المنشورات

أنا ابن الذي رد المنية فضله

البحر: طويل
قال في معاقرة بني نهشل لجناب بن شريك بن همام ابن صعصعة:
(بَني نَهشَلٍ أَبقوا عَلَيكُم وَلَم تَرَوا ** سَوابِقَ حامٍ لِلذِمارِ مُشَهَّرِ)
(كَريمٍ تَشَكّى قَومُهُ مُسرِعاتِهِ ** وَأَعداؤُهُ مُصغونَ لِلمُتَسَوِّرِ)
(أَلانَ إِذا هَرَّت مَعَدٌ عُلالَتي ** وَنابَي دُموعٍ لِلمُدِلّينَ مُصحِرِ)
(بَني نَهشَلٍ لا تَحمِلوني عَلَيكُمُ ** عَلى دَبِرٍ أَندابُهُ لَم تَقَشَّرِ)
(وَإِنّا وَإِيّاكُم جَرَينا فَأَيُّنا ** تَقَلَّدَ حَبلَ المُبطِئِ المُتَأَخِّرِ)
(وَلَو كانَ حَرِّيُّ بنُ ضَمرَةَ فيكُمُ ** لَقالَ لَكُم لَستُم عَلى المُتَخَيَّرِ)
(عَشِيَّةَ خَلّى عَن رَقاشِ وَجَلَّحَت ** بِهِ سَوحَقٌ كَالطائِرِ المُتَمَطِّرِ)
(يُفَدّي عُلالاتِ العِبايَةِ إِذ دَنا ** لَهُ فارِسُ المِدعاسِ غَيرُ المُغَمِّرِ)
(وَأَيقَنَ أَنَّ الخَيلَ إِذ تَلتَبِس بِهِ ** يَقِظ عانِياً أَو جيفَةً بَينَ أَنسُرِ)
(وَما تَرَكَت مُنكُم رِماحُ مُجاشِعٍ ** وَفُرسانُها إِلّا أَكولَةَ مَنسِرِ)
(عَشِيَّةَ رَوَّحنا عَلَيكُم خَناذِذاً ** مِنَ الخَيلِ إِذ أَنتُم قَعودٌ بِقَرقَرِ)
(أَبا مَعقِلٍ لَولا حَواجِزُ بَينَنا ** وَقُربى ذَكَرناها لِآلِ المُجَبِّرِ)
(إِذاً لَرَكِبنا العامَ حَدَّ ظُهورِهِم ** عَلى وَقَرٍ أَندابُهُ لَم تَغَفَّرِ)
(فَما بِكَ مِن هَذا وَقَد كُنتَ تَجتَني ** جَنى شَجَرٍ مُرَّ العَواقِبِ مُمقِرِ)
(وَهُم بَينَ بَيتَ الأَكثَرينَ مُجاشِعٍ ** وَسَلمى وَرَبعِيِّ بنِ سَلمى وَمُنذِرِ)
(وَلَستُ بِهاجٍ جَندَلاً إِنَّ جَندَلاً ** بَنونا وَهُم أَولادُ سَلمى المُجَبِّرِ)
(وَلا جابِراً وَالحَينُ يورِدُ أَهلَهُ ** مَوارِدَ أَحياناً إِلى غَيرِ مَصدَرِ)
(وَلا التَوأَمَينِ المانِعَينِ حِماهُما ** إِذا كانَ يَومٌ ذو عَجاجٍ مُثَوَّرِ)
(أَنا اِبنُ عِقالٍ وَاِبنُ لَيلى وَغالِبٍ ** وَفَكّاكِ أَغلالِ الأَسيرِ المُكَفَّرِ)
(وَكانَ لَنا شَيخانِ ذو القَبرِ مِنهُما ** وَشَيخٌ أَجارَ الناسَ مِن كُلِّ مَقبَرِ)
(عَلى حينَ لا تُحيا البَناتُ وَإِذ هُمُ ** عُكوفٌ عَلى الأَنصابِ حَولَ المُدَوَّرِ)
(أَنا اِبنُ الَّذي رَدَّ المَنِيَّةَ فَضلُهُ ** وَما حَسَبٌ دافَعتُ عَنهُ بِمُعوِرِ)
(أَبي أَحَدُ الغَيثَينِ صَعصَعَةُ الَّذي ** مَتى تُخلِفِ الجَوزاءُ وَالنَجمُ يُمطِرِ)
(أَجارَ بَناتِ الوائِدينَ وَمَن يُجِر ** عَلى الفَقرِ يَعلَم أَنَّهُ غَيرُ مُخفَرِ)
(وَفارِقِ لَيلٍ مِن نِساءٍ أَتَت أَبي ** تُعالِجُ ريحاً لَيلُها غَيرُ مُقمِرِ)
