المنشورات

أبوك بين حمارة وحمار

البحر: كامل
يهجو جريرًا
(يا اِبنَ المَراغَةِ إِنَّما جارَيتَني ** بِمُسَبَّقينَ لَدى الفَعالِ قِصارِ)
(وَالحابِسينَ إِلى العَشِيِّ لِيَأخُذوا ** نُزُحَ الرَكِيِّ وَدِمنَةَ الأَسآرِ)
(يا اِبنَ المَراغَةِ كَيفَ تَطلُبُ دارِماً ** وَأَبوكَ بَينَ حِمارَةٍ وَحِمارِ)
(وَإِذا كِلابُ بَني المَراغَةِ رَبَّضَت ** خَطَرَت وَرائي دارِمي وَجِماري)
(هَل أَنتُمُ مُتَقَلِّدي أَرباقِكُم ** بِفَوارِسِ الهَيجا وَلا الأَيسارِ)
(مِثلُ الكِلابِ تَبولُ فَوقَ أُنوفِها ** يَلحَسنَ قاطِرَهُنَّ بِالأَسحارِ)
(لَن تُدرِكوا كَرَمي بِلُؤمِ أَبيكُمُ ** وَأَوابِدي بِتَنَحُّلِ الأَشعارِ)
(هَلّا غَداةَ حَسَبتُمُ أَعيارَكُم ** بِجَدودَ وَالخَيلانِ في إِعصارِ)
(وَالحَوفَزانُ مُسَوِّمٌ أَفراسَهُ ** وَالمُحصَناتُ حَواسِرُ الأَبكارِ)
(يَدعونَ زَيدَ مَناةَ إِذ وَلَّيتُمُ ** لا يَتَّقينَ عَلى قَفاً بِخِمارِ)
(صَبَرَت بَنو سَعدٍ لَهُم بِرِماحِهِم ** وَكَشَفتُمُ لَهُمُ عَنِ الأَدبارِ)
(فَلَنَحنُ أَوثَقُ في صُدورِ نِسائِكُم ** عِندَ الطِعانِ وَقُبَّةِ الجَبّارِ)
(مِنكُم إِذا لَحِقَ الرُكوبُ كَأَنَّها ** خِرَقُ الجَرادِ تَثورُ يَومَ غُبارِ)
(بِالمُردَفاتِ إِذا اِلتَقَينَ عَشِيَّةً ** يَبكينَ خَلفَ أَواخِرِ الأَكوارِ)
(فَاِسأَل هَوازِنَ إِنَّ عِندَ سَراتِهِم ** عِلماً وَمُجتَمَعاً مِنَ الأَخبارِ)
(قَومٌ لَهُم نَضَدٌ كَأَن أَجسادُهُم ** بِالأَعوَجِيَّةِ مِن سَلوقَ ضَواري)
(فَلتُخبِرَنَّكَ أَنَّ عِزَّةَ دارِمٍ ** سَبَقَتكَ يا اِبنَ مُسَوِّقِ الأَعيارِ)
(كَيفَ التَعَذُّرُ بَعدَما ذَمَّرتُمُ ** سَقباً لِمُعضِلَةِ النِتاجِ نَوارِ)
(قَبَحَ الإِلَهُ بَني كُلَيبٍ إِنَّهُم ** لا يَغدِرونَ وَلا يَفونَ لِجارِ)
(يَستَيقِظونَ إِلى نُهاقِ حِمارِهِم ** وَتَنامُ أَعيُنُهُم عَنِ الأَوتارِ)
(يا حَقَّ كُلُّ بَني كُلَيبٍ فَوقَهُ ** لُؤمٌ تَسَربَلَهُ إِلى الأَظفارِ)
(مُتَبَرقِعي لُؤمٍ كَأَنَّ وُجوهَهُم ** طُلِيَت حَواجِبُها عَنِيَّةَ قارِ)
(كَم مِن أَبٍ لي يا جَريرُ كَأَنَّهُ ** قَمَرُ المَجَرَّةِ أَو سِراجُ نَهارِ)
(وَرِثَ المَكارِمَ كابِراً عَن كابِرٍ ** ضَخمِ الدَسيعَةِ يَومَ كُلِّ فَخارِ)
