المنشورات

ليبك على الحجّاج

البحر: طويل
يرثي الحجاج بن يوسف الثقفي
(لِيَبكِ عَلى الحَجّاجِ مَن كانَ باكِياً ** عَلى الدينِ أَو شارٍ عَلى الثَغرِ واقِفِ)
(وَأَيتامُ سَوداءِ الذِراعَينِ لَم يَدَع ** لَها الدَهرُ مالاً بِالسِنينَ الجَوالِفِ)
(وَما ذَرَفَت عَينانِ بَعدَ مُحَمَّدٍ ** عَلى مِثلِهِ إِلّا نُفوسَ الخَلائِفِ)
(وَما ضُمِّنَت أَرضٌ فَتَحمَلَ مِثلَهُ ** وَلا خُطَّ يُنعى في بُطونِ الصَحائِفِ)
(لِحَزمٍ وَلا تَنكيتِ عِفريتِ فِتنَةٍ ** إِذا اِكتَحَلَت أَنيابُ جَرباءَ شارِفِ)
(فَلَم أَرَ يَوماً كانَ أَنكى رَزِيَّةً ** وَأَكثَرَ لَطّاً لِلعُيونِ الذَوارِفِ)
(مِنَ اليَومِ لِلحَجّاجِ لَمّا غَدَوا بِهِ ** وَقَد كانَ يَحمي مُضلِعاتِ المَكالِفِ)
(وَمُهمِلَةٍ لَمّا أَتاها نَعِيُّهُ ** أَراحَت عَلَيها مُهمِلاتِ التَنايِفِ)
(فَقالَت لِعَبدَيها أَريحا فَعَقِّلا ** فَقَد ماتَ راعي ذَودِنا بِالطَرايِفِ)
(وَماتَ الَّذي يَرعى عَلى الناسِ دينَهُم ** وَيَضرِبُ بِالهِندِيَّ رَأسَ المُخالِفِ)
(فَلَيتَ الأَكُفَّ الدافِناتِ اِبنَ يوسُفٍ ** تَقَطَّعنَ إِذ يَحثينَ فَوقَ السَقايِفِ)
(وَكَيفَ وَأَنتُم تَنظُرونَ رَمَيتُمُ ** بِهِ بَينَ جَولَي هُوَّةٍ في اللَفايِفِ)
(أَلَم تَعلَموا أَنَّ الَّذي تَدفِنونَهُ ** بِهِ كانَ يُرعى قاصِياتُ الزَعانِفِ)
(وَكانَت ظُباةُ المَشرِفِيَّةِ قَد شَفى ** بِها الدينَ وَالأَضغانَ ذاتِ الخَوالِفِ)
(وَلَم يَكُ دونَ الحُكمِ مالٌ وَلَم تَكُن ** قُواهُ مِنَ المُستَرخِياتِ الضَعايِفِ)
(وَلَكِنَّها شَزراً أُمِرَّت فَأُحكِمَت ** إِلى عُقَدٍ تُلوى وَراءَ السَوالِفِ)
(يَقولونَ لَمّا أَن أَتاهُم نَعِيُّهُ ** وَهُم مِن وَراءِ النَهرِ جَيشُ الرَوادِفِ)
(شَقينا وَماتَت قُوَّةُ الجَيشِ وَالَّذي ** بِهِ تُربَطُ الأَحشاءُ عِندَ المَخاوِفِ)
(فَإِن يَكُنِ الحَجّاجَ ماتَ فَلَم تَمُت ** قُرومُ أَبي العاصي الكِرامِ الغَطارِفِ)
(وَلَم يَعدَموا مِن آلِ مَروانَ حَيَّةً ** تَمامَ بُدورٍ وَجهَهُ غَيرُ كاسِفِ)
(لَهُ أَشرَقَت أَرضُ العِراقِ لِنورِهِ ** وَأومِنَ إِلّا ذَنبَهُ كُلُّ خائِفِ)














مصادر و المراجع :

١- ديوان الفرزدق

المؤلف: أبي فراس همّام بن غالب بن صعصعة ابن ناجية بن عقال بن محمد بن سفيان بن مجاشع بن دارم، ولقب بالفرزدق لجهامة وجهه وضخامته.

(38 هـ - 658 م) (110 هـ - 728 م)

شرحه وضبطه وقدّم له: الأستاذ علي فاعور

الناشر: دار الكتب العلمية

بيروت - لبنان

الطبعة: الأولى (1407 هـ - 1987 م)

تعليقات (0)

الأكثر قراءة

ستبدي لك الأيام ما كنت جاهلا … ويأتيك بالأخبار من لم تزوّد

المزید

فصبرا في مجال الموت صبرا … فما نيل الخلود بمستطاع

المزید

حننت إلى ريّا ونفسك باعدت … مزارك من ريّا وشعباكما معا

المزید

أفاطم مهلا بعض هذا التدلل … وإن كنت قد أزمعت صرمي فأجملي

المزید

إنّ أباها وأبا أباها … قد بلغا في المجد غايتاها

المزید