المنشورات

ليت القيامة أرسلت

البحر: طويل
يرثي محمد بن يوسف ومحمد بن يوسف ومحمد بن الحجاج بن يوسف ومانا في جمعة واحدة:
البحر: طويل
(لَئِن صَبَرَ الحَجّاجُ ما مِن مُصيبَةٍ ** تَكونُ لِمَرزوءٍ أَجَلَّ وَأَوجَعا)
(مِنَ المُصطَفى وَالمُصطَفى مِن ثِقاتِهِ ** خَليلَيهِ إِذ بانا جَميعاً فَوَدَّعا)
(وَلَو رُزِئَت مِثلَيهِما هَضبَةُ الحِمى ** لَأَصبَحَ ما دارَت مِنَ الأَرضِ بَلقَعا)
(جَناحا عَتيقٍ فارَقاهُ كِلاهُما ** وَلَو كُسِرا مِن غَيرِهِ لَتَضَعضَعا)
(وَكانا وَكانَ المَوتُ لِلناسِ نُهيَةً ** سِناناً وَسَيفاً يَقطُرُ السُمَّ مُنقَعا)
(فَلا يَومَ إِلّا يَومُ مَوتِ خَليفَةٍ ** عَلى الناسِ مِن يَومَيهِما كانَ أَفجَعا)
(وَفَضلاهُما مِمّا يُعَدُّ كِلاهُما ** عَلى الناسِ مِن يَومَيهِما كانَ أَوسَعا)
(فَلا صَبرَ إِلّا دونَ صَبرٍ عَلى الَّذي ** رُزِئتَ عَلى يَومٍ مِنَ البَأسِ أَشنَعا)
(عَلى اِبنِكَ وَاِبنِ الأُمِّ إِذ أَدرَكَتهُما ال ** مَنايا وَقَد أَفنَينَ عاداً وَتُبَّعا)
(وَلَو أَنَّ يَومَي جُمعَتَيهِ تَتابَعا ** عَلى جَبَلٍ أَمسى حُطاماً مُصَرَّعا)
(وَلَم يَكُنِ الحَجّاجُ إِلّا عَلى الَّذي ** هُوَ الدينُ أَو فَقدِ الإِمامِ لِيَجزَعا)
(وَما راعَ مَنعِيّاً لَهُ مِن أَخٍ لَهُ ** وَلا اِبنٍ مِنَ الأَقوامِ مِثلاهُما مَعا)
(فَإِن يَكُ أَمسى فارَقَتهُ نَواهُما ** فَكُلُّ اِمرِئٍ مِن غُصَّةٍ قَد تَجَرَّعا)
(فَلَيتَ البَريدَينِ اللَذَينِ تَتابَعا ** بِما أَخبَرا ذاقا الذُعافَ المُسَلَّعا)
(أَلا سَلَتَ اللَهُ اِبنَ سَلتى كَما نَعى ** رَبيعاً تَجَلّى غَيمُهُ حينَ أَقلَعا)
(فَلا رُزءَ إِلّا الدينَ أَعظَمُ مِنهُما ** غَداةَ دَعا ناعيهِما ثُمَّ أَسمَعا)
(عَلانِيَةً أَنَّ السِماكَينِ فارَقا ** مَكانَيهِما وَالصُمَّ أَصبَحنَ خُشَّعا)
(عَلى خَيرِ مَنعِيَّينِ إِلّا خَليفَةً ** وَأَولاهُ بِالمَجدِ الَّذي كانَ أَرفَعا)
(سَمِيَّي رَسولِ اللَهِ سَمّاهُما بِهِ ** أَبٌ لَم يَكُن عِندَ المُصيباتِ أَخضَعا)
(أَبٌ كانَ لِلحَجّاجِ لَم يُرَ مِثلُهُ ** أَباً كانَ أَبنى لِلمَعالي وَأَنفَعا)
(وَقائِلَةٍ لَيتَ القِيامَةَ أُرسِلَت ** عَلَينا وَلَم يُجروا البَريدَ المُقَزَّعا)
(إِلَينا بِمَختومٍ عَلَينا مُؤَجَّلاً ** لِيُبلِغَناها عاشَ في الناسِ أَجدَعا)
