المنشورات

جزى الله عني في الأمور مجاشعًا

البحر: طويل
(جَزى اللَهُ عَنّي في الأُمورِ مُجاشِعاً ** جَزاءَ كَريمٍ عالِمٍ كَيفَ يَصنَعُ)
(فَإِن تَجزِني مِنهُم فَإِنَّكَ قادِرٌ ** تَجُزُّ كَما شِئتَ العِبادَ وَتَزرَعُ)
(يُرِقّونَ عَظمي ما اِستَطاعوا وَإِنَّما ** أَشيدُ لَهُم بُنيانَ مَجدٍ وَأَرفَعُ)
(وَكَيفَ بِكُم إِن تَظلِموني وَتَشتَكوا ** إِذا أَنا عاقَبتُ اِمرَأً وَهوَ أَقطَعُ)
(إِذا اِنفَقَأَت مِنكُم ضَواةٌ جَعَلتُمُ ** عَلَيَّ أَذاها حَرقَها يَتَزَرَّعُ)
(تَرَونَ لَكُم مَجداً هِجائي وَإِنَّما ** هِجائي لِمَن حانَ الذُعافُ المُسَلَّعُ)
(وَإِنّي لِيَنهاني عَنِ الجَهلِ فيكُمُ ** إِذا كِدتُ خَلّاتٌ مِنَ الحِلمِ أَربَعُ)
(حَياءٌ وَبُقيا وَاِتِّقاءٌ وَإِنَّني ** كَريمٌ فَأُعطي ما أَشاءُ وَأَمنَعُ)
(وَإِن أَعفُ أَستَبقي حُلومَ مُجاشِعٍ ** فَإِنَّ العَصا كانَت لِذي الحِلمِ تُقرَعُ)
(أَلَم تُرجِلوني عَن جِيادي وَتَخلَعوا ** عِناني وَما مِثلي مِنَ القَومِ يُخلَعُ)
(كَما كانَ يَلقى الزِبرِقانُ وَلَم يَزَل ** يُعالِجُ مَولىً يَستَقيمُ وَيَظلَعُ)
(وَإِنّي لَأَجري بَعدَما يَبلُغُ المَدى ** وَأَفقَأُ عَينَي ذي الذُبابِ وَأَجدَعُ)
(وَأَكوي خَياشيمَ الصُداعِ وَأَبتَغي ** مَجامِعَ داءِ الرَأسِ مِن حَيثُ يَنقَعُ)
(وَإِنّي لِيَنميني إِلى خَيرِ مَنصِبٍ ** أَبٌ كانَ أَبّاءً يَضُرُّ وَيَنفَعُ)
(طَويلُ عِمادِ البَيتِ تَبني مُجاشِعٌ ** إِلى بَيتِهِ أَطنابَها ما تَنَزَّعُ)
(سَيَبلُغُ عَنّي حاجَتي غَيرُ عامِلٍ ** بِها مِن ذَوي الحاجاتِ فَيجٌ مُسَرِّعُ)
(عَصائِبُ لَم يَطحَن كُدَيرٌ مَتاعَها ** يَمُرُّ بِها بَينَ الغَديرَينِ مَهيَعُ)
(إِلَيهِ وَإِن كانَت زَبالَةُ بَينَنا ** وَذو حَدَبٍ فيهِ القَراقيرُ تَمزَعُ)
(يَميناً لَئِن أَمسى كُدَيرٌ يَلومُني ** لَقَد لُمتُهُ لَوماً سَيَبقى وَيَنصَعُ)
(خَليلَي كُدَيرٍ أَبلِغا إِن لَقيتُهُ ** طَبِعتُ وَأَنّى لَيسَ مِثلُكَ يَطبَعُ)
(أَفي مِئَةٍ أَقرَضتَها ذا قَرابَةٍ ** عَلى كُلِّ بابٍ ماءُ عَينَيكَ يَدمَعُ)
(تَسيلُ مَآقيكَ الصَديدَ تَلومُني ** وَأَنتَ اِمرُؤٌ قَحمُ العَذارَينِ أَصلَعُ)
(فَدونَكَها إِنّي إِخالُكَ لَم تَزَل ** لَدُن خَرَجَت مِن بابِ بَيتِكَ تَلمَعُ)
(تُنادي وَتَدعو اللَهَ فيها كَأَنَّما ** رُزِئتَ اِبنَ أُمٍّ لَم يَكُن يَتَضَعضَعُ)
