المنشورات

ما بك للكرام فخار

البحر: كامل
(أَعَرَفتَ بَينَ رُوَيَّتَينِ وَحَنبَلٍ ** دِمَناً تَلوحُ كَأَنَّها الأَسطارُ)
(لَعِبَ العَجاجُ بِكُلِّ مَعرِفَةٍ لَها ** وَمُلِثَّةٌ غَبَياتُها مِدرارُ)
(فَعَفَت مَعالِمَها وَغَيَّرَ رَسمَها ** ريحٌ تَرَوَّحَ بِالحَصى مِبكارُ)
(فَتَرى الأَثافِيَ وَالرَمادَ كَأَنَّهُ ** بُوٌّ عَلَيهِ رَوائِمٌ أَظآرُ)
(وَلَقَد يَحُلُّ بِها الجَميعُ وَفيهِمُ ** حورُ العُيونِ كَأَنَّهُنَّ صِوارُ)
(يَأنَسنَ عِندَ بُعولِهِنَّ إِذا اِلتَقَوا ** وَإِذا هُمُ بَرَزوا فَهُنَّ خِفارُ)
(شُمُسٌ إِذا بَلَغَ الحَديثُ حَياءَهُ ** وَأَوانِسٌ بِكَريمَةٍ أَغرارُ)
(وَكَلامُهُنَّ كَأَنَّما مَرفوعُهُ ** بِحَديثِهِنَّ إِذا اِلتَقَينَ سِرارُ)
(رُجُحٌ وَلَسنَ مِنَ اللَواتي بِالضُحى ** لِذُيولِهِنَّ عَلى الطَريقِ غُبارُ)
(وَإِذا خَرَجنَ يَعُدنَ أَهلَ مُصابَةٍ ** كانَ الخُطا لِسِراعِها الأَشبارُ)
(هُنَّ الحَرائِرُ لَم يَرِثنَ لِمُعرِضٍ ** مالاً وَلَيسَ أَبٌ لَهُنَّ يُجارُ)
(فَاِطرَح بِعَينِكَ هَل تَرى أَحداجِهِم ** كَالدَومِ حينَ تُحَمَّلُ الأَخدارُ)
(يَغشى الإِكامَ بِهِنَّ كُلَّ مُخَيَّسٍ ** قَد شاكَ مُختَلِفاتُهُ مَوّارُ)
(وَإِذا العُيونُ تَكارَهَت أَبصارُها ** وَجَرى بِهِنَّ مَعَ السَرابِ قِفارُ)
(نَظَرَ الدَلَهمَسُ نَظرَةً ما رَدَّها ** حَوَلٌ بِمُقلَتِهِ وَلا عُوّارُ)
(فَرَأى الحُمولَ كَأَنَّما أَحداجُها ** في الآلِ حينَ سَما بِها الإِظهارُ)
(نَخلٌ يَكادُ ذُراهُ مِن قِنوانِهِ ** بِذُريعَتَينِ يُميلُهُ الإيقارُ)
(إِنَّ المَلامَةَ مِثلُ ما بَكَرَت بِهِ ** مِن تَحتِ لَيلَتِها عَلَيكَ نَوارُ)
(وَتَقولُ كَيفَ يَميلُ مِثلُكَ لِلصِبا ** وَعَلَيكَ مِن سِمَةِ الحَليمِ عِذارُ)
(وَالشَيبُ يَنهَضُ في السَوادِ كَأَنَّهُ ** لَيلٌ يَصيحُ بِجانِبَيهِ نَهارُ)
(إِنَّ الشَبابَ لَرابِحٌ مَن باعَهُ ** وَالشَيبُ لَيسَ لِبائِعيهِ تِجارُ)
(يا اِبنَ المَراغَةِ أَنتَ أَلأَمُ مَن مَشى ** وَأَذَلُّ مَن لِبِنانِهِ أَظفارُ)
(وَإِذا ذَكَرتَ أَباكَ أَو أَيّامَهُ ** أَخزاكَ حَيثُ تُقَبَّلُ الأَحجارُ)
(إِنَّ المَراغَةَ مَرَّغَت يَربوعَها ** في اللُؤمِ حَيثُ تَجاهَدَ المِضمارُ)
(أَنتُم قَرارَةُ كُلَّ مَدفَعِ سَوءَةٍ ** وَلُكُلِّ دافِعَةٍ تَسيلُ قَرارُ)
(إِنّي غَمَمتُكَ بِالهِجاءِ وَبِالحَصى ** وَمَكارِمٍ لِفِعالِهِنَّ مَنارُ)
(وَلَقَد عَطَفتُ عَلَيكَ حَرباً مُرَّةً ** إِنَّ الحُروبَ عَواطِفٌ أَمرارُ)
(حَرباً وَأُمِّكَ لَيسَ مُنجِيَ هارِبٍ ** مِنها وَلَو رَكِبَ النَعامَ فِرارُ)
(فَلَأَفخَرَنَّ عَلَيكَ فَخراً لي بِهِ ** قُحَمٌ عَلَيكَ مِنَ الفَخارِ كِبارُ)
