المنشورات

منا الذي

البحر: طويل
أجاب جريرًا قائلاً:
(مِنّا الَّذي اِختيرَ الرِجالَ سَماحَةً ** وَخَيراً إِذا هَبَّ الرِياحُ الزَعازِعُ)
(وَمِنّا الَّذي أَعطى الرَسولُ عَطِيَّةً ** أُسارى تَميمٍ وَالعُيونُ دَوامِعُ)
(وَمِنّا الَّذي يُعطي المِئينَ وَيَشتَري ال ** غَوالي وَيَعلو فَضلُهُ مَن يُدافِعُ)
(وَمِنّا خَطيبٌ لا يُعابُ وَحامِلٌ ** أَغَرُّ إِذا اِلتَفَّت عَلَيهِ المَجامِعُ)
(وَمِنّا الَّذي أَحيا الوَئيدَ وَغالِبٌ ** وَعَمروٌ وَمِنّا حاجِبٌ وَالأَقارِعُ)
(وَمِنّا غَداةَ الرَوعِ فِتيانُ غارَةٍ ** إِذا مَتَعَت تَحتَ الزُجاجِ الأَشاجِعُ)
(وَمِنّا الَّذي قادَ الجِيادَ عَلى الوَجا ** لِنَجرانَ حَتّى صَبَّحَتها النَزائِعُ)
(أولَئِكَ آبائي فَجِئني بِمِثلِهِم ** إِذا جَمَعَتنا يا جَريرُ المَجامِعُ)
(نَمَوني فَأَشرَفتُ العَلايَةَ فَوقَكُم ** بُحورٍ وَمِنّا حامِلونَ وَدافِعُ)
(بِهِم أَعتَلي ما حَمَّلَتني مُجاشِعٌ ** وَأَصرَعُ أَقراني الَّذينَ أُصارِعُ)
(فَيا عَجَبي حَتّى كُلَيبٌ تَسُبُّني ** كَأَنَّ أَباها نَهشَلٌ أَو مُجاشِعُ)
(أَتَفخَرُ أَن دَقَّت كُلَيبٌ بِنَهشَلٍ ** وَما مِن كُلَيبٍ نَهشَلٌ وَالرَبائِعُ)
(وَلَكِن هُما عَمّايَ مِن آلِ مالِكٍ ** فَأَقعِ فَقَد سُدَّت عَلَيكَ المَطالِعُ)
(فَإِنَّكَ إِلّا ما اِعتَصَمتَ بِنَهشَلٍ ** لَمُستَضعَفٌ يا اِبنَ المَراغَةِ ضائِعُ)
(إِذا أَنتَ يا اِبنَ الكَلبِ أَلقَتكَ نَهشَلٌ ** وَلَم تَكُ في حِلفٍ فَما أَنتَ صانِعُ)
(أَلا تَسأَلونَ الناسَ عَنّا وَعَنَّكُم ** إِذا عُظِّمَت عِندَ الأُمورِ الصَنائِعُ)
(تَعالَوا فَعُدّوا يَعلَمِ الناسُ أَيُّنا ** لِصاحِبِهِ في أَوَّلِ الدَهرِ تابِعُ)
(وَأَيُّ القَبيلَينِ الَّذي في بُيوتِهِم ** عِظامُ المَساعي وَاللُهى وَالدَسائِعُ)
(وَأَينَ تُقَضّي المالِكانِ أُمورَها ** بِحَقٍّ وَأَينَ الخافِقاتِ اللَوامِعُ)
(وَأَينَ الوُجوهُ الواضِحاتِ عَشِيَّةً ** عَلى البابِ وَالأَيدي الطِوالُ النَوافِعُ)
(تَنَحَّ عَنِ البَطحاءِ إِنَّ قَديمَها ** لَنا وَالجِبالُ الباذِخاتُ الفَوارِعُ)
(أَخَذنا بِآفاقِ السَماءِ عَلَيكُمُ ** لَنا قَمَراها وَالنُجومُ الطَوالِعُ)
(لَنا مُقرَمٌ يَعلو القُرومَ هَديرُهُ ** بِذَخ كُلُّ فَحلٍ دونَهُ مُتَواضِعُ)