(تَلقى فَوارِسَنا إِذا رَبَّقتُمُ ** مُتَلَبِّبينَ لِكُلِّ يَومِ عَوارِ)
(وَلَقَد تَرَكتُ بَني كُلَيبٍ كُلَّهُم ** صُمَّ الرُؤوسِ مُفَقَّئي الأَبصارِ)
(وَلَقَد ضَلَلتَ أَباكَ تَطلُبُ دارِماً ** كَضَلالِ مُلتَمِسٍ طَريقَ وَبارِ)
(لا يَهتَدي أَبَداً وَلَو نُعِتَت لَهُ ** بِسَبيلِ وارِدَةٍ وَلا إِصدارِ)
(قالوا عَلَيكَ الشَمسَ فَاِقصِد نَحوَها ** وَالشَمسُ نائِيَةٌ عَنِ السُفّارِ)
(لَمّا تَكَسَّعَ في الرِمالِ هَدَت لَهُ ** عَرفاءُ هادِيَةٌ بِكُلِّ وِجارِ)
(كَالسامِرِيِّ يَقولُ إِن حَرَّكتَهُ ** دَعني فَلَيسَ عَلَيَّ غَيرُ إِزاري)
(لَولا لِساني حَيثُ كُنتُ رَفَعتُهُ ** لَرَمَيتُ فاقِرَةً أَبا سَيّارِ)
(فَوقَ الحَواجِبِ وَالسِبالِ كَأَنَّها ** نارٌ تَلوحُ عَلى شَفيرِ قِتارِ)
(إِنَّ البَكارَةَ لا يَدَي لِصِغارِها ** بِزِحامِ أَصيَدَ رَأسُهُ هَدّارِ)
(قَرمٌ إِذا سَمِعَ القُرومُ هَديرَهُ ** وَلَّينَهُ وَرَمَينَ بِالأَبعارِ)
(كَم خالَةٍ لَكَ يا جَريرُ وَعَمَّةٍ ** فَدعاءَ قَد حَلَبَت عَلَيَّ عِشاري)
(كُنّا نُحاذِرُ أَن تَضيعَ لِقاحُنا ** وَلَهاً إِذا سَمِعَت دُعاءَ يَسارِ)
(شَغّارَةٍ تَقِذُ الفَصيلَ بِرِجلِها ** فَطّارَةٍ لِقَوادِمِ الأَبكارِ)
(كانَت تُراوِحُ عاتِقَيها عُلبَةً ** خَلفَ اللِقاحِ سَريعَةَ الإِدرارِ)
(وَلَقَد عَرَكتُ بَني كُلَيبٍ عَركَةً ** وَتَرَكتُهُم فَقعاً بِكُلِّ قَرارِ)












مصادر و المراجع :

١- ديوان الفرزدق

المؤلف: أبي فراس همّام بن غالب بن صعصعة ابن ناجية بن عقال بن محمد بن سفيان بن مجاشع بن دارم، ولقب بالفرزدق لجهامة وجهه وضخامته.

(38 هـ - 658 م) (110 هـ - 728 م)

شرحه وضبطه وقدّم له: الأستاذ علي فاعور

الناشر: دار الكتب العلمية

بيروت - لبنان

الطبعة: الأولى (1407 هـ - 1987 م)

تعليقات (0)

الأكثر قراءة

ستبدي لك الأيام ما كنت جاهلا … ويأتيك بالأخبار من لم تزوّد

المزید

فصبرا في مجال الموت صبرا … فما نيل الخلود بمستطاع

المزید

حننت إلى ريّا ونفسك باعدت … مزارك من ريّا وشعباكما معا

المزید

أفاطم مهلا بعض هذا التدلل … وإن كنت قد أزمعت صرمي فأجملي

المزید

إنّ أباها وأبا أباها … قد بلغا في المجد غايتاها

المزید