المنشورات

خير أهل الأرض

البحر: طويل
يمدح يزيد بن عبدالملك وأمه عاتكة بنت يزيد بن معاوية
(وَآلِفَةٍ بَردَ الحِجالِ اِحتَوَيتُها ** وَقَد نامَ مَن يَخشى عَلَيها وَأَسحَرا)
(تَغَلغَلَ وَقّاعٌ إِلَيها وَأَقبَلَت ** تَجوسُ خُدارِيّاً مِنَ اللَيلِ أَخضَرا)
(لَطيفٌ إِذا ما اِنسَلَّ أَدرَكَ ما اِبتَغى ** إِذا هُوَ لِلطِنءِ المَخوفِ تَقَتَّرا)
(يَزيدُ عَلى ما كُنتُ أَوصَيتُهُ بِهِ ** وَإِن ناكَرَتهُ الآنَ ثُمَّتَ أَنكَرا)
* * *
(وَلَو أَنَّها تَدعو صَدايَ أَجابَها ** صَدايَ لِعَهدٍ بَعدَها ما تَغَيَّرا)
(يَقولُ أَما يَنهاكَ عَن طَلَبِ الصِبا ** لِداتُكَ قَد شابوا وَإِن كُنتَ أَكبَرا)
(مِنِ اِبنِ الثَمانينِ الَّذي لَيسَ وارِداً ** وَلا جائِياً مِن غَيبَةٍ مُتَنَظَّرا)
(أَبَت مُقلَتا عَينَيَّ وَالصاحِبُ الَّذي ** عَصى الظَنَّ مُذ كُنتُ الغُلامَ الحَزَوَّرا)
(وَقَد كُنتُ لا لَهواً تُريدُ لِقاءَهُ ** فَقَد كُنتُ إِذ أَمشي إِلَيكَ كَأَوجَرا)
(لِقاؤُكِ في حَيثُ اِلتَقَينا وَإِنَّما ** أَطَعتُ مَواثيقَ الجَرِيِّ المُكَرَّرا)
* * *
(وَلَيلَةَ بِتنا دَيرَ حَسّانَ نَبَّهَت ** هُجوداً وَعيساً كَالخَسِيّاتِ ضُمَّرا)
(بَكَت ناقَتي لَيلاً فَهاجَ بُكاؤُها ** فُؤاداً إِلى أَهلِ الوَريعَةِ أَصوَرا)
(وَحَنَّت حَنيناً مُنكَراً هَيَّجَت بِهِ ** عَلى ذي هَوىً مِن شَوقِهِ ما تَنَكَّرا)
(فَبِتنا قُعوداً بَينَ مُلتَزِمِ الهَوى ** وَناهي جُمانِ العَينِ أَن يَتَحَدَّرا)
(تَرومُ عَلى نَعمانَ في الفَجرِ ناقَتي ** وَإِن هِيَ حَنَّت كُنتُ بِالشَوقِ أَعذَرا)
(إِلى حَيثُ تَلقاني تَميمٌ إِذا بَدَت ** وَزُدتُ عَلى قَومٍ عُداةٍ لِتُنصَرا)
(فَلَم تَرَ مِثلي ذائِداً عَن عَشيرَةٍ ** وَلا ناصِراً مِنهُم أَعَزَّ وَأَكثَرا)
(فَإِنَّ تَميماً لَن تَزولَ جِبالُها ** وَلا عِزُّها هادِيُّهُ لَن يُغَيَّرا)
(أَقولُ لَها إِذ خِفتُ تَحويلَ رَحلِها ** عَلى مِثلِها جَهداً إِذا هُوَ شَمَّرا)
(تُساقُ وَتُمسي بِالجَريضِ وَلَم تَكُن ** مِنَ اللَيثِ أَن يَعدو عَلَيها لِتُذعَرا)
(فَإِنَّ مُنى النَفسِ الَّتي أَقبَلَت بِها ** وَحِلَّ نُذوري إِن بَلَغتُ المُوَقَّرا)
(بِهِ خَيرُ أَهلِ الأَرضِ حَيّاً وَمَيِّتاً ** سِوى مَن بِهِ دينُ البَرِيَّةِ أَسفَرا)
(جَزى اللَهُ خَيرَ المُسلِمينَ وَخَيرَهُم ** يَدَينِ وَأَغناهُم لِمَن كانَ أَفقَرا)
(إِمامٌ كَأَيِّن مِن إِمامٍ نَمى بِهِ ** وَشَمسٍ وَبَدرٍ قَد أَضاءا فَنَوَّرا)
(وَكانَ الَّذي أَعطاهُما اللَهُ مِنهُما ** إِمامَ الهُدى وَالمُصطَفى المُتَنَظَّرا)
(تَلَقَّت بِهِ في لَيلَةٍ كانَ فَضلُها ** عَلى اللَيلِ أَلفاً مِن شُهورٍ مُقَدَّرا)
(فَلَيتَ أَميرَ المُؤمِنينَ قَضى لَنا ** فَرُحنا وَلَم تَنظُر غَداً مَن تَعَذَّرا)