(مَتى تَأتِهِ مِنّي النَذيرَةُ لا يَنَم ** وَلَكِن يَخافُ الطارِقاتُ وَيَفزَعُ)
(وَأَيُّ اِمرِئٍ بَعدَ النَذيرَةِ قَد رَأى ** طَلايِعَها مِنّي لَهُ العَينُ تَهجَعُ)
(مِنَ الناسِ إِلّا فاسِدَ العَقلِ شارَكَت ** بِهِ العَجزَ حَولاً أُمُّهُ وَهوَ مُرضَعُ)
(فَلا يَقذِفَنكَ الحينُ في نابِ حَيَّةٍ ** عَصا كُلَّ حَوّاءٍ بِهِ السُمُّ مُنقَعُ)
(يَفِرُّ رُقاةُ القَومِ لا يَقرَبونَهُ ** خَشاشُ حِبالٍ فاتِكُ اللَيلِ أَقرَعُ)
(مِنَ الصُمِّ إِن تَعلُكَّ مِنهُ شَكيمَةٌ ** تَمُت أَو تُفِق قَد ماتَ عَقلُكَ أَجمَعُ)
(تَرى جَسَداً عَيناكَ تَنظُرُ ساكِناً ** وَلَستَ وَلَو ناداكَ لُقمانُ تَسمَعُ)
(فَإِيّاكَ إِنّي قَلَّ ما أَزجُرُ اِمرِئً ** سِوى مَرَّةٍ إِنّي بِمَن حانَ مولَعُ)
(فَذَلِكَ تَقديمي إِلَيكَ فَإِن تَكُن ** شَقِيّاً تَرِد حَوضَ الَّذي كُنتَ أَمنَعُ)
(وَقَد شابَ صُدغاكَ اللَئيمانِ عاتِباً ** عَلَينا وَفينا أُمُّكَ الغولُ تَمزَعُ)
(إِلى حُجُرِ الأَضيافِ كُلَّ عَشِيَّةٍ ** بِذي حَلَقٍ تَمشي بِهِ تَتَدَعدَعُ)
(فَما زِلتُ عَن سَعدٍ لَدُن أَن هَجَوتُها ** أَخُصُّ وَتاراتٍ أَعُمُّ فَأَجمَعُ)
(جُعِلتُ عَلى سَعدٍ عَذاباً فَأَصبَحَت ** تَلاعَنُ سَعدٌ في عَذابي وَتُقمَعُ)
(تَلاعُنَ أَهلِ النارِ إِذ يَركَبونَها ** وَإِذ هِيَ تَغشى المُجرِمينَ وَتَسفَعُ)
(أَلَم تَرَ سَعداً أَودَحَت إِذ دَكَكتُها ** كَما دَكَّ آطامَ اليَمامَةِ تُبَّعُ)
(كَأَنَّ بَني سَعدٍ ضِباعُ قَصيمَةٍ ** تَفَرَّعَها عَبلُ الذِراعَينِ مِصقَعُ)
(تُنَفِّسُ عَنها بِالجُعورِ وَتَتَّقي ** بِأَذنابِها زُبَّ المَناخِرِ طُلَّعِ)












مصادر و المراجع :

١- ديوان الفرزدق

المؤلف: أبي فراس همّام بن غالب بن صعصعة ابن ناجية بن عقال بن محمد بن سفيان بن مجاشع بن دارم، ولقب بالفرزدق لجهامة وجهه وضخامته.

(38 هـ - 658 م) (110 هـ - 728 م)

شرحه وضبطه وقدّم له: الأستاذ علي فاعور

الناشر: دار الكتب العلمية

بيروت - لبنان

الطبعة: الأولى (1407 هـ - 1987 م)

تعليقات (0)

الأكثر قراءة

ستبدي لك الأيام ما كنت جاهلا … ويأتيك بالأخبار من لم تزوّد

المزید

فصبرا في مجال الموت صبرا … فما نيل الخلود بمستطاع

المزید

حننت إلى ريّا ونفسك باعدت … مزارك من ريّا وشعباكما معا

المزید

أفاطم مهلا بعض هذا التدلل … وإن كنت قد أزمعت صرمي فأجملي

المزید

إنّ أباها وأبا أباها … قد بلغا في المجد غايتاها

المزید