(إِنّي لَيَرفَعُني عَلَيكَ لِدارِمٍ ** قَرمٌ لَهُم وَنَجيبَةٌ مِذكارُ)
(وَإِذا نَظَرتَ رَأَيتَ فَوقَكَ دارِماً ** في الجَوِّ حَيثُ تَقَطَّعُ الأَبصارُ)
(إِنّي لَيَعطِفُ لِلَّئيمِ إِذا رَجا ** مِنّي الرَواحَ مُجَرَّبٌ كَرّارُ)
(إِنّي لَأَشتِمَكُم وَما في قَومِكُم ** حَسَبٌ يُعادِلُنا وَلا أَخطارُ)
(هَل يَعدِلَنَّ بِقاصِعائِكَ مَعشَرٌ ** لَهُمُ السَماءُ عَلَيكَ وَالأَنهارُ)
(وَالأَكرَمونَ إِذا يُعَدُّ قَديمُهُم ** وَالأَكثَرونَ إِذا يُعَدُّ كِثارُ)
(وَلَهُم عَلَيكَ إِذا القُرومُ تَخاطَرَت ** خَمطُ الفُحولَةِ مُصعَبٌ خَطّارُ)
(وَلَهُم عَلَيكَ إِذا الفُحولُ تَدافَعَت ** لِجَجٌ يَضُمُّكَ مَوجُهُنَّ غِمارُ)
(قَومٌ يُرَدُّ بِهِم إِذا ما اِستَلأَموا ** غَضَبُ المُلوكِ وَتُمنَعُ الأَدبارُ)
(مَنَعَ النِساءَ لِآلِ ضَبَّةَ وَقعَةٌ ** وَلِآلِ سَعدٍ وَقعَةٌ مِبكارُ)
(فَاِسأَل غَداةَ جَدودَ أَيُّ فَوارِسٍ ** مَنَعوا النِساءَ لِعوذِهِنَّ جُؤارُ)
(وَالخَيلُ عابِسَةٌ عَلى أَكتافِها ** دُفَعٌ تَبُلُّ صُدورَها وَغُبارُ)
(إِنّا وَأُمِّكَ ما تَظَلُّ جِيادُنا ** إِلّا شَوازِبَ لاحَهُنَّ غِوارُ)
(قُبّاً بِنا وَبِهِنَّ يُدفَعُ وَالقَنا ** وَغمُ العَدُوِّ وَتُنقَضُ الأَوتارُ)
(كَم كانَ مِن مَلِكٍ وَطِئنَ وَسوقَةٍ ** أَطلَقنَهُ وَبِساعِدَيهِ إِسارُ)
(كانَ الفِداءُ لَهُ صُدورَ رِماحِنا ** وَالخَيلَ إِذ رَهَجَ الغُبارُ مُثارُ)
(وَلَئِن سَأَلتَ لَتُنبَأَنَّ بِأَنَّنا ** نَسمو بِأَكرَمِ ما تَعُدُّ نِزارُ)
(قالَ المَلائِكَةُ الَّذينَ تُخَيِّروا ** وَالمُصطَفونَ لِدينِهِ الأَخيارُ)
(أَبكى الإِلَهُ عَلى بَلِيَّةَ مَن بَكى ** جَدَثاً يَنوحُ عَلى صَداهُ حِمارُ)
(كانَت مُنافِقَةَ الحَياةِ وَمَوتُها ** خِزيٌ عَلانِيَةٌ عَلَيكَ وَعارُ)
(فَلَئِن بَكَيتَ عَلى الأَتانِ لَقَد بَكى ** جَزَعاً غَداةَ فِراقِها الأَعيارُ)
(يَنهَسنَ أَذرُعُهُنَّ حينَ عَهِدنَها ** وَمَكانُ جُثوَتِها لَهُنَّ دُوارُ)
(تَبكي عَلى اِمرَأَةٍ وَعِندَكَ مِثلُها ** قَعساءُ لَيسَ لَها عَلَيكَ خِمارُ)
(وَلَتَكفِيَنَّكَ فَقدَ زَوجَتِكَ الَّتي ** هَلَكَت مُوَقَّعَةُ الظُهورِ قِصارُ)
(أَخَواتُ أُمِّكَ كُلِّهِنَّ حَريصَةٌ ** أَلّا يَفوتَكَ عِندَها الإِصهارُ)
(فَاِخطُب وَقُل لِأَبيكَ يَشفَعُ إِنَّهُ ** سَيَكونُ أَو سَيُعينُكَ المِقدارُ)
(بِكراً عَسَت بِكَ أَن تَكونَ حَظِيَّةً ** إِنَّ المَناكِحَ خَيرَها الأَبكارُ)
(إِنَّ الزِيارَةَ في الحَياةِ وَلا أَرى ** مَيتاً إِذا دَخَلَ القُبورَ يُزارُ)
(لَمّا جَنَنتَ اليَومَ مِنها أَعظُماً ** يَبرُقنَ بَينَ فُصوصِهِنَّ فِقارُ)
(وَرَثَيتَها وَفَضَحتَها في قَبرِها ** ما مِثلَ ذَلِكَ تَفعَلُ الأَخيارُ)
