها وأبا أباها … قد بلغا في المجد غايتاها

المزید