(هَوى الخَطَفى لَمّا اِختَطَفتُ دِماغَهُ ** كَما اِختَطَفَ البازي الخَشاشَ المُقارِعُ)
(أَتَعدِلُ أَحساباً لِئاماً أَدِقَّةً ** بِأَحسابِنا إِنّي إِلى اللَهِ راجِعُ)
(وَكُنّا إِذا الجَبّارُ صَعَّرَ خَدَّهُ ** ضَرَبناهُ حَتّى تَستَقيمَ الأَخادِعُ)
(وَنَحنُ جَعَلنا لِاِبنِ طَيبَةَ حُكمَهُ ** مِنَ الرُمحِ إِذ نَقعُ السَنابِكِ ساطِعُ)
(وَكُلُّ فَطيمٍ يَنتَهي لِفِطامِهِ ** وَكُلُّ كُلَيبِيٍّ وَإِن شابَ راضِعُ)
(تَزَيَّدَ يَربوعٌ بِهِم في عِدادِهِم ** كَما زيدَ في عَرضِ الأَديمِ الأَكارِعُ)
(إِذا قيلَ أَيُّ الناسِ شَرُّ قَبيلَةً ** أَشارَت كُلَيبٌ بِالأَكُفِّ الأَصابِعُ)
(وَلَم تَمنَعوا يَومَ الهُذَيلِ بَناتِكُم ** بَني الكَلبَ وَالحامي الحَقيقَةَ مانِعُ)
(غَداةَ أَتَت خَيلُ الهُذَيلِ وَراءَكُم ** وَسُدَّت عَلَيكُم مِن إِرابَ المَطالِعُ)
* * *
(بَكَينَ إِلَيكُم وَالرِماحُ كَأَنَّها ** مَعَ القَومِ أَشطانَ الجَرورِ النَوازِعُ)
(دَعَت يا لَيَربوعٍ وَقَد حالَ دونَها ** صُدورُ العَوالي وَالذُكورُ القَواطِعُ)
(فَأَيَّ لَحاقٍ تَنظُرونَ وَقَد أَتى ** عَلى أُمُلِ الدَهنا النِساءُ الرَواضِعُ)
(وَهُنَّ رُدافى يَلتَفِتنَ إِلَيكُمُ ** لِأَسوُقِها خَلفَ الرِجالِ قَعاقِعُ)
(بِعيطٍ إِذا مالَت بِهِنَّ خَميلَةٌ ** مَرى عَبَراتِ الشَوقِ مِنها المَدامِعُ)
(تَرى لِلكُلَيبِيّاتِ وَسطَ بُيوتِهِم ** وُجوهَ إِماءٍ لَم تَصُنها البَراقِعُ)











مصادر و المراجع :

١- ديوان الفرزدق

المؤلف: أبي فراس همّام بن غالب بن صعصعة ابن ناجية بن عقال بن محمد بن سفيان بن مجاشع بن دارم، ولقب بالفرزدق لجهامة وجهه وضخامته.

(38 هـ - 658 م) (110 هـ - 728 م)

شرحه وضبطه وقدّم له: الأستاذ علي فاعور

الناشر: دار الكتب العلمية

بيروت - لبنان

الطبعة: الأولى (1407 هـ - 1987 م)

تعليقات (0)

الأكثر قراءة

ستبدي لك الأيام ما كنت جاهلا … ويأتيك بالأخبار من لم تزوّد

المزید

فصبرا في مجال الموت صبرا … فما نيل الخلود بمستطاع

المزید

حننت إلى ريّا ونفسك باعدت … مزارك من ريّا وشعباكما معا

المزید

أفاطم مهلا بعض هذا التدلل … وإن كنت قد أزمعت صرمي فأجملي

المزید

إنّ أباها وأبا أباها … قد بلغا في المجد غايتاها

المزید