(وَأَكَلتَ ما ذَخَرَت لِنَفسِكَ دونَها ** وَالجَدبُ فيهِ تَفاضَلُ الأَبرارُ)
(آثَرتَ نَفسَكَ بِاللَوِيَّةِ وَالَّتي ** كانَت لَها وَلِمِثلِها الأَذخارُ)
(وَتَرى اللَئيمَ كَذاكَ دونَ عِيالِهِ ** وَعَلى قَعيدَتِهِ لَهُ اِستِئثارُ)
(أَنَسيتَ صُحبَتِها وَمَن يَكُ مُقرِفاً ** تُخرِج مُغَيَّبَ سِرِّهِ الأَخبارُ)
(لَمّا شَبِعتَ ذَكَرتَ ريحَ كِسائِها ** وَتَرَكتَها وَشِتاؤُها هَرّارُ)
(هَلّا وَقَد غَمَرَت فُؤادَكَ كَثبَةٌ ** وَالضَأنُ مُخصَبَةُ الجَنابِ غِزارُ)
(هَجهَجتَ حينَ دَعَتكَ إِن لَم تَأتِها ** حَيثُ السِباعُ شَوارِعٌ كُشّارُ)
(نَهَضَت لِتَحرُزَ شِلوَها فَتَجَوَّرَت ** وَالمُخَّ مِن قَصَبِ القَوائِمِ رارُ)
(قالَت وَقَد جَنَحَت عَلى مَملولِها ** وَالنارُ تَخبو مَرَّةً وَتُثارُ)
(عَجفاءُ عارِيَةُ العِظامِ أَصابَها ** حَدَثُ الزَمانِ وَجَدُّها العَثّارُ)
(أَبَني الحَرامَ فَتاتُكُم لا تُهزَلَن ** إِنَّ الهُزالَ عَلى الحَرائِرِ عارُ)
(لا تَترُكُنَّ وَلا يَزالَن عِندَها ** مِنكُم بِحَدِّ شِتائِها مَيّارُ)
(وَبِحَقِّها وَأَبيكَ تُهزَلُ مالَها ** مالٌ فَيَعصِمَها وَلا أَيسارُ)
(وَتَرى شُيوخَ بَني كُلَيبٍ بَعدَها ** شَمِطَ اللِحى وَتَسَعسَعَ الأَعمارُ)
(يَتَكَلَّمونَ مَعَ الرِجالِ تَراهُمُ ** زُبَّ اللِحى وَقُلوبُهُم أَصفارُ)
(وَنُسَيَّةٌ لِبَني كُلَيبٍ عِندَهُم ** مِثلُ الخَنافِسِ بَينَهُنَّ وِبارُ)
(مُتَقَبِّضاتٌ عِندَ شَرِّ بُعولَةٍ ** شَمِطَت رُؤوسُهُمُ وَهُم أَغمارُ)
(أَمَةُ اليَدَينِ لَئيمَةٌ آباؤُها ** سَوداءُ حَيثُ يُعَلَّقُ التِقصارُ)
(مُتَعالِمُ النَفَرِ الَّذينَ هُمُ هُمُ ** بِالتَبلِ لا غُمُرٌ وَلا أَفتارُ)
(فَاِربِط لِأُمِّكَ عَن رَبيكَ أَتانَهُ ** وَاِخسَأ فَما بِكَ لِلكِرامِ فَخارُ)
(كَم كانَ قَبلَكَ مِن لَئيمٍ خائِنٍ ** تُرِكَت مَسامِعُهُ وَهُنَّ صِغارُ)










مصادر و المراجع :

١- ديوان الفرزدق

المؤلف: أبي فراس همّام بن غالب بن صعصعة ابن ناجية بن عقال بن محمد بن سفيان بن مجاشع بن دارم، ولقب بالفرزدق لجهامة وجهه وضخامته.

(38 هـ - 658 م) (110 هـ - 728 م)

شرحه وضبطه وقدّم له: الأستاذ علي فاعور

الناشر: دار الكتب العلمية

بيروت - لبنان

الطبعة: الأولى (1407 هـ - 1987 م)

تعليقات (0)

الأكثر قراءة

ستبدي لك الأيام ما كنت جاهلا … ويأتيك بالأخبار من لم تزوّد

المزید

فصبرا في مجال الموت صبرا … فما نيل الخلود بمستطاع

المزید

حننت إلى ريّا ونفسك باعدت … مزارك من ريّا وشعباكما معا

المزید

أفاطم مهلا بعض هذا التدلل … وإن كنت قد أزمعت صرمي فأجملي

المزید

إنّ أباها وأبا أباها … قد بلغا في المجد غايتاها

المزید