(كَأَنَّ المَطايا إِذ عَدَلنا صُدورَها ** بَعَثنا بِأَيديها الحَمامَ المُطَيَّرا)
(فَكَم مِن مُصَلٍّ قَد رَدَدتَ صَلاتَهُ ** لَهُ بَعدَ ما قَد كانَ في الرومِ نُصَّرا)
(يَدَيهِ بِمَصلوبٍ عَلى ساعِدَيهِما ** فَأَصبَحَ قَد صَلّى حَنيفاً وَكَبَّرا)
(فَتَحتَ لَهُم حَتّى فَكَكتَ قُيودَهُم ** قَناطِرَ مَن قَد كانَ قَبلَكَ قَنطَرا)
(وَلَيسَت كَما تَبني العُلوجُ وَحَوَّلَت ** عَنِ الجِسرِ أَبدانُ السَفينِ المُقَيَّرا)
(لُجَينِيَّةً بيضاً وَمَيّالَةَ العُرى ** هِرَقلِيَّةً صَفراءَ مِن ضَربِ قَيصَرا)
(تَناوَلتَ ما أَعيا اِبنَ حَربٍ وَقَبلَهُ ** وَأَعيا أَباكَ الحازِمَ المُتَخَيَّرا)
(وَما كانَ قَد أَعيا الوَليدَ وَبَعدَهُ ** سُلَيمانَ مِمَّن كانَ في الرومِ أَعصَرا)
(وَأَعيا أَبا حَفصٍ فَكَسَّرتَ عَنهُمُ ** عَلى أَسوُقٍ أَسرى الحَديدَ المُسَمَّرا)
(فَلَولا الَّذي لا خَيرَ في الناسِ بَعدَهُ ** بِهِ قَتَلَ اللَهُ الَّذي كانَ خَبَّرا)
(بِهِ دَمَّرَ اللَهُ المَزونَ وَمَن سَعى ** إِلَيهِم كَما كانَ الفَراعينَ دَمَّرا)
(وَأَصبَحَ أَهلُ الأَرضِ قَد جَمَعَتهُمُ ** يَدُ اللَهِ وَالأَعمى المَريضَ فَأَبصَرا)
(إِلى خَيرِ أَهلِ الأَرضِ أُمّاً وَخَيرِهِم ** أَباً وَأَخاً إِلّا النَبِيَّ وَعُنصُرا)
(سَأَثني عَلى خَيرِ البَرِيَّةِ وَالَّذي ** عَلى الناسِ ناءَ الغَيثُ مِنهُ فَأَمطَرا)
(أَرى اللَهَ في كَفَّيكَ أَرسَلَ رَحمَةً ** عَلى الناسِ مِلءَ الأَرضِ ماءً مُفَجَّرا)
(رَبيبُ مُلوكٍ في مَواريثَ لَم يَزَل ** بِها مَلِكٌ إِن ماتَ أَورَثَ مِنبَرا)
(بَنَيتَ الَّذي أَحيا سُلَيمانَ وَاِبنَهُ ** وَداوُدَ وَالجِنَّ الَّذي كانَ سَخَّرا)
(فَأَصبَحَ جِسراً خالِداً وَيَدُكُّهُ ** إِذا دَكَّ عَن يَأجوجَ رَدماً فَنَشَّرا)
(بِقُوَّتِهِ اللَهُ الَّذي هُوَ باعِثٌ ** عِباداً لَهُ مِن خَلقِهِ حينَ نَشَّرا)
(عَصائِبَ كانَت في القُبورِ فَبُعثِرَت ** وَعادَ تُراباً خَلقُهُ حينَ قَدَّرا)












مصادر و المراجع :

١- ديوان الفرزدق

المؤلف: أبي فراس همّام بن غالب بن صعصعة ابن ناجية بن عقال بن محمد بن سفيان بن مجاشع بن دارم، ولقب بالفرزدق لجهامة وجهه وضخامته.

(38 هـ - 658 م) (110 هـ - 728 م)

شرحه وضبطه وقدّم له: الأستاذ علي فاعور

الناشر: دار الكتب العلمية

بيروت - لبنان

الطبعة: الأولى (1407 هـ - 1987 م)

تعليقات (0)

الأكثر قراءة

ستبدي لك الأيام ما كنت جاهلا … ويأتيك بالأخبار من لم تزوّد

المزید

فصبرا في مجال الموت صبرا … فما نيل الخلود بمستطاع

المزید

حننت إلى ريّا ونفسك باعدت … مزارك من ريّا وشعباكما معا

المزید

أفاطم مهلا بعض هذا التدلل … وإن كنت قد أزمعت صرمي فأجملي

المزید

إنّ أباها وأبا أباها … قد بلغا في المجد غايتاها

المزید