(نَعى فَتَيَينا لِلطِعانِ وَلِلقِرى ** وَعَدلَينِ كانا لِلحُكومَةِ مَقنَعا)
(خِيارَينِ كانا يَمنَعانِ ذِمارَنا ** وَمَعقِلَ مَن يَبكي إِذا الرَوعُ أَفزَعا)
(فَعَينَيَّ ما المَوتى سَواءً بُكاهُمُ ** فَبِالدَمِّ إِن أَنزَفتُما الماءَ فَاِدمَعا)
(وَما لَكُما لا تَبكِيانِ وَقَد بَكى ** مِنَ الحَزَنِ الهَضبُ الَّذي قَد تَقَلَّعا)
(مَآتِمُ لِاِبنَي يوسُفٍ تَلتَقي لَها ** نَوائِحُ تَنعى وارِيَ الزَندِ أَروَعا)
(نَعَت خَيرَ شُبّانِ الرِجالِ وَخَيرَهُم ** بِهِ الشَيبُ مِن أَكنافِهِ قَد تَلَفَّعا)
(أَخاً كانَ أَجزى أَيسَرَ الأَرضِ كُلِّها ** وَأَجزى اِبنُهُ أَمرَ العِراقَينِ أَجمَعا)
(وَقَد راعَ لِلحَجّاجِ راعيهِما مَعاً ** صَبوراً عَلى المَيتِ الكَريمِ مُفَجَّعا)
(وَيَومٍ تُرى جَوزاؤُهُ مِن ظَلامِهِ ** تَرى طَيرَهُ قَبلَ الوَقيعَةِ وُقَّعا)
(لِيَنظُرنَ ما تَقضي الأَسِنَّةُ بَينَهُم ** وَكُلُّ حُسامٍ غِمدُهُ قَد تَسَعسَعا)
(جَعَلتَ لِعافيها بِكُلِّ كَريهَةٍ ** جُموعاً إِلى القَتلى مَعافاً وَمَشبَعا)
(وَحائِمَةٍ فَوقَ الرِماحِ نُسورُها ** صَرَعتَ لِعافيها الكَمِيَّ المُقَنَّعا)
(بِهِندِيَّةٍ بيضٍ إِذا ما تَناوَلَت ** مَكانَ الصَدى مِن رَأسِ عاصٍ تَجَعجَعا)
(وَقَد كُنتَ ضَرّاباً بِها يا اِبنَ يوسُفٍ ** جَماجِمَ مَن عادى الإِمامَ وَشَيَّعا)
(جَماجِمَ قَومٍ ناكِثينَ جَرى بِهِم ** إِلى الغِيِّ إِبليسُ النِفاقِ وَأَوضَعا)












مصادر و المراجع :

١- ديوان الفرزدق

المؤلف: أبي فراس همّام بن غالب بن صعصعة ابن ناجية بن عقال بن محمد بن سفيان بن مجاشع بن دارم، ولقب بالفرزدق لجهامة وجهه وضخامته.

(38 هـ - 658 م) (110 هـ - 728 م)

شرحه وضبطه وقدّم له: الأستاذ علي فاعور

الناشر: دار الكتب العلمية

بيروت - لبنان

الطبعة: الأولى (1407 هـ - 1987 م)

تعليقات (0)

الأكثر قراءة

ستبدي لك الأيام ما كنت جاهلا … ويأتيك بالأخبار من لم تزوّد

المزید

فصبرا في مجال الموت صبرا … فما نيل الخلود بمستطاع

المزید

حننت إلى ريّا ونفسك باعدت … مزارك من ريّا وشعباكما معا

المزید

أفاطم مهلا بعض هذا التدلل … وإن كنت قد أزمعت صرمي فأجملي

المزید

إنّ أباها وأبا أباها … قد بلغا في المجد غايتاها

المزید