(فَقالَت أَجِر لي ما وَلَدتُ فَإِنَّني ** أَتَيتُكَ مِن هَزلى الحَمولَةِ مُقتِرِ)
(هِجَفٍّ مِنَ العُثوِ الرُؤوسِ إِذا ضَغَت ** لَهُ اِبنَةُ عامٍ يَحطِمُ العَظمَ مُنكَرِ)
(رَأى الأَرضَ مِنها راحَةً فَرَمى بِها ** إِلى خُدَدٍ مِنها وَفي شَرِّ مَحفِرِ)
(فَقالَ لَها نامي فَإِنَّ بِذِمَّتي ** لِبِنتِكَ جارٌ مِن أَبيها القُنُوَّرِ)
(فَما كانَ ذَنبي أَن جَنابٌ سَما بِهِ ** حِفاظٌ وَشَيطانٌ بَطيءُ التَعَذُّرِ)
(وَمَسجونَةٍ قالَت وَقَد سَدَّ زَوجُها ** عَلَيها خَصاصَ البَيتِ مِن كُلِّ مَنظَرِ)
(لَعَمري لَقَد أَروى جَنابٌ لِقاحَهُ ** وَأَنهَلَ في لَزنٍ مِنَ الماءِ مُنكَرِ)
(فَإِنَّكَ قَد أَشبَعتَ أَبرامَ نَهشَلٍ ** وَأَبرَزتَ مِنهُم كُلَّ عَذراءَ مُعصِرِ)
(وَلَو كُنتَ حُرّاً ما طَعِمتَ لُحومَها ** وَلا قُمتَ عِندَ الفَرثِ يا اِبنَ المُجَشَّرِ)
(أَلَم تَعلَما يا اِبنَ المُجَشَّرِ أَنَّها ** إِلى السَيفِ تُستَبكى إِذا لَم تُعَقَّرِ)
(مَناعيشُ لِلمَولى مَرائيبُ لِلثَأى ** مَعاقيرُ في يَومِ الشِتاءِ المُذَكَّرِ)
(وَما جَبَرَت إِلّا عَلى عَتَبٍ بِها ** عَراقيبُها مُذ عُقِّرَت يَومَ صَوأَرِ)
(وَإِنَّ لَها بَينَ المِقَرَّينِ ذائِداً ** وَسَيفَ عِقالٍ في يَدَي غَيرِ جَيدَرِ)
(إِذا رَوَّحَت يَوماً عَلَيهِ رَأَيتَها ** بُروكاً مَتاليها عَلى كُلِّ مَجزَرِ)
(وَكائِن لَها مِن مَحبِسٍ أُنهِبَت بِهِ ** بِجَمعٍ وَبِالبَطحاءِ عِندَ المُشَعَّرِ)
(وَما إِبِلٌ أَدعى إِلى فَرعِ قَومِها ** وَخَيرٌ قِرىً لِلطارِقِ المُتَنَوِّرِ)
(وَأَعرَفَ بِالمَعروفِ مِنها إِذا اِلتَقَت ** عَصائِبُ شَتّى بِالمَقامِ المُطَهَّرِ)
(وَما أُفُقٌ إِلّا بِهِ مِن حَديثِها ** لَها أَثَرٌ يَنمى إِلى كُلِّ مَفخَرِ)










مصادر و المراجع :

١- ديوان الفرزدق

المؤلف: أبي فراس همّام بن غالب بن صعصعة ابن ناجية بن عقال بن محمد بن سفيان بن مجاشع بن دارم، ولقب بالفرزدق لجهامة وجهه وضخامته.

(38 هـ - 658 م) (110 هـ - 728 م)

شرحه وضبطه وقدّم له: الأستاذ علي فاعور

الناشر: دار الكتب العلمية

بيروت - لبنان

الطبعة: الأولى (1407 هـ - 1987 م)

تعليقات (0)

الأكثر قراءة

ستبدي لك الأيام ما كنت جاهلا … ويأتيك بالأخبار من لم تزوّد

المزید

فصبرا في مجال الموت صبرا … فما نيل الخلود بمستطاع

المزید

حننت إلى ريّا ونفسك باعدت … مزارك من ريّا وشعباكما معا

المزید

أفاطم مهلا بعض هذا التدلل … وإن كنت قد أزمعت صرمي فأجملي

المزید

إنّ أباها وأبا أباها … قد بلغا في المجد غايتاها

المزید